عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2008-06-16, 3:19 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي بنـــاء الحيـــاة ..!
بنـــاء الحيـــاة ..!


إن الأمور الإيمانية الروحية وسائل رائعة لشحن القلب بالنور ، لتنطلق بعد ذلك ، وقد توهج قلبك بالحياة ، لتبني الحياة من حولك ..!

وبهذا ونحو هذا تكون متميزاً بحق ..

أما الذين فهموا أن الإيمانيات تدعو إلى الانزواء ، والانكفاف عن الحياة بالكلية ، ونفض اليد عنها ، فقد أوغلوا في الخطأ ..! ولبّس عليهم إبليس تلبيسه !

إنما المراد تعمير الحياة ، كما قال تعالى :

(..وَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا ..) أي طلب منكم إعمارها ..

ولكنه إعمار رباني ، لا إعمارشيطاني ..!

وكيف يتأتى هذا الإعمار الرباني ؟

.

يتأتى بأن تشحن قلبك ابتداءً بالنور ، حتى يصبح فيه مثل السراج يزهر ، كما ورد في الحديث الشريف ..

وعلى مثل هذه القلوب المشرقة المتوهجة ، تُبنى الحياة خير بناء ، وتقوم على أسس ثابتة أصلها في الأرض ، وفروعها في السماء ، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها !


وشيء آخر ..

أن هؤلاء المتميزين الذين أشرقت قلوبهم بنور ربها ، لن تفتنهم بهارج الدنيا ولا مباهجها ولا إغراءاتها ، وهم يمارسون بناء الحياة ، بل تبقى قلوبهم مع الله وهم يصنعون التاريخ ، ويولدون الفجر باسم الله ومن أجل الله ..!


وشيء ثالث :

أن هذه القلوب كلما عمرت بالنور ، كانت أقوى أثراً فيمن حولها ،

ذلك أن إشعاعات النور فيها ، تنضح على من حولها ولابد .. فقد قيل قديما :

كل إناء بما فيه ينضح ...!

فتجد هؤلاء يتأثرون ويؤثرون ..

يتأثرون بكل شيء نافع مهما قل ، وإن كان مجرد إشارة يلتقطونها من كلمة عابرة ، أو مشهد يمرون به ، أو صورة تقع علها عيونهم ..

أما تأثيرهم في الآخرين فذلك أمر ملحوظ ، أحسه ووجده كل ما احتك بمثل هذه القلوب ..!

إلى الحد الذي يمكن أن يكون مجرد رؤية هؤلاء يؤتي أثره في قلبك ، بحيث تسح بذلك إحساسا واضحاً ..!

أما إذا تكلموا فإن وقع كلامهم على القلوب ، كوقع المطر على الأرض العطشى !

ومن ثم .

فعلى كل منا أن يحرص أن ينمي إيمانه ،

ويوقظ روحه بمعاني السماء ،

ويحرك أشواقه برقائق المعرفة ،

ويهز وجدانه بكل ما من شأنه ، أن يشد قلبه إلى الله ،

ويربطه به ، ويبقيه بين يديه ، ذاكرا له ، غير غافل عنه .


وسبيل ذلك :

جرعات مكثفة من القرآن الكريم كل يوم ..

مع ذكر كثير دائم لا يكاد لسانك ينقطع عنه ..

وحرص على مجالس العلم والوعظ ..

وصحبة أصحاب القلوب المشرقة ، فإن للبيئة أثرها القوي ..

ولا نغفل عن الحرص على الصلوات في أوقاتها ..

وكثرة النوافل منها ..

فإن أضيف إلى هذا ..

أنفاق مما تيسر .. وساعات اعتكاف تخلو فيها مع الله سبحانه ..

فقد اختصرت الطريق على نفسك للوصول إلى تلك الذرا ..

وبالله التوفيق




كتبها بو عبدالرحمن