• هزة الشوق إلى الله وما وعد به ،
أن ألمت بشكل عارض بين الوقت والوقت ، فشيء طيب ،
ويبقى على الإنسان أن يسعى جاهداً :
ليطيل أمد هذه الهزة ، شيئاً فشيئاً حتى تتعاظم في قلبه ، وتغمر أجواء روحه .
أما الذين يجدون هذه الهزة من القوة ، بحيث تبقى وتبقى آثارها لفترات تطول ،
فهؤلاء هم المتميزون حقاً ..
وينتصب السؤال هاهنا :
كيف السبيل إلى توليد هذه الهزة في قلوبنا .؟
** *** **
• مولد الكهرباء يستمد منه الناس أنوار بيوتهم وشوارعهم،
فتضاء حين يصلون إلى ذلك المولد بسبب ..
كذا _ ولله المثل الأعلى _ رحمة الله سبحانه ،
هي المولد الأعظم ، وعلى الإنسان أن يصل إليها ، بسبب من :
دعاء وانكسار وافتقار وضراعة ، ودموع وبكاء ...
فإذا نجح في ذلك ، استنار قلبه ولابد ..!
** *** **
• قال بعض السلف :
الذكر ذكران : فذكرُ الله عز وجل باللسان حسن ،
وأفضل منه أن تذكر الله عندما تشرف على معاصيه .
*****
طريق إشراق الروح ، وتنعمها بهذه الإشراقة ،
ليس هذا الطريق سهلاً ولا ميسوراً ، لا سميا في بداياته ،
فما أشق هذه البدايات على نفس لم ترتض على هذا الصعود ،
لكن هذه المشقة تفضي :
إلى روح وريحان ، وسكينة قلب ، وسعادة روح ، وطمأنينة نفس ،
وهي ثمرات كبيرة تستحق عناء البداية ، ومشاق أول الطريق ،
وعلى السائر في هذا الطريق أن يتذكر :
أنه لا شيء يأتي مجاناً ، بل كل ثمين ، يحتاج إلى جهد أكبر ..
***
• التنويع في الإثارة ، يجدد الرغبة ، ويولد الشوق ، ويطيل أمد المتعة ..!
هذه قاعدة قد تنسحب على أمور كثيرة في حياة الإنسان ودوائره ،
لو كان يعقل !!
وتتميماً لهذه القاعدة نقول :
إن العمل عندما يجري دائماً على وتيرة واحدة ،
قد يفضي إلى الملل والسآمة ،
ولا يكسر هذا الملل ، ويبدد هذه السآمة ، إلا التنويع !
*********
احرص على أن لا تبقى مراوحاً في مكانك ، في تعاملك مع الله ..!
المربع الذي كنت فيه البارحة هو عين المربع الذي أنت فيه اليوم ،
هو نفس المربع الذي ستكون فيه غداً ..!
كلا ، اجهد جهدك أن تتقدم ولو قليلا في كل يوم ،
فإن من استوى يوماه فهو مغبون !
احرص على أن تجعل يومك خيراً من أمسك ، وغدك خيرا من يومك ..!
بهذا ومثل هذا ونحو هذا ، تكون متميزاً ..
**
لا تجعل نفسك أرضاً منخفضة ً !
بل احرص على أن تسمو بها لتكون مترفعة دوماً ..
المنخفضات تجلب إليها أقذار الناس !
القمم وحدها هي التي تعانق السحاب ، وتصافح السماء !
فاختر لنفسك كيف تكون ..!
غير أني أربأ بك أن تكون منخفضا !!
**
عندما تخطئ ، لا تبادر فتلقي باللائمة على غيرك ، أو تسعى لتبرير الخطأ ..
إن الاعتراف بالخطأ لون من ألوان الشجاعة العالية .
ثم يأتي الحرص على تصويب الخطأ ،
و الحذر من الوقوع مرة أخرى فيه .
**
ذكر نفسك دائماً : أن الناس ليسوا قالباً واحداً ،
فإذا حكمت على أحدهم ينسحب حكمك على الآخرين ..
كلا .. كلا، بل لكل إنسان نسيجه الخاص به ،
بل الأمر فوق ذلك :
شخصية الإنسان ذاتها أشبه ما تكون بصفحات متعددة ،
لا تزال تتقلب ، وتتبدل ولا تكاد تستقر ..!
فلا تستعجل الأحكام ..!
**
تذكر أن قدر الله غالب نافذ ،
بل تذكر أن اختيار الله لك خير من اختيارك ،
ولكن عليك أن تأخذ بالأسباب المتاحة ، وتجهد نفسك فيها ،
ثم سلم الأمر إلى رب البشر ، في ثقة واطمئنان ..
ولله در القائل :
سلّم الأمر إلى رب البشرْ ** واترك الهم ودع عنك الفكر
لا تقل فيما جرى :كيف جرى ** كل شيء بقضاء وقدر
بحكم الطبيعة البشرية فيك لابد أن تتعثر في سلسلة أخطاء وخطايا ،
طالما أنت تحاول وتعمل ، وتجتهد أن تسير سيراً صحيحاً ،
فالذين لا يخطئون هم أولئك الذين لا يعملون أصلا ..!
ومن ثم فإن الخطأ قرين العمل ، وقرين المحاولة وبذل الجهد ،
من هنا فليس العيب أن تخطئ ،
بل العيب كل العيب أن لا تعمل أصلاً بدعوى التخوف من الوقوع في الخطأ ،
ومن نقد الآخرين !
كما أن العيب كل العيب كذلك ،
أن ترابط في دائرة الخطأ والزلل ، ولا تسعى للخروج من هذه الدائرة المفخخة ..
فيظل مؤشر الخطأ لديك مرتفعاً باستمرار.
**
· ( هذا هو الربيع ، موسم الحياة ، ومحفل الجمال ، ومعرض الأكوان تختال فيه الرياض بما لبست من ثياب ناضرة زاهية ، وتترنح فيه الأغصان بما طربت من أغاني الطيور الصادحة ، يرون العين بأزهاره البديعة ، وألوانه الجميلة ..
تجلى فيه الطبيعة كما تجلى العروس ، فتختال وتتبرج ، وتتعطر وتتأرج ، ترفل في حللها وحليها ، فهو حقاً شباب الزمان ، ونموذج الحنان وخلاصة العام ، وصفوة الأيام .... ) نقل.
يا إلهي !
كلما قرأت شيئاً عن الربيع وجماله وبدائعه ، تقفز إلى ذاكرتي مباشرة ، صورة هذا القرآن الكريم ومباهجه وأعاجيبه ، وكيف أنه أجمل من كل ربيع ، وأبهج من كل جمال ،
ولكنه يحتاج إلى قلوب تقبل عليه ،
وعقول تتدبر آياته ، ليصنع بها الأعاجيب ..!
***
· إذا لم تستوطنك الرغبة في أن تفعل شيئاً ، فلن تفعل ..!
إذا لم يصبح هاجساً لديك أن تصل إلى هدف ما تحدده ، فلن تصل أبداً إلا إلى القبر !
قرر أن تفعل شيئا لصالح نفسك ابتداءً ، تنجو به عند الله ،
ثم امضِ في ثقة مرفوع الرأس ، ولا تيأس ، ولا تحمل هم ماذا ستلاقي في طريقك ،
نعم تهيأ لكل احتمال ،
ولكن واصل رغم كل الظروف الجوية من حولك .!
***
· قد تنتزع عضواً من إنسان ،
لكن من المحال أن تنتزع جزءاً من روحه !
الروح إما أن تكون وإما أن لا تكون ، ولا ثالث بينهما .!
وعلى هذا ،
إذا امتلأت روحك باليقين في الله ، والثقة به سبحانه ، فإن تفصيل جسد المؤمن بالمقاريض ، لن يزحزحه قيد أنملة عما يعتقده ، بل ربما زاده ذلك صلابة وثباتاً ومضاء ..!
***
· قد يكون الإنسان في حضن الشيطان تماماً ، ومع هذا يحسب أنه بمنجاة منه ! ..
أحسب أن هذا أضحوكة الشيطان ، وهو يحسب أنه يحسن صنعا!
***
•الله سبحانه يطالبنا بالفرار إليه ،
فالمطلوب أن نبقى في حالة فرار دائم إلى ربنا سبحانه ،
هو مولانا ، وسيدنا ، وحبيبنا ..وليس لنا من ملجأ ولا منجى سواه ..
فتن الدنيا _ وما أكثرها _ :
الأصل أن تجعلنا في حالة فرار دائم إلى رحاب الله لينقذنا منها ..!
نفوسنا الأمارة بالسوء وهي تضغط علينا بعنف ،
الأصل أن تجعلنا في حالة فرار مستمر إلى الله سبحانه ليعصمنا من شرورها !
الشيطان ووساوسه _ وما أكثرها _ الأصل :
أن تجعلنا في حالة فرار لا ينقطع لحظة في ليل أو نهار ، إلى ربنا ومولانا ، ليخلصنا من شروره ..!
****
• كما يحتاج بدنك إلى تغذية مستمرة ..
كذلك عقلك بحاجة إلى أن تمده بغذاء مستمر ،
كذلك قلبك هو الآخر بحاجة إلى غذاء دائم لا ينقطع ، وإلا مات !! ..
فاعط كل ذي حق حقه .. بلا إفراط ولا تفريط ..
***
نفسك لن ترتاض لك ، ولن تُسلم لك زمامها ،
إلا من خلال تدريب مكثف ، ومجاهدة مستمرة لها
لتستقيم على طريق الجادة ولا تزيغ هنا أو هاهنا !
ولا شيء يأتي بلا تعب ..!
****
• المسلم لا يزال يترقى في منازل العبودية لله ، حتى يصل إلى أعلى مقام ..
وبالإقبال على الله بصدق ، وفي إخلاص ، وبمجاهدة لنفسك الأمارة ،
تصل إلى أن تكون محبوباً لله عز وجل ، وتلك منزلة أعلى من كونك محباً له .. !
فقد قالوا :
ليس الشأن أن تحب الله ، إنما الشأن كله ، أن يحبك هو !
فإن وصلت إلى أن تكون كذلك ، فقد أصبحت من أهل ولايته سبحانه ،
وأهل خصوصيته .. الذين هم أهله وأحبائه ..!
ويبقى عليك بعد ذلك أن تجاهد نفسك ، حتى تبقى في هذا الأفق ، ولا تزل .
****
• كلمة أعجبتني :
( ....إذا متنا انكشف الغطاء ، وتجردت أرواحنا
فذاقت من اللذات أضعاف أضعاف
، ما تذوق هنا وهي محجوبة في هذه الحياة ! ) نقل
**
العبادات عمل الجوارح ، والمقصود : القلب
..
فإذا صحت العبادة ، وجاءت على وجهها : استنار القلب شيئا فشيئا.
وحين يتوهج القلب بالإنارة ، ويتذوق ألواناً من النعيم ، والبهجة..
تدفعه هذه المواجيد إلى مزيد من الإقبال على العبادات ..
لقد كان يتكلفها ابتداءً ..
أما الآن : فقد أصبح يتعشقها انتهاءً ..
نسأل الله أن يذيق قلوبنا حلاوة طاعته ، ولذة الإقبال عليه.. اللهم آمين .
بو عبد الرحمن