عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2008-05-24, 7:00 PM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي معاني النـور في أذكار ما بعد الصلاة
معاني النـور في أذكار ما بعد الصلاة


قال الراوي :

قُضيت صلاةُ العشاء ، فكأنما عدنا إلى الدنيا بعد رحلة روح إلى ما وراء السماء !

ودارت الألسنة بأذكار ما بعد الصلاة ،

في خشوع قلب يغلي بالتسبيح : عجبا من غفلة الخلق عن هذا الفيض من العطاء الرباني ،

عطاء بسخاء لا مثيل له ، وهم في غفلة معرضون ، وبشهواتهم يتلهون ..!

ثم بحمد الله ثلاثاً وثلاثين ،

على فضله ، أن مَنّ الله علينا وهدانا لهذا ، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا برحمته ،

فكأنما نستزيد الله من فضله ، بمزيد من الشكر والثناء والحمد له ، ولئن شكرتم لأزيدنكم ..

ثم بالتكبير ثلاثاً وثلاثين

لنقرر في قلوبنا أن الله أكبر مما وجدنا من نعيم قلب ، وصفاء روح ، وأكبر من طاعتنا كلها ،

وأكبر من كل كبير فلا ينبغي الخضوع إلا له ..

ففي هذا تربية لنا أن لا نعجب بطاعتنا ، من جهة ،

وأن لا نذل أنفسنا لأحد من جهة أخرى .. !

وما أروع هذه المعاني وأمثالها ، وأنت تستحضرها ، وتكررها في كل يوم مرات ،

لتقررها في عقلك وقلبك وروحك ،

والأصل أن كثرة تكرارها بهذه الروح ، ستفعل فعلها في سلوكك ولابد ..!

ومن ثم كانت لحظات الأذكار هذه صلاة أخرى ،

تنتعش بها الروح ، وتواصل التحليق في سماوات مغمورة بالأنوار ،

يتعطر بها القلب ويبتهج ، وتتربى بها النفس وتتعظ ..!

ولكن للأسف أن ترى كثيرين لا يلتفتون إلى هذه الأذكار بمزيد عناية واهتمام ،

بل كثيرون ينصرفون بعد الصلاة مباشرة ، كأنما هم طيور كانت محبوسة في قفص ،

فلما فتح الباب ، طارت ..!

وكثيرون يجلسون ليديروا ألسنتهم بها ، ولكن قلوبهم لم تتشرب معانيها ،

ومن ثم لا يجدون صداها واضحا في قلوبهم ..!


إن لهذه الأذكار صدى في القلب هو أوقع وأقوى من غيره ،

لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد !


إنك تدير لسانك بها ، بعد أن طوفت روحك أثناء الصلاة ، في آفاق السماوات ،

وعادت محملة بالنور والبركة ،

فكأنما هذه الأذكار شكرا لله على ما من به عليك !

أو تعزيز لهذا النور ليزداد ثباتا ورسوخا في جذر القلب ، فتؤتي الشجرة أكلها بإذن ربها ،

حين تخرج من حدود المسجد ، لتواجه الحياة بهذه الروح المشرقة !

ومن ذاق صداها ، ووجد حلاوتها ، عرف أن كل ما قيل عنها ويقال ، أقل من الحقيقة بكثير !


فإنك لن تذوق حلاوة العسل من خلال ما تسمع من كلام طويل عن هذه الحلاوة ،

حتى تذوقه بلسانك مباشرة ، وكذلك الحال هنا !


لقد ارتبطت هذه الأذكار بالصلاة ، لتصبح غذاء يوميا لقلبك لا تغفل عنه ،

ولا يمكن أن تنساه ، وكيف تنساها وأنت تعلم أنها من متمات الصلاة ..!


إن هذه الصلاة وأذكارها محطة متجددة يومية ،

لتربية النفس وتزكيتها ، وصقل القلب وتهذيبه ، وتعطير الروح والسمو بها ،

فإذا اجتمعت هذه الأمور على تمامها ، ذاق القلب حلاوة يتقاصر بيان البلغاء عن وصفه ،

ويعجز لسان الخطباء عن تقريبه !

ومن لا يحافظ على هذه الصلوات وأذكارها في أوقاتها ، فمحروم وشقي !

وإن ظن أنه اسعد خلق الله في هذا العالم ،

وهل يعقل أن تكون السعادة في البعد عن مصدر السعادة وخالقها سبحانه !!

هيهات ، هيهات هذا بهتان عظيم ..!

لقد كانوا يقولون : من صاحب السعيد يسعد .

ونحن نقول بدورنا : فكيف بمن كان في صحبة الله جل جلاله .. ألا يسعد ؟!

أليس هو سبحانه ( الودود ) ، يتودد بألوان من الود لمن أقبل عليه !؟

بلى والله بلى ، ولكن أكثر الناس لا يعقلون !

فالحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله .






كتبها بو عبدالرحمن