ثم استقلت من عملى ككاتبة وثم تعييني
معلمة في مدرسة ثانويه
كان ابني الكبير في الثالثة عشر من عمره حين
اصبحت معلمه احتضنني بقوه وهو لا يكان يغالب دموعه
قائلا أمي انا فخور بك انت اعظم ام في العالم
واحتضنتهم جميعا وظللنا نبكي بلا شعور لساعات طويلة
ولأول مرة في حياتي اقبض مرتبا ضخما تصدقت بنصفه كشكر لله على نعمه المتواليه على وبما يسر لى اسباب الرزق وبنصفه الباقي اشتريت لاطفالى جميع ما يحتاجون اليه وبدات فيما بعد ادخر جزءاً كبيرا منه لبناء منزل خاص بنا وقدمت على الماجستير وحصلت عليها خلال سنتين فقط بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف وبدات في بناء منزلنا الكبير المكون من طابقين وعشر غرف وصالتين ومطبخ ومستودع وحديقة كبيره ومسبح جميل وقدمت على الدكتوراره وكان مشورها صعبا جدا خاصه ان اطفالى بدؤا يكبرون ويتدرجون في فصولهم فكان الارهاق يكاد يقتلني احيانا وانا اشتت نفسي بين عملى كمعلمة وبين مذاكرتي للدكتوراه وابحاثي وبين مذاكرة اولادي وبين الاشراف على البناء والتأثيث والذي كان اثاثا فخما ورائعا وحصلت خلالها على درجة الدكتوراه بامتياز ايضا مع مرتبة الشرف وثم تعيني كأستاذه جامعيه وانا في السابعه والثلاثين من عمري اتعلمون لحظة استلامي لشهادني بمن فكرت ؟؟ لقد فكرت بامي ترى لو رأتني في هذا المشهد فهل كانت ستبكي من الفرح ام انها ستسألني عن العائد المادي الذي ساجنيه وراء ذلك
ولكن لاتعتقدون اني انسانه عاقه لوالدتي او انني لم احاول صلتها في مامضى بالعكس لقد ذهب اليها كثر من مره خلال مشوار حياتي فوجدتها كما هي لم تتغير تتسكع بين بيوت الجيران وتهفوا الى المال دائما ايا كان مصدره حتى انها كثبرا لا تسال شقيقاتي من اين ياتيتن بالمال بل اهم من ذلك ا ن يعطينها شيئا منه اما والدي فقد توفي بعد زواجي بسنه واحدة .اقتطعت جزءاً من مرتبي شهريا وكنت ارسله لها بانتظام الى ان توفاها الله بعد ذلك .. اما اخوتي واخواني فلم يكن يشرفني التعرف عليهم او تواجدهم في حياتي فابتعدت عنهم من اجل ابنائي
ابتسمت الحياةبعد عبوس طويل فها انا الان لى مركزي الاجتماعي واعيش في بيت فخم وعندي الخدم والسائقين وابنائي جمعيهم قد تخرجوا من جامعاتهم العلميه فابني الكبير اصبح طبيا جرحا ولآخر مهندس معماري والصغرى طبيبه اطفال وقد زوجتهم جميعا واصر ابني الاكبير ان يعيش هو وزجته معي فملآ على البيت بالحياة وضحكات الاحفاد وها انا الان في الخامسه والخمسين من عمري مازلت احتفظ بمسحه جمالى برغم جميع الظروف التي مررت بها
قصتي هذه اهديها لكل يائس ومحبط لعل بها من بصيص الامل ما يبدد لحظات اليأس في حياته !!
وصدقوني لو استسلمت للبأس والحظاته المريره لما وصلت الى هذه الحياة التي اعيشها الآن بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل تمسكي بالأمل رغم كل الخطوب من حوالى
اليأس قاتل حين يشرع له ابوبنا كضيف ثقيل لا يبالى بمشاعر الاخرين
فيا ايها اليأئس اياك ا تفتح له بابك وان ادلهمت من حولك الصعاب .
فصدقوني ومن تجربه خضتها واستطعت النجاح فيها ليس هناك اجمل من التفاؤل والتشبت بالامل حتى وان كان صغيرا
والأهم هو عدم اليأس من رحمة الله