عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2008-05-28, 3:59 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي ( امنحني تجربتك ... بدون تعليق !!! )
( امنحني تجربتك ... بدون تعليق !!! )
اسوق هذه الحكايات وأنا أعلم يقينا أن كثيرين وكثيرات
يعرفون قصصا مماثلة كثيرة .. فليتنا نقوم بحشد هذه القصص
لعل رسالتنا تصل إلى أمثال هؤلاء فتحرك فيهم ما جف من قلوبهم
ولعلهم يرعوون عن غيهم ،
لا سيما وهم يرون ويسمعون بما يمر به أخوانهم المسلمون في بلاد كثيرة
من العوز والحاجة والفاقة والضر والفقر .. فاقرأ وتامل وساهم في النشر ..!
ولك أجر كأجر كاتبها وقائلها ..فالدال على الخير كفاعله ..
= =
قال الراوي :
حدثنا أخ فاضل بالقصة التالية قال :
ما إن ولجتُ أحدَ محلاتِ العطور ، حتى هبّ عليّ نسيمٌ معطر ، كأنه آتٍ للتو من الجنة ..!
بينما كنتُ أقلبُ نظري في أنواعِ العطور المصفوفة في أرفف المحل بعناية فائقة
أبحث عن ماركة متواضعة اعتدت أن اشتريها ، دخل شابُ فألقى السلام ،
كان لا يتجاوز الأربعين من العمر ، اعتنى بوضوح في ربط عمامته على رأسه
فبدأ بها أنيقا ، ولم يطل بحثه عن حاجته ، فما لبث أن قال :
أبحث عن ماركة معينة من العطور ، لا اعرف اسمها ،
غير أن قيمتها لا تقل عن ثلاثين ريال ..!!!!!!!!

سرعان ما رفت ابتسامة عريضة على وجه البائع الشاب ،
ثم استدار إلى الأرفف التي وراء ظهره ،
وأخرج منها قنينة متوسطة الحجم ، وقدمها للشاب قائلا :
ربما هذا ما تبحث عنه .. بل لعل هذا أجود مما تبحث عنه..!

بادر الشاب يدفع المبلغ كاملا غير منقوص ، ولم يساوم ولم يفاصل !!
ثم انصرف .. فقلت للبائع وأنا في قمة انفعالي :
ما تفعله حرام ..!!! هذه النوعية التي بعتها للرجل أنا أعرفها جيداً
لا يزيد سعرها عن سبعة ريالات ، فكيف تبيعها ثلاثين ريال ..!!؟

ضحك البائع الشاب وقال :
يا حبيبي ،، هذا الرجل لا يريد أن يشتري عطرا ،
إنما يريد أن يدفع فلوس والسلام ..!!
وقد حققنا له رغبته فخرج مسرورا ، وحققنا لنا ربحا فسررنا به !!
وأنت ليش زعلان ..!!

وأزيدك من الشعر بيتاً ..
لو أني أخبرت هذا الشاب ، أن سعر العطر الذي أخذه سبعة ريالات ، لما اشتراه !!
أنا خبير بهذه النوعية من الزبائن ..!!
* *

قال الراوي :
لم أملك إلا أن ابتسم وأنا أردد : حسبنا الله ونعم الوكيل ..
إنا لله وإنا إليه راجعون .. !!
وكان يجلس معنا أخ ثالث فقال :
أقص عليكما ما هو أعجب من هذا ..
زرتُ بلداً قريبا ، فعرّجتُ إلى صديقٍ أعرفه هناك ، كان يملكُ محلا لبيعِ الأقمشة
غير أني وجدته قد حوله إلى محلٍ لبيع العباءات ..
وأثناء جلوسي معه ، لاحظت أن الإقبالَ على المكانِ كان رائعا ،
لكني لاحطت ملاحظة أخرى ..

وهي أن الأسعارَ غالية جداً ، فأقل سعر للعباءة الواحدة :مئة ريال!!!!
وما بين مءة وخمسين تتراوح الأسعار !!!
والنساء يدفعن مسرورا ت !!!!!

قلت لصاحبي وأنا أقلب في يدي بعض العباءات :
من خبرتي بالعباءت التي اشتريها أو يشتريها أهلي
أرى أن هذه العباءات لا تفرق كثيرا عن تلك التي نشتريها
ولا يكون سعرها بمثل هذا الذي أراه عندك ..!؟

فضحك صاحبي وقال :
صدقت .. ولكن ماذا نفعل ؟؟ النساء يردن هذا !!!!!

حين كنا نبيع نفس النوعية باسعار أقل بكثير مما هي عليه الآن ،،
لم يكن الإقبال عُشر معشار ما تراه الآن ..!!
فرأينا أن نعيد ترتيب المكان ، وتنظيم البضاعة ، ورفع الأسعار !!
وكانت المفاجأة أن الإقبال كان أكبر مما قدرنا !!

والعباءة التي كان ثمنها عشرين او ثلاثين على الأكثر ولا يشتريها أحد
أصبح سعرها يتجاوز مئات الريالات ،، والنساء يحجزنها مسبقا لنفاد الكمية ..!!!
* *

عاد صاحبنا الأول يقول :
هذه القصة ذكرتني بقصة مماثلة ..
عاد رجل من زيارة إلى شرق آسيا ، وهو يحمل ألوانا من العطور والبخور والعود ،
وافتتح محلا ، ووضعها في أرفف منظمة في المكان ،،
غير أنه لاحظ عدم إقبال الناس عليه ، أكثر الذين يدخلون من رجال ونساء
يقلّبون البضاعة ، و يسألون عن السعر ، ثم يديرون ظهورهم إلى الخارج ، وهم يقلبون شفاههم ،

وكاد الرجل أن يغلق المكان متحسرا على خسارته ..!
واستشار صديقا له ، فقال له صاحبه وهو يحاوره :
وتقبل نصيحتي لك .. قال : نعم ..

قال : أغلق المكان لمدة أسبوعين أو ثلاثة ، وقم بأعادة تنظيم المكان من داخله
بتجديد ديكورات جميلة ، ويافطات ملفتة ، وألوان زاهية ، وأرفف أنيقة ،،
ثم ضع بضاعتك نفسها ، وعلى كل منها سعر جديد .. ولكن هذه المرة لا تخف

أجعل السعر عاليا جداً جداً..!!
ما كان بمئة درهم ،، لا تتردد أن تجعله بخمسمئة أو يزيد !!!!! وهكذا ..
تعجب التاجر وتردد وتلكأ .. غير أن صاحبه أخذ يشجعه ويطمئنه ..
وفعلها ،، وأضاف أن عمل على تغيير الواجهة الخارجية نفسها لتبدو جذابة..!!

ثم افتتح المكان بعد أن أغلقه لمدة اسبوعين ..!!
والبضاعة هي نفس البضاعة ، ولكن الأسعار كانت غير الأسعار !!
وما راعه إلا وهو يرى شدة الإقبال على المكان وحرارة الشراء ،،
والرجال والنساء يدفعون بسخاء ،، ونفوس راضية!!
* *
بو عبد الرحمن