منتديات موقع بشارة خير - عرض مشاركة واحدة - ما أروعهم من أناس !! .....
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 3  ]
قديم 2008-06-08, 10:38 PM
بنت العلماء
عضو متميز بالمنتدى
رقم العضوية : 43814
تاريخ التسجيل : 14 - 1 - 2008
عدد المشاركات : 2,845

غير متواجد
 
افتراضي
انظروا هنا وشاهدوا .... إنه لموقف تقشعر منه الأبدان ....
فلنستمع الآن ...
ذات يوم وهو سائر في الطريق لقيه رجل قادم من الشام ومعه حمل تين وتمر ..
كان الحمل يؤود الشامي ويتعبه ، فلم يكد يبصر أمامه رجلاً يبدو عليه أنه من عامة الناس وفقرائهم ، حتى بدا له أن يضع الحمل على كاهله ، حتى إذا أبلغه وجهته أعطاه شيئاً نظير حمله ...
وأشار للرجل فأقبل عليه ، وقال له الشامي : احمل عني هذا .. فحمله ومضيا معاً . وإذ هما في الطريق بلغا جماعة من الناس ، فسلم عليهم ، فأجابوا واقفين : وعلى الأمير السلام ...
وعلى الأمير السلام ..؟؟
أي أمير يعنون ..؟!!
هكذا سأل الشامي نفسه ..
ولقد زادت دهشته حين رأى بعض هؤلاء يسارع صوب ( سلمان ) ليحمل عنه قائلين : عنك أيها الأمير ..!!
فعلم الشامي أنه أمير المدائن ( سلمان الفارسي ) ، فسقط في يده وهربت كلمات الاعتذار والأسف من بين شفتيه ، واقترب ينتزع الحمل . ولكن سلمان هز رأسه رافضاً وهو يقول :
" لا ، حتى أبلغك منزلك " !!
لم يكن هناك من طيبات الحياة الدنيا شيء ما يركن إليه ( سلمان ) لحظة ، أو تتعلق به نفسه أثارة ، إلا شيئاً كانيحرص عليه أبلغ الحرص ، ولقد ائتمن عليه زوجته ، وطلب إليها أن تخفيه في مكان بعيد وأمين .
وفي مرض موته ، وفي صبيحة اليوم الذي قبض فيه ، ناداها :
" هلمي خبيك التي استخبأتك "!!
فجاءت بها ، وإذا هي صرة مسك ، كان قد أصابها يوم فتح ( جلولاء ) فاحتفظ بها لتكون عطره يوم مماته .
ثم دعا بقدح ماء ، نثر المسك فيه ، ثم ماثه بيده ، وقال لزوجته :
" انضحيه حولي ... فإنه يحضروني الآن خلق من خلق الله ، لا يأكلون الطعام ، وإنما يحبون الطيب "
فلما فعلت قال لها :" اجفئي علي الباب وانزلي " ...ففعلت ما أمرها به ...
وبعد حين صعدت إليه ، فإذا روحه المباركة قد فارقت جسده ودنياه .
لقد لحقت بالملأ الأعلى ، وصعدت على أجنحة الشوق إليه ، إذا كانت على موعد هناك مع الرسول محمد ، وصاحبيه أبي بكر وعمر ..ومع ثلة مجيدة من الشهداء والأبرار .

لطالما برح الشوق الظامىء بسلمان .....
وآن له اليوم أن يرتوي ، وينهل .......