( ماذا خزنت في جهازك الداخلي ( 2 ) ) ..
= = =
الأصل أن هذا مجرد رد على تعقيب على الموضوع الأصلي ،
فقد كتبت أخت فاضلة بعد قراءتها أصل الموضوع (في المنتدى) ما يلي :
السلام عليكم ..)
فتشت بعناية ماذا خزنت داخل جهازي ؟ لكن للأسف لم أرى شيئاً !
حاولت معرفة سلوكي على ماذا يرتكز و ما هو دليله لم أثبت على شيئ !
شتتني أخي بو عبد الرحمن ..
جزاك الله خيراً أخوي ..)
فاستعنت بالله فجاء هذا الرد الذي يصلح أن يكون مكملاً لأصل الموضوع
= = = =
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخت الفاضلة / شهرناز ..... رحم الله والديك الكريمين ورفع الله قدرك في الدارين
- - -
أضحكتني أضحك الله سنك ، واسعد الله قلبك ..
أما أنا فأحسب أن المعنى المراد قد وصل إليك بوضوح وفي يسر ،
غير أنك ترغبين أن نزيد الأمر توضيحا بضرب أمثلة ، ونسترسل في مثل هذا الكلام الشجي !
أليس كذلك ؟ .. لا باس ..نستعين بالله ونقول :
محور المسألة كلها يدور على الشكل التالي :
قد نجد امرأة مثلاً ، غاية همها ملابسها وحليها وزينتها ، وتتبع آخر ما وصلت إليه بيوت الأزياء العالمية ،
والتلهف على آخر الموضات ، فلا تمل من المتابعة ، ولا تكل من الكلام في كل مجالسها من الحديث عن هذه الشجون ،
وتسترخص ما تبذل من مال في هذا الطريق ، بل وتفاخر بذلك في مجالسها ، كانها فتحت القدس !!!
الذي نقوله :
إن سلوك هذه ينضح وبقوة أنها خزنت في عقلها الباطن ،
أو _ إن شئت _ في قرارة قلبها ما دفعها في هذا الاتجاه ..
فما هو مخزن في داخلها ، ترجمه سلوكها !! _ شعرت بذلك أو لم تشعر ! _
فلو أنها استعانت بالله واستبدلت هذا الهم ، بهم آخر
لرأيناها تنصرف قليلا أو كثيرا عن طريقها السابق
_ على حسب قوة رسوخ المعنى الجديد الذي استبدلته !!
وهذا ما يحدث بالضبط عندما نرى فتاة من هذا الصنف ينير الله بصيرتها ،
فتقبل على الله بهمة ، فإذا هي تستخف بما كانت تفعل !!
أعني تستخف بذلك الاهتمام المبالغ فيه ،
وإذا لها اليوم اهتمامات أخرى جديدة تنضح وتترجم ( معنى ) جديدا قد استقر في قلبها ... وهكذا ..
ومثال آخر ..
قد نجد فتاة أخرى ( أغلب ) سلوكيات حياتها وتصرفاتها وكلامها في مجالسها ،
حول ( موهبة ) منحها الله بها فتميزت بها .. فلا تكاد تتحدث إلا عنها ، ولا تهتم في ( أغلب ) حياتها إلا بها ،
وتسترخص ما تبذل من أجلها ، وتجد خفة ونشاطا وفرحة إذا وجدت من يصغي إليها
وهي تتحدث عن هذا ( الهم ) الجميل _ بالنسبة لها !!
هذه يتضح أنها خزنت ( معنى _ فكرة _ هاجسا _ قيمة ) يختلف تماما
عن ما خزنته المرأة الأولى !!
وقد نجد فتاة ثالثة ..
جعلت ( جل ) همها منصباً في كيف تؤثر على الآخرين ، تأثيرا إيجابيا ،
أي أنها حملت ( هم ) الدعوة إلى الله ، فهذه سنجد سلوكها وتصرفاتها واهتماماتها يصب في هذا الطريق ،
فلا تكاد تتحدث في مجالسها ومع الآخرين إلا في هذا الهم الكبير ،
وتسترخص ما تبذل من أجلها ، وتقرأ وتسمع وتتابع كل ما يمكن أن يعينها على النجاح في الوصول إلى هدفها ..
وهكذا
طبعاً قد نجد فتاة أخرى تلم بكل الهموم السابقة !!
فهي تعنى ( جدا ) بملابسها وزينتها ، وفي ذات الوقت لها موهبة رائعة في فن من فنون الحياة ، كما أن لها اهتماما بالدعوة ...
الفيصل هنا هو :
ما ( الغالب ) على هذه الفتاة في مجالسها ، ودوران لسانها ، وقراءتها وسماعها ، واهتماماتها !؟
إن القيمة المتجذرة بقوة في قرار قلبها أو عقلها الباطن ، هي التي سيكون لها ( الغلبة ) في حياتها واهتماماتها ..!
أحسب أني _ بعون الله _ زدت الوضوح توضيحا !!
ومع هذا لا بأس أن أضيف سطورا أخرى .. كيلة فوق البيعة
أرايت إلى امرأة العزيز كيف تصرفت ذلك التصرف الغريب العجيب المذهل ؟؟
امرأة ذات سلطان وحسب ونسب وجاه ومال وجمال وهيل وهيلمان
فإذا بها تتنزل إلى وضعية عجيبة ، فتنهار مقاومتها أمام شاب نشأ في بيتها فهو بمثابة الخادم
ولكن السر هنا كشفه الله سبحانه حيث قال : ( شغفها حبا )
ما خزنته في قلبها من محبة جارفة ليوسف عليه السلام ، أبى إلا أن تظهر ترجمته في جلاء !!
حتى لو عيرها الآخرون .. ألم تقل في صراحة عجيبة : ( ولقد راودته عن نفسه ) ؟؟
فسبحان الله رب العالمين ..
والخلاصة :
أن ما كمن في قلبها من ميل جارف .... ترجمه سلوكها ..!
فسلوكها مجرد كاشف لرقم قلبها
هل اتضحت المسألة الآن ..؟
أظن .. أليس كذلك ؟!
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
كتبها بو عبدالرحمن