عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 4  ]
قديم 2015-11-14, 7:17 PM
أبو عمر الهاشمي
رقم العضوية : 195718
تاريخ التسجيل : 14 - 11 - 2015
عدد المشاركات : 5

غير متواجد
 
افتراضي
في نظري يمكن تمييز بين القصص الحقيقية والأخبار الكاذبة أو الأساطير بعدة تقنيات منهجية
أولا:تقنية الدحض الذاتي ،أو ما يُسمَّى في المنهج التاريخي بـ النقد الداخلي
بمعنى أن الأساطير والأخبار الكاذبة وإن كان بعضها داخل في حدود الممكن العقلي إلا أن بعضها مستحيل عقلا ولا يتصوره العقل وإن أمكن تصوير الخيال له
مثل لو أخبرنا إنسان أنه كان في الرياض وجدة في نفس الوقت =فهذا خبر كاذب لكونه متناقضا ،فالخبر في ذاته يدحض نفسه بنفسه
ثانيا:تقنية النقد الخارجي
وهو متعلق براوي الخبر فمن عُرِف كذبه فهذا وإن لم نقطع بكذب ما يرويه لنا الآن إلا أننا نوظِّف آلية.العزل لخبره عن أن يتسلل إلى جهازنا المعرفي حتى نستوثق من صدقه
وهناك قرائن تحتفُّ بالرواية والراوي قد تبلغ مبلغ القطع في تصديق الخبر أو تكذيبه بحسب قوة تلك القرائن وبداهة المتلقي للخبر في تشغيلها..
وبالمناسبة علماء الحديث دشَّنوا منهجية متقدمة جدا في فحص الأخبار سبقوا بها الغرب في منهجهم التاريخي ،وهذه المنهجيَّة يمكن أن يستفاد منها في التعامل مع الأخبار التي تعج بها الآن وسائل التواصل..
لكن للأسف أن هذا الانفجار المعلوماتي سطَّح المَلَكة النقدية عند كثير من الناس ونَمَّطت طرائق تفكيرهم فوقعنا ضحية سُلْطة التقنية التي لم نستطع تَرشيد استخدامها.