عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 2  ]
قديم 2008-05-28, 4:01 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي
( امنحني تجربتك ... بدون تعليق !!! [ 2 ] )


ونتابع الآن القصة .. وأسوق إليك هذا الحوار المثير المضحك المبكي !
ولله في خلقه شؤون ..!
= =

قال الراوي :
تذكرتُ بدوري حواراً دار بيني وبين شخص فاضل حول نفس القضية ..
حدثني صاحبي أنه في كل صباح يخرج من عمله إلى أحد المراكز الكبرى القريبة
ليطلب فنجاناً صغيرا من القهوة ..
بتكلفة عشرة دراهم للفنجان الواحد ..!!!!!!!!
وربما طلب قهوة خصوصية ،
وهذه يتجاوز ثمنها ثمانية عشر درهماً للفنجان!!!!!!
وهكذا كل صباح ، لا تنقطع هذه العادة ...!!!!

وسألته :
ألا توجد محلات أخرى قريبة غير هذا المركز تجد فيها قهوتك بسعر أقل !؟
قال: بلى .. ولكن هذا المركز هو الأقرب ،، وهو ( الأكشخ !! )
ثم أني أرتاح فيه ..!!!!

قلت في انفعال : بل أنت ترتاح عندما تدفع كل يوم هذا المبلغ ،
وربما أصابك الصداع لو لم تخرج هذه الدراهم من جيبك كل صباح !!!!

ثم قلت له : ألا يمكن أن تستغني عن قهوتك هذه ؟

فهتف كأنما لدغته أفعى :
أما هذه فلا .. أنا لا أستغني عن قهوة الصباح تحت أي ظرف !!؟

قلت : فلماذا لا تبحث عن محل آخر يقدم لك قهوتك بسعر أقل ؟؟!

قال : قلت لك أني أرتاح في هذا المكان ولا يهمني السعر !!!

قلت له : تعال نحسبها بمنطق العقل ،
سنجد أنك تدفع في كل شهر ثلاثمئة درهم
من أجل قهوتك هذه مع أن هناك أخوة لك من المسلمين
يموتون تحت سياط الجوع والبرد في أمكان كثيرة في العالم ..
ولو أنك أنفقتها عليهم لربما قفز بك هذا المبلغ إلى ذروة الفردوس ،

ابتسم صاحبي وقال :
أزيدك من الشعر بيتاً ..أنني أحياناً لا أكتفي بفنجانٍ واحد ..!!
بل ربما لا أطلب إلا قهوة خصوصية ..!!

قلت : هذا يزيد الطين بلة ! ويضاعف الحجة عليك .

قال : أما بالنسبة لمن يموتون جوعاً من المسلمين فأنا والحمد لله أتصدق بما استطيع !!
فهذا الذي أصرفه على قهوتي شيء زيادة في جيبي !

قلت: أخي لو فتشتَ جيداً زوايا أخرى في حياتك ،
لاكتشفت أنك تنفق أموالاً طائلة في غير مكانها ..

سكت قليلاً ثم ابتسم وقال :
هذا حق .. فأنا يستهويني شراء ( الغالي ) من الأشياء ,,
وكأنما السعر هو بغيتي لا البضاعة نفسها !!!!!!
وأجدني زاهداً كل الزهد في الرخيص ،
حتى لو كان هو بعينه ذلك الذي أشتريه بثمن باهض !!

قلت في شيء من العصبية ..فقد شعرت أن هذا الصاحب سيفجر غضبي كله !:
وهل تسمي هذا عقلاً ..!!؟
إن هذا الذي تفعله ليس سوى حماقة أربأ بك أن تقع فيها !
وسوف يسألك الله سبحانه عن ( كل فلس ) كيف أنفقته ..!!
فهل أعددت جوابا للحساب العسير بين يدي الله ..
خاصة وهو يوبخك بتذكيرك بأخوانك الذين يموتون جوعا ،،
وأنت تبعثر المال في شهوة نفس حقيرة !!

أحمر وجه صاحبي وسكت طويلاً .. فواصلت كلامي وقلت :
دعنا من الفقراء الذين يموتون جوعا !!!!!
فإنك تقول أنك تتصدق عليهم ..!!
ولكني أذكرك بأبواب خير كثيرة تغفل عنها ،
لو أنك أقدمت عليها ربما لقفزت بها إلى الفردوس مباشرة ..!!!

فمثلاً :
لوأنفقت تلك المبالغ لتكفل طالبا يتفرغ لطلب العلم الشرعي ،
ويسعى ليصبح ذات يوم عالما كبيرا ، فإنك تكون شريكه في جميع حسناته
وأنت نائم تتقلب في فراشك داخل بيتك..!!

أو لو أنفقتها في المساهمة في وقف خيري ،
وقد أخبر رسول الله صلى اله عليه وسلم
أن الإنسان إذا مات انقطع عمله إلا من ثلاث منها : صدقة جارية ..

أولو أنفقتها على عائلة من خمسة أفراد ، في بلاد اسلاميه كثيرة ،
يطحنهم الفقر ، وتعضهم الحاجة .!!
فإن هذا المبلغ يكفيهم ، وقد يزيد عن حاجتهم ..!

ولو ذهبت أعرض عليك صورا من الخير لطال الموضوع وتشعب ..
ولذا أؤثر أن أعود بك إلى قضية القهوة .. واسألك :
ماذا تفعل في نهار رمضان ؟ هل تصر على تناول القهوة الصباحية .؟

قال : أعوذ بالله .. أنا صائم وقتها فلا يمكن أن أقرب من ذلك المركز أصلاً ..!
قلت : فيا أخي اعتبر نفسك في حالة صيام عن القهوة ،
وتصدق بهذا المبلغ ابتغاء وجه الله !

سكت طويلاً ولم يتكلم فقلت :
طيب أسألك لماذا لا تأخذ قهوتك من بيتك .. ؟!
قال وهو يضحك : أجدها سمجة .. لأن أهل ألبيت هم الذين يعدونها !!

قلت وأنا أصر على اسناني :
بل هي سمجة لأنك لم تدفع فيها دراهمك التي تتحرش بجيبك لتخرج !!

فعاد إلى صمته وقد لاح على وجهه مسحة تأثر بما يسمع .. فقلت باسماً :
سأخفف عليك ضغط كلامي .. وأقص عليك ما قوع لي ذات يوم ،
لعل في القصة ما يوصل المراد إلى قلبك فيقع التأثير المطلوب ..

قال وقد انرجت أساريره : هات ..
قلت :
أخذتُ أهلي ذات يوم إلى أحد المراكز الكبرى ، وأثناء تجوالنا هناك
ارتفع صوت الأذان لصلاة العصر ، فتركتهم واتجهت إلى المسجد ،
وجرت عادتي أنني بعد صلاة العصر أن أتناول كوبا من الشاي ،
فعرجت على الكافتريا
وقبل أن أطلب ما أريد ، ألهمني الله أن أسأل أحد موظفي المحل عن سعر الكوب من الشاي

فقال : ثمانية دراهم .. والخصوصي بخمسة عشر درهماً ..!!!
فضحكت وقلت له : هل أنت جاد .. أم تمزح ..!!؟؟
فعلمت أنه جاد كل الجد ..!
فانصرفت وأنا أقول :
اللهم إني صائم عن شرب الشاي هذا اليوم في هذا المحل بالذات..!!!!

و اتجهت مباشرة إلى خارج المركز ، إلى أقرب مطعم عام ،
على بعد مائة متر أو يزيد قليلا
ودون أن أسأل لأني أعلم ، طلبت ما أريد ، ودفعت نصف درهم فقط ...!!
وطلعت في رأسي !!!!!
وأخذت الكوب معي واتجهت مرة أخرى إلى المركز ،
إلى ذات الكافتيريا نفسها ،، لأشرب كوبي على مرمى من ذلك الموظف واصحابه .. !!
وكفى الله المؤمنين القتال ..!

جعل صاحبي يضحك حتى أغروقت عيناه ..
ثم قال بعد أن هدأت موجة الضحك التي كان فيها :
أحسب أن هذه الجلسة معك ،، سيكون لها شأن عظيم في حياتي ،
وجزاك الله خير الجزاء على نصحك لي ..
وأسأل الله أن يعينني على أن أتغلب على هوى نفسي الأمارة ..
اذكرني عند ربك وأنت تركع وتسجد بين يديه ..!





كتبها بو عبدالرحمن