الموضوع: اشراقات 2
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 2  ]
قديم 2008-05-28, 1:24 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي
إن كنتَ قوياً فستضعف ذات يوم ..!
وإن كنتَ غنياً ، فسيأتي عليك يوم ، وأنت لا تملك حتى ثوبا يسترك..!!
وإن كنتَ ذا جاه ، فستغدو ذات يوم ، وأنت أعجز الناس وأفقرهم ..!!
وإن كنتَ مشهوراً ، فسيأتي على الناس يوم وهم لا يعرفون عنك شيئا !!
هل عشت على الدنيا فحركت رأسك عليها ، أم أن الدنيا لم تعرفك أصلا ..!؟
فتطامن وتواضع ، واعرف قدرك ، واربط قلبك بربك .. هنالك تفلح ..!
* * *



في الساعة التي يتفتح فيها قلبك لنفحة من نفحات الله سبحانه ،
يكون النهار قد تسلل إلى داخلك ، ليفيض عليك بالنور ،
فلا ريب أن تشرق دنيا قلبك ، ويضج النهار بمباهجه ..!!
ولكن .... يبقى عليك أن :
تجاهد نفسك لتستطيل أمد هذه اللحظة ، وتستثمر ورودها عليك ،
وفي المقابل :
لا تجزع إن هي رحلت من حيث أتت ،
فطبيعة الليل والنهار ، أن يتعاقبا .. ما بقي ليل ونهار ..!!
كذلك شأن أحوال القلوب ...! وعليك أن لا تغفل عن هذه الحقيقة !

= = =






• كما تحتاج السيارة إلى وقود بين الوقت والوقت ...
كذلك شأن هذه القلوب

كما يلزمك تنظيف وتلميع وصقل سيارتك، حتى لا يتجمع عليها الغبار وتراب الطريق ..
كذلك أيضا شأن قلبك ، فافهم ..!!
وكما لا يغفل صاحب السيارة عن تزويدها بالماء .. والزيت .. كل حين ..
كذلك ينبغي للإنسان أن لا يغفل عن قلبه .. وعلى هذا قس ..
هذا هو الأصل . .

لكنك تجد العجب الذي لا ينقضي منه العجب ..!!
تجد أكثر الخلق يعتني بسيارته أكثر مما يعتني بقلبه ..!!
بل أكثر الخلق لا يحسب لقلبه حساباً أصلا !!!!
مع أن القلب هو محط نظر الله سبحانه وليس السيارة !!
ومع أن الإنسان لن يدخل الجنة بسيارته ، ولكن بقلب سليم .!!
ومن هنا كلما رأيت نفسي أعطي سيارتي مزيداً من الاعتناء على حساب قلبي ..
أجدني أنتفض وأصيح على نفسي : هييييييه !! إلى أين ..إلى أين ..!؟

****



لقد تقرر لدى عقلاء الدنيا في كل زمان ومكان ،
ومنذ القديم وحتى الساعة ، أن :
( لذة العالم بعلمه ، ولذة المجتهد باجتهاده ، أعظم من :
لذة الآكل بأكله ، والواطئ بوطئه ، واللاعب بلعبه ...)
والسعيد حقاً :
من أنست روحه بالفضائل ، واطمأن قلبه إلى الطاعات ،
وتعلقت نفسه بالمعالي ،
ونفرت عن الرذائل واستعلت على السفاسف ..

** ***




إن اعترضت عليك أهواء نفسك الأمارة تريد أن تشغب على قلبك أجواءه الطيبة ،
فصح فيها في عزم :
( سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين ) ! !
ثم صم عنها أذنيك ، وأدر لها ظهرك ،
وآثر ربك على كل متعة تزينها تلك الأهواء في عينيك ..!

وخذ على الطريق جرعة لعلك تجد فيها معينا على هذه الأهواء ،
قل لنفسك :
لقد قالوا قديماً :
( طالب الآخرة متشبه بالملائكة ..
وطالب الشر متشبه بالشياطين ..
وطالب اللذات وحدها ، متشبه بالبهائم !! )

فاختاري ..وأنظري أين تضعين نفسك أيتها النفس !!

***



البلاء إذا كان لا مفر من وقوعه ، ولا يد لك فيه ،
فثق أنه يحمل الخير في أوجاعه ،
بشرط واحد :

أن ترضى عن الله سبحانه ، وتسلم له تسليماً ،
وتثق أن اختياره لك خير من اختيارك لنفسك ..

عندها تنقلب النار برداً وسلاماً على قلبك ، ويفيض نورها على محياك ..!
ويعجب منك الناس ، وأنت منهم أعجب ..!

** **


دمعة حزن أو دمعة حياء ، أو دمعة شوق ، أو آهة حرقة ، أو أنين شكوى ..
في ساعة خلوة مع الله سبحانه في جوف ليل ، أو حتى في بياض نهار ،

تستطيع بها أن تغسل قلبك غسلاً محسوساً تستشعره للتو !
ثم تكون آثاره بعد ذلك ملحوظة على جوارحك من سكينة وخشوع وانضباط جوارح
ولو لبضع ساعات ،

ولكن مع شحن بطارية قلبك بمثل هذه الشحنات يقوى على السير الطويل ،
وتطول مدة الاستمتاع بتلك الشحنات ،

ومن ثم تحلو الرحلة ، ويطيب طول الطريق !!
*** ***
• قلوب أولياء الله تعالى كما قال القائل :

بها المسرةُ والأفراحُ قائمة ** يا فوز أصحابها بالخير والظفرِ


******



أول الانتباه : اليقظة ..
ولا يزال اللاهون في كهف الغفلة يتقلبون ،
تحسبهم أيقاظاً وهم في الحقيقة رقود ..!
حتى إذا انتبهوا إلى أنفسهم ، دخلوا دائرة اليقظة ، التي لها ما بعدها ..
ولذا لا تكاد تجد معرضاً عن ربه سبحانه ،
ثم عاد إليه ، وذاق طعم الهداية ،
إلا ويقسم لك أنه كان ميتاً فأحياه الله !

( أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ ..وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ ..
كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا ..
كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ )

* * *




تعلم كيف تخلُ بنفسك ساعة بين يدي الله ..
اجلس بين يديه بكامل الأدب .. استرخِ تماماً ..
أطلق العنان لروحك ترفرف عاليا ،
دعها تحلق في ملكوت الله الواسع الفسيح ، تتأمل وتتفكر ،
وتشارك الكون التسبيح لله سبحانه ، كأنها تسمع ذلك التسبيح وتتناغم معه !!
لحظات الاسترخاء هذه إذا أحسنتَ القيامَ بها :
تجعلِ الروحَ فيها مهيأةً لاستقبال فيوضاتِ السماء ..!!
فإذا دارَ لسانك بعدها بالذكر الكثير، فسرعان ما تجد صدى ذلك واضحا في قلبك .
فما دام القلب مغطى بغبار الغفلة ، يبقى مشتتاً ، لا تتغلغل فيه الأنوار ،
ومن ثم لا يجد صدى ساعة إقباله على الله تعالى ، فإذا نفض القلب ذلك الغبار ،
من خلال خلوة مثل هذه مع الله ، فإن صدى هذا الصقل يتضح في جلاء ..!
والذين ذاقوا طيبات هذه الساعة ، ثم حرموا منها لسبب أو لآخر ،
تجدهم يبكون كلما هاجت في قلوبهم ذكرى تلك الساعة ..ويا لها من ذكرى ..!!

* * *



عليك أن تكتشف مواطن القوة لديك ،، وأن تقف على مواطن الضعف فيك ،،
وتعمل جاهدا على أن تحافظ على الأولى وتعززها وتنميها وتتوسع فيها ،
وتستثمرها في وجوهٍ تزيدك قربا من الله ليرضى عنك ..
وفي المقابل ..
لا تغفل عن مواطن الضعف فيك ، فتسعى جاهدا أن تتغلب عليها ،
ولا تستعجل قطف الثمار ، ودع للزمان فسحة ليساعدك في هذه المهمة ..
واستعن بالله ولا تعجز ، ولا تيأس بحال من الأحوال ..
* * *



تشرق السماء ، وتتجلى كأنما هي تضحك ، وتحمل معها الأماني العِذاب ،
توزعها على الناس جميعا بلا تفرقة ، ومهما أثاروا من غبار ليغطي جمال السماء ،
فإنها تبقى سماء ، ويبقى أهل الأرض في الأرض ، وسيعود على رؤوسهم ذلك الغبار !!
أليس في ذلك درس كبير لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ؟!
وأعظم دروس هذا المشهد المتجدد في كل يوم :
ما يحاوله أقزام كثر في هذا العالم ، أن يطفئوا نور الله بأفواههم الكليلة !
شاهت الوجوه ..!!
إن الغبار سيعود على رؤوسهم ، وتبقى سماء هذا الدين تتلألأ إلى قيام الساعة .!


* * *


الأعمالُ الصالحةُ أجنحةٌ يطيرُ بها الإنسانُ إلى سماءِ السماء ..!
ومن انكشف له ذلك ،
كيف لا يسارعُ إلى كلِ عملٍ صالحٍ .. لعله يبلغه الفردوس !؟!

**********

بو عبد الرحمن