أخت المحتسبين. (*)
مرفت عبد الجبار
الحمد لله الذي من على المرأة بالإسلام، والصلاة والسلام على عبده ونبيه خير الأنام ، خير من أوصى بالمرأة خيراً ، وصلى لله وقال : "النساء شقائق الرجال"
لا يخفى على موحد أن المرأة المسلمة تشترك مع الرجل المسلم، في التكاليف الشرعية جميعها إلا ما اختص الله تعالى به كلا منهما، قال تعالى :
{ ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا }(1)
ومن تلك الأمور المشتركة ، ذلك الأمر العظيم الذي كانت لأمتنا المحمدية الخيرية به دون غيرها من الأمم ألا وهو " الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر "
قال تعالى : { والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم }(2)
فالمرأة المسلمة دورها في الحسبة كبير ، بل هي اللبنة الأولى فيه .
وما ذاك إلا بتنشئتها الصالحة لأبنائها، وغرس العقيدة الصحيحة وحب الخير في أنفسهم، وتعليمهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
وينشأ ناشئ الفتيان فينا ** على ماكان عوده أبوه .
ثم بعد أن تولي الأولوية والتعهد والرعاية لبيتها وأقاربها :
تنتقل بعد ذلك لتعليم بنات جنسها ، من أخواتها المسلمات صديقات ، أو طالبات .
قال تعالى : { واذكرن مايتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا }. (3)
ومن نعم الله تعالى على المرأة المسلمة : أن أصبحت نوافذ الخير والدعوة إلى الله تعالى متعددة وممكنة، لاسيما وسائل الاتصال الحديثة وبالأخص "الشبكة العنكبوتية ،" الإنترنت "
فأصبح احتساب المرأة عبرالشبكة العنكبوتية متوفراً وممكناً ،وذلك متمثلاً عبر مشاركتها بقلمها في المواقع الإسلامية ( الموثوق ) بها ، أو إنشاء موقع خاص أو الالتقاء ببنات جنسها وتعليمهن أمور دينهن لاسيما من كن في بلاد الغربة أو حديثات عهد بالإسلام ، بأن تلتقي بهن بغرف صوتية خاصة مأمونة لايوجد بها أحد من الرجال .
تقول المعلمة سها صادق معلمة للقرآن الكريم والقراءات العشر :
التقي بأخوات مباركات وأقوم بتدريسهن ، عبر شبكة الإنترنت ، وهن من اندونيسيا ، وروسيا .
فما أجمله من احتساب في تبليغ العلم وتعليمه للأخوات المسلمات في أي بقعة من العالم .
وكذلك يمكنها أن تطلب العلم وهي في بيتها بالاستماع إلى المحاضرات والدروس المباشرة والمسجلة على الشبكة .
فنوافذ الخير انفتحت أمام المرأة ولم يعد لها حجة بعدم العلم والتعليم .
قال صلى الله عليه وسلم : " إِن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع " .
وكذلك لا ننسى وسائل الإعلام الإسلامية الطيبة ، أمثال إذاعة القرآن الكريم ، وقناة المجد العلمية ، وغيرها من القنوات المباركة .
فيا فتاة الإسلام، لا تزهدي في الاحتساب والتزود من التقوى والعلم وتبليغه لأخواتك المسلمات ، مادمتِ عليه قادة .
إن يرد رب الورى كرماً ** بعبده الخير والمخلوق مقتصر
أعطاه فقهاً بدين الله يحمله**يا حبذا نعماً تأتي وتنتظر
أما سمعت مثالاً يستضاء به=ويستفز ذوي الألباب والنظر
بأن علم الهدى كالغيث ينزله=على القلوب فمنها الصفو والكدر (4)
------------------------------
( * ) نشرته مجلة الحسبة العدد 80 ربيع الأول -ربيع الثاني 1429ه
( 1 ) سورة النساء آية ( 124 )
( 2 ) سورة التوبة آية ( 71 )
( 3 ) سورة الأحزاب آية ( 34 )
( 4 ) الشيخ عبد الرحمن السعدي يرحمه الله تعالى .