نكثر من قول حسبي الله ونعم الوكيل ولكن،
البعض يُعجل لهم بالإجابة فيرون على الفور أثر الدعاء على من ظلمهم.
والبعض تقتضي الحكمة أن يصبروا لأن الله يريد تمحيصهم، وزيادة أجرهم،
ومغفرة ذنوبهم، وفي النهاية أمر المؤمن كله خير.
كل واحد منا يتمنى أن يرى عقاب الله عاجلا غير آخل فيمن ظلمه، وتبقى
إرادة الله وحكمته هي الفيصل في هذا الشأن.
اذكر ذات يوم انني أحسنت الظن كثيرا
بشخصية قيل لي أنها تستغلك ولم أصدق، وتكررت بعض المواقف فلجأت إلى الله كي يريني
الحق حقا، وقلت يا رب إن كانت هذه الشخية مستغلة كما يظن البعض وإن كان تقربها ولطفها
مجرد استغلال كما يقولون فاجعلها تفقد (..... ) بوقت وجيز.
في الحقيقة هذه الشخصية خسرت كثيرا في تجارتها، في المرة الأولى خسرت بعد 7 أعوام، والمرة الثانية بعد 6 أشهر، والثالثة لا أذكرها، والرابعة بعد شهرين، والخامسة بعد أقل من سنة، ولهذا دعوت الله عز وجل وقلت: إذا كانت هذه الشخصية بالفعل مستغلة فاجعل خسارتها هذه المرة أسرع مما اتوقع.
بعد ذلك نسيت الموضوع نهائيا، فقد أخرجت مافي نفسي في قيام الليل وانتهى الموضوع، ولكن بعد أشهر اتصلت بي صديقة لم اسمع صوتها من سنين، وكأن الله سبحانه وتعالى ارسلها لتبلغني أمرا كنت قد نسيته، ولكن الله سبحانه علمني أنه لا ينسى دعوت المظلوم،
قالت لي صديقتي:
هل تعلمين( س ) من الناس؟
قلت لها: طبعا.
فقالت: دخلت تجارة مع أشخاص أظهروا لها الحب والود والإخلاص ففرحت بهم، وبعد يوم واحد من توقيع العقد خسرت تجارتها بالحيلة.
سبحااااااااااااانك يا الله،
الحقيقة شعرت بأني في معية الله، وخجلت من نفسي كثيرا، شعرت أنني لا أستحق هذه المراعاة الإلهية، فقد دعوت أن تكون خسارتها أسرع من كل مرة، وكنت أعلم أن آخر مرة خسرت بعد شهرين، فكانت المفاجأة بأن بعد الدعاء الذي دعوته خسرت بعد يوم واحد.
الصراحة ((( حزنت عليها )))

ولكن، هل ترون أخواتي كيف تكون غيرة الله على عباده، فقد أحسنت الظن بها كثيرا، وحتى عندما دعوت الله عز وجل قلت ((( لو كانت كذا وكذا )))) وإلى آخر لحظة كنت محسنة في دعائي ووكلت الأمر لله فهو أعلم بنواياها.
حقا مساكين أولئك الناس، خاصة عندما يعادون من يوكلون أمورهم لله.
كونوا من أولياء الله وسترون كيف تكون نصرته لكم.
وأنصح من يعاني من ظلم أن يصلي ركعتين والناس نيام ويدعو الله ويوكل امره إليه ولا يفكر كثيرا بالأمر، يمضي ويعيش حياته بهدوء ولا يفكر بمن ظلمه، فقط يوكل امره لله وسيرى العجب.
الحياة فيها أمور أجمل من انتظار رؤية عقاب الله فيمن ظلمنا، عيشوا حياتكم وسيأتي خبر من ظلمكم فجأة في الوقت المناسب لسماع ذلك الخبر....
صدقا أخواتي، تلك الشخصية التي سألت ألله أن يفعل بها ما فعل لم اشعر يوما بأنها ظلمتني، وأنا لم أخسر أي شيء، لكن اصابتني الحيرة عندما قالوا لي أنها شخصية مستغلة ورغم أن شغلي معها انتهى منذ فترة وأنا من أنهيته بنفسي، إلا أنني أردت أن يريني الله عز وجل حقيقتها، فقلت ما قلته وحصل ما حصل، وأحيانا تكون الأمور عادية جدا ومشاعرنا تجاهها أيضا عادية كما حصل معي، ولكن الأمر لم يكن سهلا عند الله عز وجل، وربما سبحانه وتعالى أراد أن يوصل رسالة لأولئك الناس بألا يستهينوا بالطيبين.
ربنا يفرج همكم، ولا تنسوا، الدعاء والتوكل على الله والمضي في حياتنا وندع الخلق للخالق.