عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2008-05-29, 11:44 PM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي ( عـــز العبـوديـة لله سبحانه .. )
( عـــز العبـوديـة لله سبحانه .. )


بسم الله الرحمن الرحيم
- - -
إن أحلى زينة للإنسان ، حين يتجلبب بثوب العبودية الخالصة لله سبحانه ..
فلا أروع من إنسان عرف حقيقة نفسه ، فوطنها على :
أن تبقى على أعتاب العبودية لربه سبحانه ،
راكعة ساجدة منيبة مخبتة لله رب العالمين ،
لا تلتفت إلى غيره ، ولا تريد سواه ..

إن ثوب العبودية هو الثوب الذي يتلألأ به صاحبه للملائكة في السماء ،
كما يتلألأ النجم في السماء بالنسبة لنا ..!
فيا لها من منزلة ويا له من مقام ..!

إن عز الإنسان وشرفه ومجده وكرامته ، إنما تتحقق في أبهى صورة ،
إذا قرر أن يتحلى بثوب العبودية لله رب العالمين ، تحققا قلبيا ،
يُترجم على أرض الواقع ، لا مجرد كلام طائر في الهواء ،
ودعاوى يكذبها الواقع المعاش !!
ومن ثم فقد قرر علماؤنا :
أن أشرف المقامات وأرقاها وأعلاها ، هو مقام العبودية لله رب العالمين ..

ألا ترى كيف أن الله سبحانه ذكر حبيبه محمداً صلى الله عليه وسلم بصفة العبودية
في أرقى المواضع وأشرفها ، فقال سبحانه
( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً .... )
وقال ( الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب .. )
وقال ( ولما قام عبد الله يدعوه ... ) ...

وحين تتحقق بكمال عبوديتك لله سبحانه على الوجه الذي يحب هو ويرضى :
يفيض عليك من خزائن العز ما تنتشي به نفسك ، وتكاد تفاخر بعبوديتك
النجوم في مداراتها !

ولله در القائل :
وممـا زادنـي فخـراً وتيـها ** وكدتُ بأخمصي أطأ الثريا
دخولي تحت قولك ( يا عبادي ) ** وأن صيرت أحمد لي نبيا

نعم ، كفاك واللهِ فخرا وشرفا وعزاً :
أن تكون متحققا بعبوديتك لله سبحانه ..

إن عبودية الإنسان لإنسان هي عين المهانة والهوان والذل والاحتقار ،
ولكن عبودية المخلوق لخالقه هي الشرف كله ، وهي العز بعينه ..
فشتان شتان بين عبودية وعبودية ..!

ولقد قالوا :
إن مما يجعل عبودية الإنسان للإنسان محتقرة بغيضة ،
لأن السيد فيها يأخذ خير العبد كله ،
ولكن عبودية الإنسان لله ، بعكس ذلك ، فإن العبد يأخذ خير السيد !!

فأنت حين تتحقق بالتحلي بالعبودية لله كما يحب ، فإنما تستجلب خيرات السماء وبركاتها إليك !
ولكن اعلم يا رعاك الله ،
أن المتحقق حقاً وصدقاً بالعبودية لله ، من شأنه
أن يكون مشغولاً حتى الذروة في ليله ونهاره ، صبحه ومسائه ،
بخدمة مولاه وسيده وحبيبه جل جلاله ،
مع كامل الأدب ، والإخلاص والصدق والحب والرجاء والخوف ،
والتسليم والرضى بأحكامه !

فإذا كنت كذلك فأبشر ثم أبشر ثم أبشر ،
فإن رحمات الله وبركاته منك قريب ..
بل هي والله أقرب إليك من حبل الوريد ..!

ولا شك أنك ستعيش في دنياك كريما عزيزاً ، وستموت يوم تموت
وأنت في قمة السعادة القلبية.. ذلك لأن يوم موتك ليس له معنى هاهنا
، إلا أنه يوم عرسك بل هو أروع .. !
وما أعراس الناس مهما بلغت منازلهم ، بالنسبة لأفراح قلب هذا الإنسان
، إلا كما يفرح صبي بقطعة حلوى ، مقابل فرحة قائد فاتح تيسر له
فتح بلاد عريضة ، يضمها تحت لوائه ..!!
بل والله إن التشبيه قاصر للغاية .. ! ولكنه للتقريب ليس إلا .. !

نسأل الله سبحانه بجميع أسمائه الحسنى أن يحققنا بالتحلي بثوب العبودية له
على الوجه الذي يحب ويرضى ... إنه أكرم مسؤول ... اللهم آمين ..



كتبها بو عبدالرحمن