السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
وأسعد الله أوقاتكم بمحبته ورضاه ..
&&&
أنا واحدة من النساء اللواتي يلمن الرجال (الأزواج) في هذا الأمر ..
ففي بداية الزواج يكون الزوج (متحمساً وواقعاً في غرام زوجته)..
وآعدًا زوجته بالحب الدهري والوقوف معها في سرائها و ضرائها ,
كان يشحنها بتلك الثقة الكاملة بنفسها وبأنها من أجمل الورود في هذا الكون !
ولكن ما أن تمر الأعوام حتى ( يشحّ ) ذاك الحب والإهتمام والغزل والإعجاب ..
ويبتعد عن مشاركتها بأي عمل منزلي أوحتى هواية تحبها !
فتصيبه تلك (الأنانية) والتي بدورها تشبع إعتزازه بذاته وثقته بنفسه على حساب
شعور إمرأته ، فمثلا يستمر في (إنتقاد) تغير جسم زوجته صباحاً ومساءا وكأنه يريد
منها أن تبقى شابة كما كانت في أول الزواج بالرغم من الحمل والإنجاب
وعمل البيت !!
تغيرت نظراته وإعجابه بعد إنتشار مواقع التواصل الاجتماعي والاعلانات
المبالغ فيها لعارضات أزياءٍ غيرهن الفوتوشوب والبرامج التجميلية ..
أصبح لسانه (عدوانياً ) شاتماً ناقداً لأشياء بسيطة وتافهة لاتصل إلى مستوى الانتقاد ..
أصبح يلقي (اللوم) عليها في نظافة البيت وتربية الأولاد ودراستهم وصوت
مزاحهم و صراخهم ..
يلقى اللوم عليها في الطبخ والغسيل وأداء واجباتها لأهله وأصدقائه ..
والاهتمام به بنفس الوقت , تجرد من المشاعر والاحساس بعمرها وصحتها ..
و( تعطشها ) للحب , ولكلمات المديح اوحتى حاجتها للمسةٍ بسيطة ,
أصبح يتفادى النقاش معها في أمور تخصها ومشاكل تعاني منها ..
وإن رآها تعاني الأمرين و تُنَفّس عن مابصدرها واحباطها بـ (بدموعها)
عن ضغوطات نفسيه قد عانت منها ,
فتراه يعلن (الحرب) على المنزل بغيابه طوال النهار عنها بوصفها امرأة نكديه ..
لا أدري فعلاً ألا تشعر أيها الرجل بأن المرأة هي كتلة من المشاعر المرهفة تكفيها
كلمة واحدة منك لتحلق بها في سماء حبك والصبر على أحوالك ..
آلا تدري حين تجدد من شكلها او من شعرها فهو لأجلك؟
وتجاهلك لهذا الامرفهو يجرحها ويطيح بحماسها أرضا ؟
ألا تدري بأن أي (كلمة جارحة) تطلقها بحقها تجعلها نادمة على أي عمل نافع
قد فعلته لأجلك ؟ أو حتى تندم على الارتباط بك ؟هل تعلم بأن اهمالك لها
و لطموحاتها واستمرارك في وضعها داخل قفص الروتين الذي يشعرها
بذلك الفراغ العاطفي و النفسي في داخلها والذي من الممكن بأن يشغل
تفكيره أي شيء مهما بلغت بساطته ؟ فقلة الاهتمام بامكانه ان يقتل أي
علاقة مهما كانت قوية وقلة الاهتمام أيضا هومن أشد الاسباب المؤدية
الى (هدم) المودة والحب والذي من شأنهما ان يجعلا من ذلك الزواج علاقة
طويلة الأمد و يمداه بالجمالية و التميز ،فانت بينك و بين نفسك تعترف باختلاف
معاملتك لها وابتعادك عنها ، إنها تحتاج منك (حسن المعاملة ) ..
وان يكون دائما في ذهنك ملاطفتها ومداعبتها وادخال السعادة علي قلبها في
حدود إمكانياتك من (هدية ) صغيرة او فسحة في حديقة أو تناول وجبة في مطعم ,,
او حتى لمسة يد وكلمة رقيقة وتذكيرها بأجمل وأحلى الاوقات التي كانت ..
تحتاج المرأة إلى (الإطراء ) على لبسها وجمالها وما تعده وتقدمه من أطباق ..
تحتاج أن ترفع معنوياتها بأي طريقةحسب ظروفك من اجل مصلحتك
كزوج ومصلحة أولادك ، تحتاج منك (دعم ) مصادر قوتها و تشجيعها على
تحقيق طموحاتها بأي شكل .
وإن فشلت في ذلك ستكون العواقب وخيمة على نفسيتها وبالتالي نفسية أطفالك
واستقرارك النفسي والمعنوي وبالتالي إصابتكم بذلك (الشرود الحياتي ) كلٍّ في عالمٍ
منفصلٍ بَعُدَ كل البعد عن عالم الطرف الآخر، وبالتالي تكون أنت (المتهم) الأول
في هدم أسرتك وبيتك الدافئ ..
&&&
بقلم / فرح العبدالات