ينبَغي الاعتِدالُ في الحذَر، وألا يُعمَل في غير ما وُضِع له،
لئلا يجُرَّ صاحِبَه إلى تغليبِ سُوء الظنِّ مع أهلِه وصحبِه وبنِي مُجتمعه،
فيشُكُّ في كل شيءٍ حتى لا يطمئِنَّ إلى أحدٍ ولا يثِقُ في أحدٍ البتَّة.
يفرَقُ من الهمس، ويجزَعُ من اللَّمس، فيرَى كلَّ من أمامَه خُصومًا له،
وهذا – عباد الله – داءُ من لم يُفرِّق بين الحذَر والوسوسة؛
فإن الحذَر سبيلُ الأمنِ، لكنَّه إذا خرج عن مسارِه فإنه يُؤتَى صاحبُه من مأمنِه.
إن التوسُّط في الأمور سلامةٌ *** كي لا ضِرارَ ينالُ منك ولا ضرَر
قد يُهلِكُ الإنسانَ أمنٌ مُفرِطٌ *** أو يعترِيه السوءُ من فَرط الحذَر ..
الشيخ / سعود الشريم إمام المسجد الحرام ..