[البركة سليمان]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

صنعاء ليست كعدن، فأهل عدن اصطفوا جميعا على قلب رجل واحد وقرروا قتال المخلوع والحوثي ومن معهم، فالجنوب بكل قبائله وفصائله وشعبه والمقيمين في أرضه قرروا إخراجهم عن بكرة أبيهم، والمقاومة في (عدن خاصة) ثبتت ودافعت عن تلك المحافظة ولم تمكن الحوثي والمخلوع من دخولها وإن لم تتقدم وتأخذ دوv المهاجم إلا أنها صدتهم حتى جاء الدعم الخارجي بغطاء جوي من التحالف، ومقاتلين أبنــــــــــــــــــــــــــــاء اليمن الذين تدربوا في المملكة،
وليس من الحكمة أن يزج القادة في التحالف بإبنائهم لأرض ليست أرضهم، وما قاموا به من تدريب شباب اليمن خير ما فعلوه.

أما بالنسبة للتضاريس، فأيضا تضاريس الشمال وعرة للغاية، والحوثيون أدرى بشعابها، بل هم يعرفون كل ركن وكل زاوية مما سيزيد الأمر صعوبة على المقاومة ( أما الجنوب فلا يملكون فيه شبرا، وأهله أدرى بشعابه، لهذا خروجهم منه كان أسهل بكثير مما سيحدث والعياذ بالله في صنعاء وشعابها وجبالها الشاهقة )
ومن جانب آخر فهناك قبائل كبيرة لها سطوة ولها كلمة وتأثير على شريحة كبيرة من الشعب، وهذه متحالفة مع المخلوع وأعلنت الولاء له منذ البداية، وبحكم الكراهية التي زرعوها في نفوس شريحة كبيرة من الشعب، فصوروا لهم أن المملكة تسعى للسيطرة على بلادهم ونهب خيراتهم المغيبة، أو أنها كانت ومازالت تسعى لتدمير اليمن على يدي أهله كي لا ينهض، كل هذا صدقه البعض فوقفوا مصطفين مع مشايخهم الذين دفع لهم صالح بسخاء من أموال الشعب كي يضمن ولائهم.

كل هذا يجعل المعركة صعبة للغاية في أرض الشمال الذي انقسم أهله بين شريحة كبيرة مؤيدة لصالح والحوثي، وشريحة تقاوم لإخراجهم.

قوة عاصفة الحزم لا يُستهان بها، وإذا تحدثنا عن الأماني فنتمنى جميعا دك حصون المخلوع والحوثي والقضاء عليهم للأبد، ولكن من باب الحكمة أن لا نتمنى ذلك إذ أن المعركة لن تكون سهلة في أرض انقسم أهلها كل له رأيه وبالتالي ستكون حرب أهلية دموية.

من باب التفاؤل أنا مع تفسير الشيخ الدكتور فهد جزاه الله خيرا، وها نحن نرى مفاوضات جديدة تُجرى، ونتمنى أن تسفر حل سياسي يقدم من خلاله الحوثي تنازلات ويسلم أسلحته كي نوقف الحرب الأهلية في شمال اليمن.

حفظ الله اليمن وأهله من الفتن.