بهؤلاء ( الذين أنعم الله عليهم ) نقتدي ، وبهم نتأسى ..
وهم الذين نوالي ونحب ..
وبالمقابل ... معركة الخير والشر لا تنتهي ..
وهذا رد على الذين يظنون أن العبادة انعزال عن الحياة ....!!
هذا وهم ... السورة نفسها تعلمنا أن حقيقة العبادة ..
أنها معركة وصراع بين الحق والباطل ..
الحق الذي يمثله ( الذين أنعم الله عليهم )
فهم مع الله ويعيشون من أجل الله ..
والباطل الذي يمثله ( غير المغضوب عليهم )
فهم مع الشيطان يسوقهم إلى جهنم وبئس المصير ..!
يبقى سؤال في غاية الأهمية ..
= تفضل يا رعاك الله ..
من هم هؤلاء الذين نسأل الله أن نكون منهم ومعهم ( الذين أنعمت عليهم ) ؟
الجواب نجده في سورة أخرى واضحا كالشمس في رائعة النهار ..
تأمل :
( وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ :
مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً)
(النساء:69)
لاحظ ( أنعمت عليهم ) في سورة الفاتحة ..
ولاحظ ( أنعم الله عليهم ) في هذه السورة ..
وكأن هذه بيان وتوضيح لتلك ..!
= الله أكبر .. الله أكبر .. رااائع .. ما شاء الله ، لا قوة إلا بالله ..
وهذا يؤكد ما قلناه قبل قليل : أن سور القرآن ليست سوى تفسير وتوضيح
للمعاني الكلية التي وردت في سورة الفاتحة ..
يبقى أن أقول :
أنت مطالب منذ اليوم : أن تعيش مع سورة الفاتحة بكلية قلبك ،
تتذكر ما قلناه ، وتعيد النظر في آياتها مرات ومرات لتجد متعة رائعة ..
فلا تملك إلا أن تقول :
مساكين والله أهل الشهوات والملذات الأرضية ..
إنهم محرومون من أروع متعة على ظهر هذه الأرض ..
ولكن يا حسرة على العباد ..!
المهم أن تقبل على كتاب الله ،
فلعل الله تعالى يفتح لك أبوابا من عنده ..
= أعدك أن أفعل ذلك ، واقول لك أنك نقلتني الليلة الى خارج الكرة الأرضية
بارك الله فيك ..
إنما أرغب في دعاء في جوف ليل ، لعل الله يتقبل منك وينفعني به
= في هذه .. لا توصي .. سادعو لك دون أن تطلب ..
بارك الله في أنفاس حياتك.. ويسر الله لك كل طريق..
وفرج الله عنك كل هم
وأسأل الله أن يملأ قلبك بنور محبته..
حتى تذوق حلاوة الأنس به ولذة الإقبال عليه ..
= آمييييييييييييييييييييين .. آمين اللهم استجب ..
والآن .... استودعك الله الذي لا تضيع ودائعه
وصيتي الدائمة لك _ ولنفسي أيضا _ :
لا تنس ذكر الله تعالى ..
وتذكر انه معك أقرب إليك من كل شيء ، ومن كل أحد ..
لا تنس من هو معك على مدار الساعة
كان بعض الشيوخ يوصي تلميذ له عند السفر :
كن له صاحبا ، يكن لك معينا
وكان بعضهم يقول :
تذكر أنا الناظر حاضر .. فلا تغفل !
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك
كتبها بو عبدالرحمن