عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 2  ]
قديم 2008-05-26, 6:20 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي
= =
هذه مقتطفات من فصل رائع جداً في الكتاب المذكور
سابقا يتحدث في هذا الفصل عن دعوات الهدم التي جاءت تحت الدعوة إلى الاختلاط ،
وقد ساق المؤلف ابتداء نصوصاً كثيرة من القرآن الكريم وعلق عليها تعليقا طيبا ..
ثم قال ( بتصرف قليل ) :
= =
اقتضت حكمة الله سبحانه وتعالى أن يكون جميع خلقه من ذكر وأنثى ،
تجد ذلك في الحيوان والنبات ، وفي الظواهر الطبيعية كالكهرباء ولمغناطيس ،
وتجده في الكرة الأرضية نفسها ، فأحد قطبيها سالب والآخر موجب ،
وتجده في أدق الخلق وألطف وحداته وهي الذرة .....
( سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ ) ..

ومن طبيعة الأزواج في كل هذا الخلق أن تتجاذب ....
فميل الرجل للمرأة ، وميل المرأة للرجل إذن هو جزء من قانون عام اقتضته حكمة الله سبحانه ،
لا سبيل إلى تجنبه أو إنكاره ، وليس المطلوب ولا هو مما يُرغب فيه ، ويسعى إليه ،
أن يخفف هذا الميل ، أو يعمل على إضعاف حدته ..
ثم ..
إن إطلاق الأمر في تجاور الرجل والمرأة واختلاطهما لا يخلو من أمرين :
فهو إما أن يؤدي إلى إثارة الشهوة في الجنسين ، وزيادة حدتها ،
أو يؤدي إلى إضعافها وكسر حدتها ..

[ أما بالنسبة للأمر الأول فهو واضح ونتائجه معروفة ومهولة ..
فتشيع الفوضى ، ويكثر اللقطاء ، وتتفشى الفحشاء وتتسع دائرة الرذائل .....]
قال :
أما الفرض الآخر ..
[ الذي يقول أن كثرة الاختلاط تؤدي إلى إضعاف صوت الشهوة وإضعاف حدتها على ما يزعمه الزاعمون ....]

معنى هذا أن يجد كل من الذكور والإناث لذتهم في مجرد الاستمتاع بالحديث والنظر !!
وأن طول التجاور والتقارب يولد في نفوسهم ونفوسهن شيئاً من الألف لا تثور معه الرغبة
في استمتاع جسد كل منهم بجسد الآخر عند رؤيته ...
لأن ألف النفس للشيء وتكرار اعتيادها إياه يُضعف أثره فيها ، فالذي يطيل المكث في مكان
عفن نتن يفقد الإحساس بطيبها بعد وقت قصير أو طويل ....
فالذي يذهب إليه دعاة تهذيب الشهوة صحيح في بعض نواحيه ،
وإن كان كثير من الشهوات الجامحة الجارفة يستعصي على الترويض ،
وينطلق إلى الفتك والافتراس ، ويفلت زمامه من المروضين ...
ولكن ..

ولكن ...أي شيء يسمى هذا الذي يسعون إليه ويبذلون الجهود الكبيرة في لتحقيقه ؟؟
أليس هذا هو البرود الجنسي عينه !!؟؟

إذا رأى الرجل المرأة فلم يثر فيه هذا اللقاء ما يثور عادة في صدور الرجال عند رؤية النساء !؟
وإذا رآها بعد ذلك عارية الأذرع والسوق والصدور بارزة النهود والأوراك ، فكان قصارى ما يلتذ به
هو الحديث والنظر ، ولم يستتبع هذا أي اندفاع أو رغبة في ممارسة الصلة الجسدية ...
فلم يطرأ عليه أي تغيير جنسي جسدي ...
أليس يكون قد بلغ عند ذلك ما يسمى بالبرود الجنسي !!؟؟
وهو في هذه الصورة برود مزدوج يشمل الطرفين كليهما : الرجل والمرأة !؟

ثم أليس البرود الجنسي مرضاً يسعى به إلى الأطباء يلتمسون عندهم البرء والشفاء من أعراضه ؟!
فكيف إذن نجعل هذا المرض غاية من الغايات نسعى إليها باسم التنفيس عن الكبت
أو ما يسمونه تهذيب الغريزة الجنسية !!؟؟......

( وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُم بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِم مُّعْرِضُونَ )..

ثم أن هذا البرود الجنسي متفاوت الدرجات ...
ولكنه في غير الحالات المرضية الشديدة التي تُعرّض النوع البشري للفناء بانقطاع النسل ،
يستتبع نتيجتين خطرتين :

ضعف النسل وتخلفه وانحطاط خصائصه ،،
وانتشار الشذوذ الجنسي واستفحاله !!!

أما النتيجة الأولى :
فهي ترجع إلى أن حدة الشهوة وقوتها ، سبيل إلى تحسين النسل ، وداعية إلى إبراز أحسن خصائصه وأفضل صفاته ،
كما أن فتور الشهوة وبرودها سبيل إلى ضعف النسل وداعية إلى تدهور خصائصه ،
وانحطاط صفاته ...
[ واسهب المؤلف في بيان هذه النقطة .. ثم قال ]

أما النتيجة الثانية الخطيرة لشيوع البرود الجنسي وهي :
انتشار الشذوذ الجنسي واستفحاله ، فهي راجعة إلى أن الرجل الذي ألف أن يقع نظره
على مفاتن المرأة فلا يثور ، يحتاج إلى مناظر وأوضاع تخالف ما ألف !!

ثم إن إصابته بالبرود تحرمه لذة من أكبر اللذائذ ، ومتعة من أعظم ما ينطوي عليه الناموس
من المتع ، وهي متعة تسكن عندها النفس ، ويطمئن القلب ويستقر الاضطراب ،
ومصيبته بالبرود الجنسي تحرمه من الإحساس بذكورته ، فيعاني اشد الألم ،،
وقد يدفعه ذلك إلى أن يحاول تحقيق متعة الاتصال الجنسي وإثباتها من كل الوجوه ،
عن طريق التغلب بين بائعات الهوى والتماس الشاذ الغريب من الأساليب والأوضاع
رجاء انبعاث ما ركد من ذكورته ، وقد تدفعه إلى إغراق نفسه في المخدرات تعويضاً
لما فقده من لذة ، أو إلى الإجرام أو إلمغامرة إثباتاً لذكورته من وجه آخر !!!!

ومثل هذا الشذوذ يشمل الرجل والمرأة على السواء ..!!
لأن البرود الجنسي الذي يؤدي إليه هذا الاختلاط _ بل يسعى إليه دعاة الاختلاط _ برود ذو شقين
لا يحقق ما يزعمونه من أهداف إلا إذا شمل الذكر والأنثى ، حيث تنتفي الرغبة الجنسية الجسدية
في الطرفين كليهما عند اللقاء ، وعند اللعب وعند الممازحة والمراقصة !!!

ثم ساق المؤلف رحمه الله نقولا كثيرة من عالم الغرب وكلاما على ألسنة عقلاء القوم هناك ...!!
- -
والخلاصة :
أن الدعوة إلى الاختلاط شر كلها ، من حيث يممت وجهك لتتفحصها ، رأيتها وبالاً على أصحابها ابتداءً وعلى المجتمع انتهاء ...!

ورغم شواهد التاريخ قديمه وحديثه ، وشواهد النصوص قبل هذا ،
وشواهد العقلاء في كل أرض .. رغم هذا كله :
لا نزال نسمع ( ببغاوات ) تردد في بلاهة مثل هذه الدعوات وتحبب فيها ...!!
شاهت الوجوه !!!
...............................................


فقد عرى الكتاب شخصيات كبيرة ، وكشف خططا ، وسطر تاريخاً ، وابان عن حقائق كثيرة

وتخلص في النهاية إلى نتائج رائعة ... في مقدمتها :
يقين جازم كالشمس في كبد السماء ، أن هذا الدين دين الله وله الصولة والجولة
وأن كل حركات الهدم التي ثارت وتثور وستثور مآالها إلى فناء واضمحلال

وتموت تلك الأفكار ويموت أصحابها بعد أن بذلوا الكثير والكثير من الجهد والمال والوقت
ويبقى دين الله يتلألأ ويفيض نورا على هذا العالم ..

فالحمد لله الذي هدانا لهذا الدين ، ما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله
ونسأله أن الثبات حتى الممات لنلقاه يوم نلقاه وهو راضٍ عنا ... اللهم آمين



كتبها بو عبدالرحمن