- - - - - - - - - - - - -
.... أغرب ما رأيته من قومي _ عفا الله عنهم _ :
أنهم يرمقون المسارح أكثر مما يرمقون المصانع والمعاهد ،
ويستجلبون أداوت الزينة ، قبل أن يستجلبوا مقومات الحياة ،
ويعرضون تسريحة المرأة الأوربية لشعرها _ وملابسها !!_
ويهملون عرض ألوان من الآداب والمعارف التي حصلت عليها ورفعت مستواها عندهم !
في حصار المخيمات الفلسطينية قرأت نبأ طبيبة انجليزية ،
حبست نفسها مع المرضى والجياع ، حتى جاء الفرج ،
وخرجت من جوف المأساة لتحكي ما واجهت من آلام ،
وما اسدت من جميل دون منّ ولا أذى ،
فقلت : أين نساؤنا !؟ ليتنا نتعلم !!
وفيما أنا أفكر وأجتر الذكريات جاءني نبأ من الأرض المحتلة
أن هناك مسابقة بين الفتيات الفلسطينيات لاختيار ملكة جمال فلسطين !!!!!!
وسرني أن خطباء الضفة الغربية وقطاع غزة هاجموا هذه المحاولة الخسيسة
وقتلوها في مهدها ،
فقلت : أدى علماء المساجد واجبهم ، وبقي شيء لابد من تقريره !
إن هناك أشخاصاً يمشون في سراديب الحضارة المعاصرة
كما تمشي الكلاب والفئران في الظلام لا تعرف إلا الفضلات والفضول !!
سمعت أحدهم يصيح : نحن بحاجة إلى نهضة مسرحية !!
وآخر يقول : يجب اعتناق المادية الجدلية !!
وسمعت دابة تشتغل للأسف بالسياسة العامة تقول : لنترك ماضينا كله !!!
نتركه ونتبع ماذا أيها الحيوان الأنيق !؟
كتبها بو عبدالرحمن