لا شك عند المؤمن أن رؤيا النبي عليه الصلاة والسلام حقٌّ كما ثبت ذلك في الصحيحين وغيرهما..
لكن السؤال هنا هل هناك تلازم بين كون رؤيا النبي عليه الصلاة والسلام حقًّا=وبين حجّية كل ما يقوله ويفعله ويقرّ عليه في المنام؟
الجواب،أنقله عن تحريرٍ للعلامة المُعلِّمي رحمه الله ،حيث يقول: (ومع كون رؤيانا له صلى الله عليه وآله وسلم حقًّا =فليس ما رأيناه يقوله أو يفعله أو يُقِرُّ عليه حجّة..ذلك [أنّ] القول أو الفعل يحتاج إلى تعبير وتأويل،والتعبير والتأويل يحتمل وجوهًا كثيرة،حتى قد يكون تعبير الشيء بضدِّه ..فإذا رأيتَه صلى الله وآله وسلم يأمرك بشيء ،فقد يكون تأويلُ الأمرِ النهيَ،أو الإخبارَ بوقوعه،أو الأمر بشيءٍ يعبِّر به الشيء المرئي ،أو غير ذلك من الاحتمالات التي لا تنحصر =لا جَرَم لم يصلح ذلك لاعتبارِهِ حجَّةً.
نعم لو رأيتَه يأمرك بشيء قد ثبت في كتاب الله أو السُّنّة الصحيحة استحبابُهُ،فإنه يتأكَّد لك استحباب ذلك الشيء ،لترجُّح أن الأمر المرئي في النوم على ظاهره،ويشهد لذلك واقعةٌ لابن عباس بسبب مذهبه في التمتع.. )
آثار العلامة المعلمي(334/4)