عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 3  ]
قديم 2008-06-01, 12:24 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي
يا هـذا .. ما أعجبني وإياك ..!!
أقرّبك إلى ما أنا بعيد منه .. وأكسوك ما أنا عار عنه ..!!
فلو جعلت مكان دعائي لك إلى حظك إجابة مني إلى حظي
كان ذلك أرفق بي ، وابر بي ،
ولكنني ممتحن بالقول ، فإن كنت أنت أيضا ممتحن بالسماع ،
فقد خسرنا جميعا ..
يا هـذا ..
ماذا يضرك تيهي في قولي ، عند اهتدائك في سماعك !؟
فلا تجعل عثار غيرك عذراً لك في عثارك ..
يا هـذا .. من هذا الذي وفّـى فنـدم ؟!
من هذا الذي وصـل فانقطع ؟!
من هذا الذي وجـد ففقد .؟!
من هذا الذي صـدق فحُقر ؟!
يا هـذا ..
عليك بدعاء الله ، فإن الدعاء من الله بمكان ،
اجعله ديدنك في متقلبك ، وإياك وملالته ،
فما فُتح باب الدعاء على أحد إلا دل على ذلك على
أن الله يحب أن يسمع كلامه ..
وربما أخر الإجابة لتدوم الضراعة ،
والويل لمن ييأسن من روح الله مع سعته ،
أو قنط من عفو الله مع اشتماله ..
وما لهج بالدعاء أحد إلا رأى في عاقبة أمره
ما يسر النفس ويجر الأنس ..
أترى رافض الدعاء بأي شيء يحتج !؟
وبماذا يتعلق ؟ وعلى أي ركن يستند ؟! وبأي شيء يتعلل ؟!
ولو لم يكن في الدعاء إلا التلذذ بالمواجهة ، والتنعم بالمشافهة ،
لكان فيه مقنع ، فكيف وفيه مناجاة تقضقض الجبارين ؟!
وما ألهم الدعاء أحد إلا كان ذلك عنوان خير له ،
ودليل فضيلةٍ له ..
اللهم إنّـا لو وفينا الحيـاء منك حقه ،
لم نواجهك متلوثين بلطائخ الدنيا ، مدلين بالقول ،
مقلين من العمل ،
عارين من الحقيقة ، بعيدين ما يوجب الوثيقة ،
ولكنا على ذاك نعيذ أنفسنا من اليأس من رحمتك ،
لأنك قد حظرت ذلك علينا ،
ودعوتنا إلى حسن الظن بعفوك ،
وإلى جميل عقباك في آخر أمرك ..
اللهم فكن لنا أكثر منا لأنفسنا ، ودافع عنا غوائلنا علينا ،
وإذا تهتكنا فاسترنا ، وإذا تفرقنا فاجمعنا ،
وإذا غفلنا فنبهنا ، وغذا أعرضنا فأقبل نبا عليك ،
وإذا فسدنا فأصلحنا ، وإذا بعدنا فقرّبنا ..
أنت القادر ونحن الضعفاء ..
أنت الغني ونحن الفقراء ، يا ذا الجلال والإكرام ..
يا هـذا ..
أيها الحيران في سعيه ، السكران في رعيه ،
المتغافل عن حظه ، المتجاهل بين لحظه ولحظه ،
المتكاسل عن خدمة ربه ..
تصفح سرك بعقلك ، واحكم على نفسك بعدلك ،
واستيقن أنك مرعي لا مهمل ، ومطلوب لا متروك ،
ومحفوظ لا مضاع ، ومقيد لا مطلق ..
فتهيّأ يا هـذا جهدك لقبول تحاياه ،
وكن منك على بال لعلك تُغـنى بعطاياه ..
ضاعف خشيتك ، لتأمن ..
ورقق دمعتك ، لتُسكن ..
وعفّر خدك ، لتُرحم .. وابسط يدك ، لتُكرم ..
وابتذل نفسك ، لتُعـز.. وابذل روحك ، لتُحـرز ..
يا هـذا ..
ثق أنك لا تفوز بقربه ،
إلا ببعدك عن كل ما كان غيره قاطعا عنه ، وشاغلا دونه ..
وتذكّـر في أضعاف حالتك ، معارض أفعالك ومقالاتك ،،
يا هـذا ..
أما حان لنا أن نستحي من العكوف على المخالفة ؟!
أمـلٌ يضر ، وظاهرٌ يغر ، وباطنٌ يعر .
[ يعر : أي أصابه بمكروه ]
وكلٌ يمر بما يسوء ولا يسر ..
دع ذا .. دع ذا ..
أخلقَ الدينُ ، وعمت الفحشاء ، وأفسد العلماء ،
وفشا الجهل ، وظهر الغي ، وتكاشف الناس ،
وفقد الصدق ، وغلي الجهل ، وكثرة الجرأة ،
وصار ذكر الله لغواً على الألسنة ،
وخوت القلوب من الفكر بين السيئة والحسنة ،
فلا جرم عاد عتابنا لهم بينونة ، وإمساكنا عنهم دينونة ،
فما ندري ما نصنع ؟!
ولا ندري إلى من نفزع ؟!
والمؤمن إذا قصرت يده عن المعروف ، وامسك لسانه عن الزجر
وكلّت عينه عن النظر ، وضعفت منيته عن الإنكار ،
تمنى الرحيل عن هذه الدار المحشوة بالنار والعار ،
إلى الدار التي هي دار القرار ..
فقد جمدت العيون فما تدمع ،
وتكبرت القلوب فما تخشع ،
وكلبت البطون فما تشبع ،
وغلبت الشهوة فما تنزع ،
وعاد نهار الدين ليلاً ، والتلذذ بالعلم حربا وويلا
ولله أمر هو بالغه ، ولو شاء لجمعهم على الهدى
(( ولو شاء ربك لآمن من في الأرض ))
يا هـذا .. إنما نتنفس بهذه الكلمات كما يتنفس المملوق .!
****
غالب ظني يا سيدي أنك لمساعدتي على هذا الشجو
تؤثر إيثاراً يخف به ما بنا
ويحط عنا ما أثقلنا ، ويبيض وجوهنا عند أحبابنا ،
ويكفينا شماتة رقبائنا ، وتهدينا إلى الجادة
التي منها جسرنا وعنها زُلنا ..
فإذا أراكَ اللهُ رأياً فيما سألتك ، فعرفنيه ،
حتى ألبس لك شعار الشاكرين ، وأتلقاك بتحية المساعدين ،
وأنشر فضلك بين الحاضرين والغائبين ،
وأجلو عن عيني قذاها عند رؤيتك بالشمال وباليمين ..
وأنت تفعل ذلك على شاكلتك المحمودة ،
وجرياً على عادتك المحبوبة ،
وإيثاراً للسعي الذي نستثمر منه رضا الله أولا..
ومسرة الأخوان ثانياً ، وشيعوعة الثناء ثالثاً ،
والمنافسة في الخير رابعاً ، والثبات على اكتساب المحامد خامساً ..
***
أما تعلم أنه ما نظمك سبحانه هذا النظم العجيب
ولا أودعك هذا السر الغريب ، إلا لأمر بعيد قريب ،
بعيد إن تصامتت عنه ، قريب إن سارعت إليه ..
يعاتبك قلا تعتب ، ويدعوك فلا تجيب ،
وينعم عليك فلا تشكر ، ويبتليك فلا تصبر ،
ويظهر قدرته فلا تبصر ، ثم تولي وتستكبر ،
وتعتقد أنك مستغل منتصر ! ..
هذا والله الجهل الغالب عليك ،
والشقاء المحيط بك ، والشماتة الحاضرة لك .
يقرّبك فتبتعد ، ويتألفك فتشرد ، ويطمع بلطف بك فتطمح ،
ويقويك فتجنح .. فيا ويلك ‍!
أيّ بلاءٌ أنت على نفسك ، وأي خاسر أنت في سعيك !!؟
تبغي رضا المخلوق ، وتتهاون برضا الخالق ،
وما كان المخلوق أنصح لك ، وأذب عنك ،
وأدرى بمصلحتك ، واقدر على الدفع دونك ،
وأهدى إلى مرادك ، وأوفى لك في عاقبة أمرك ..
هذا والله الغرور ، وآخر هذا الغرور الويل والثبور ،
انتبه عافاك الله من هذه الرقدة التي قد استغرقتك بالأحلام ،
واعترف بحق الله عليك في كل مقال ومقام ،
واتخذ جنةً لنفسك يوم القيامة إلى الخصام ،
فإن كنت تؤمن بالله على الحقيقة والتمام .
**
زهدوك في الدنيا ورغبت فيها !!
ورغبوك في الآخرة فزهدت عنها ..!!
وكرروا عليك النصيحة في الحالين فأعرضت عنها .!!
ورددوا إليك فتأففت منها ..!!
فيا مؤثراً الخلاف على الوفاق ، ويا غائصا في بحر النفاق والشقاق
كيف يكون الشقي إلا مثلك ،
وكيف يكون المحروم إلا من سلك طريقك ،
أما ترى بشائر الحق كيف تتردد بين أذنيك وقلبك ؟
أما تسمع زواجر الحق كيف تتكرر على سمعك ولبك ؟
أما ترى مواهبه كيف تنصب على قرنك إلى قدمك ؟
أما ترى قدرته كيف تنفذ فيك ؟
أما ترى حكمته كيف تبدو منك ؟
أما ترى داعيه كيف يناديك ؟
أما ترى رسوله كيف يناجيك ؟
أما ترى كيف ابرزك من العدم ، وحفك بالنعم ،
وعلمك ما لم تكن تعلم ،
وقدمك فيمن قدم ، وعظمّك فيمن عظم ،
وسألك أن تتقدم فلم تتأهب لأن تتقدم ،
وأمهلك لأن تفكر وتشاور وتستظهر
فلم تتبين ذلك ولم تفهم ..
***
...فأما حالي فسيئة كيفما قلبتها ،
لأن الدنيا لم تؤاتيني لأكون من الخائضين فيها ،
والآخرة لم تغلب عليّ فأكون من العاملين لها ،
فخذ بنا إلى باب الله الذي عليه وقفت الهمم ،
فالطريق إليه يمم _ سالكة _ وهو لمن يقصده علم ، يتلقى بالنعم ،
ويشفي من السقم ، ويغني بعد العدم ، ويلذذ بعد الألم
فإلى متى نعبد الصنم بعد الصنم ، كأننا حمر أو نعم ؟
إلى متى نُسي ظننا به ولم نر خيراً إلا منه ؟
إلى متى نشكو إلى خلقه وليس لنا معاد إلا إليه ؟
إلى متى نشرد عنه ، ولا قوام لنا إلا به ؟
إلى متى نكذبه عن أنفسنا ، وهو أعلم بنا منا ؟
إلى متى نعتصم بغيره ، وهو أقرب إلينا من حبل الوريد ؟
إلى متى نثق بسواه ، وهو لنا تجاه ؟
إلى متى ؟!!
إلى متى نختان أنفسنا كأننا على رشد ؟؟
إلى متى .. إلى متى نقول بأفواهنا ما ليس في قلوبنا ؟؟
إلى متى ندعي الصدق والكذب شعارنا ودثارنا ؟؟
إلى متى نتمادى في الغواية ، وقد فني العمر بليلنا ونهارنا ؟؟
إلى متى نخلد إلى الدنيا وقد دنا منها رحيلنا ؟
إلى متى نستظل بشجرة الدنيا وقد تقلص عنا ظلها ؟؟
إلى متى نبتلع السموم ونحن نظن أن الشفاء فيها ؟؟
[ إلى متى ؟؟ أما آنَ لهذه الغفلة أن تنقشع ؟؟
لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين .. ]
***
أيها السامع الحبيب ..
ليس كل من رقد حلم بما يريد .. ولا كل من مد يده نال ما طلب
ولا كل من ادعى ، سُلّم له دعواه ..
ولا كل من دعا ، أُجيب ..
ولا كل من قرع الباب ، دخل ..
ولا كل من استعُفيَ ، عُفي عنه ..
ولا كل من قال : بدا لي ، تُركَ ..
ولا كل من استرحم ، رُحم ..
ولا كل من تعرض استخدم ..
ولا كل من وصل ، ود ..
ولا كل من سأل حُرم ..
ولا كل من ألحف أُعطي ..
ولا كل من بكى ، أرضي ..
ولا كل من خطب ، زوّج ..
ولا كل من رجا ، أدرك ..
ولا كل من مُنِع ، خاب ..
ولا كل من قدِمَ ، فقد أُكرم ..
ولا كل من أُخِرَ ، فقد أُهين ..
ولا كل من سبح ، غرق ..
ولا كل من خوِفَ ، فرق .. ولا كل من أمن اطمأن ...
في الغيب عجائب ، وفي العجائب أيضاً عجائب
كيف لا يكون هذا والاستدراج قائم مع اللحظات
والتلبيس جار مع اللمحات ،
والفرحات مطوية في الترحات ،
والترحات مبنية على الترحات ..
يا هذا ..
قد آنَ لك الآن أن تنقطع حسرة على حظوظ فاتتك من الله
وحسن بك أن تلطم خدك حزناً على أحوال
من نالها سعد بتوفيق الله
وجبَ عليك أن تبكي دماً على ما صنعتَ بنفسكَ في إضاعة حق الله
***
كذبتكَ نفسك ، فصدقتها ..!
وعُرضت لك الآياتُ والنذر فصدفت عنها ..!
وذكرتكَ الأسقامُ والعللُ فتناسيتها ..!
وحدثكَ الليلُ والنهارُ ، فلم تُصغِ إليهما ..!
وأقبلتَ على لذاتكَ الخسيسة ، فتحرقتَ فيها
واستكثرتَ بها ، وتمردتَ على الله ..!!
تمردتَ على الله الذي دعاكَ لتركها ، ليعوضكَ خيراً منها
[ بل تعويضه لك إذا صدقت : سيكون أضعافا مضاعفة ..!
ولكن حمقك ركب رأسك فوليت الأدبار ..!!
تباً لك ..! هل الشقي إلا مثلك ..! ]
***