عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2008-06-20, 12:27 AM
بنت العلماء
عضو متميز بالمنتدى
رقم العضوية : 43814
تاريخ التسجيل : 14 - 1 - 2008
عدد المشاركات : 2,845

غير متواجد
 
Question إهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ داء ......
هذه الآية إهداء


لأولئك الذين اختل ميزان المفاضلة بين الأشياء لديهم
فأصبحوا يرون التراب أفضل من التبر
والثرى أسمى من الثريا
فلهثوا خلف الأدنى
وتركوا الذي هو خير ............



قال لي مولاي ...


قال تعالى : ( أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير)
إن من الناس من سلبوا ميزة التمييز بين الطيب والخبيث فأعمى الهوى بصيرتهم وجعل عليها غشاوة ، فلا يرون بريق الذهب الخالص ويستبدلونه بكل ما يلمع وإن كان رخيصاً ...

ولتوضيح الصورة ، تأمل حال هؤلاء ممن صدق عليهم قوله تعالى : (أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير ) ، هي مشاهد من الواقع سأعرضها عليك وإني لأربأ بك أن تكون واحداً من هؤلاء .

المشهد الأول

إنها أمام التلفاز وبيدها جهاز التحكم عن بعد ، تقلب القنوات ،تمر على قناة ينبعث منها نور رباني لينبثق عن صوت شجي ندي يردد آيات الله .... وبسرعة تغير القناة ... وتقلب وكأنها تقلب في سلة المهملات لتلقط ما يفرح الشيطان ، فها هي المغنية أو برنامج رخيص أو مسلسل تافه فتتلهف شوقاً للمتابعة وتطلب المزيد ، وقد استبدلت الأدنى بالذي هو خير .


المشهد الثاني


هناك على الطاولة مجلات وصحف وقصص ... وفي زاوية أخرى مصحف مركون وقد كساه الغبار .
فكرة سريعة تخطر في بالها ، وهي أن تقرأ ولو صفحة واحدة من المصحف ، فضميرها يؤنبها .. فمنذ زمن لم تقرأ فيه !!

وبسرعة كبيرة تخطف يدها مجلة لتقضي الساعات في قراءة ومتابعة أخبار الفنانات واستعراض الموديلات والعجيب أنها .......لا تشعر بالملل!!

ولكن صفحة واحدة من المصحف مملة وثقيلة ، فعجباً كيف يستبدل الأدنى بالذي هو خير !!


مشهد آخر وأختم به

لديه زوجة حسناء وأبناء ، ومع ذلك فإنه يبحث عن الحرام ، ويمارس الرذيلة ، ويترك ما أحل الله له ، أليس هذا ممن يستبدل الأدنى بالذي هو خير ؟!!

وأترك لك المجال لتلاحظ بنفسك المجتمع فكم من طيب قد استبدل بالخبيث .

عش مع هؤلاء .. قارن بينهم وبين أولئك .. وسأعرض عليك نموذجين من عصرنا .

تقول لي إحداهن : كلما هممت بترديد أغنية تذكرت قوله تعالى :( أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير)، فأستحي من خالقي وأكف عن ذلك ، وأستبدله بحمد وتسبيح واستغفار ، وأجد عندها في داخلي لذتين ، لذة الإيمان ولذة قهر الشيطان .

وتقول الأخرى : بعد أن استقر مفهوم هذه الآية في نفسي ، قمت بحذف جميع القنوات التافهة ، ولم تعد يداي تحتمل أن تغير القناة إن كان فيها تلاوة أو محاضرة أو علم نافع .


وقفة
قف قليلاً أيها القارئ وانقش هذه الآية في فؤادك ورددها كلما ضعفت نفسك ...
وتذكر أنها جاءت في ذم اليهود فلا تكن على شاكلتهم ...
واجعلها خير معين لك كي تجابه بها إغراءات الحياة ...
وفقك الله وسدد خطاك وللخير اجتباك




منقول من كتاب ( قال لي مولاي )
المؤلفة : مريم بنت سيف المزروعي