عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 3  ]
قديم 2008-05-17, 12:53 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي
وكل حي مزود كذلك بالخصائص والوسائل التي يحصل بها على طعامه ,

والتي ينتفع معها بهذا اللون من الطعام . .

الأنسان والحيوان والطير وأدنأ أنواع الأحياء سواء . .

البويضة بعد تلقيحها بالحيوان المنوي تلصق بالرحم .

وهي مزودة بخاصية أكالة , تمزق جدار الرحم حولها وتحوله

إلى بركة من الدم المناسب لامتصاصها ونموها !

والحبل السري الذي يربط الجنين بأمه ليتغذى منها حتى يتم وضعه ,

روعي في تكوينه ما يحقق الغرض الذي تكون من أجله ,

دون إطالة قد تسبب تخمر الغذاء فيه , أو قصر قد يؤدي

إلى اندفاع الغذاء اليه بما قد يؤذيه" .

والثدي يفرز في نهاية الحمل وبدء الوضع سائلا أبيض

مائلا إلى الاصفرار . ومن عجيب صنع الله أن هذا السائل عبارة عن :

مواد كيماوية ذائبة تقي الطفل من عدوى الأمراض

. وفي اليوم التالي للميلاد يبدأ اللبن في التكوين .

ومن تدبير المدبر الأعظم أن يزداد مقدار اللبن الذي يفرزه الثدي

يوما بعد يوم , حتى يصل إلى حوالي ليتر ونصف في اليوم بعد سنة ,

بينما لا تزيد كميته في الأيام الأولى على بضع أوقيات

ولا يقف الإعجاز عند كمية اللبن التي تزيد على حسب زيادة الطفل ;

بل إن تركيب اللبن كذلك تتغير مكوناته , وتتركز مواده ,

فهو يكاد يكون ماء به القليل من النشويات والسكريات في أول الأمر ,

ثم تتركز مكوناته فتزيد نسبته النشوية والسكرية والدهنية فترة بعد أخرى

بل يوما بعد يوم بما يوافق أنسجة وأجهزة الطفل المستمر النمو.

وتتبع الأجهزة المختلفة في تكوين الإنسان , ووظائفها , وطريقة عملها ,

ودور كل منها في المحافظة على حياته وصحته . .

يكشف عن العجب العجاب في دقة التقدير وكمال التدبير .

ويرينا يد الله وهي تدبر أمر كل فرد . بل كل عضو .

بل كل خلية من خلاياه . وعين الله عليه تكلؤه وترعاه .

***

ولن نستطيع هنا أن نفصل هذه العجائب فنكتفي بإشارة سريعة

إلى التقدير الدقيق في جهاز واحد من هذه الأجهزة:

جهاز الغدد الصم "تلك المعامل الكيماوية الصغيرة التي تمد الجسم

بالتركيبات الكيماوية الضرورية , والتي يبلغ من قوتها أن

جزءا من ألف بليون جزء منها تحدث آثارا خطيرة في جسم الإنسان .

وهي مرتبة بحيث أن إفراز كل غدة يكمل إفراز الغدة الأخرى .

وكل ما كان يعرف عن هذه الإفرازات أنها معقدة التركيب تعقيدا مدهشا

وأن أي اختلال في إفرازها يسبب تلفا عاما في الجسم يبلغ حد الخطورة .

إذا دام هذا الاختلال وقتا قصيرا .

***

أما الحيوان فتختلف أجهزته باختلاف أنواعه وبيئاته وملابسات حياته . .

زودت أفواه الآساد والنمور والذئاب والضباع , وكل الحيوانات الكاسرة

التي تعيش في الفلاة , ولا غذاء لها إلا ما تفترسه من كائنات

لا بد من مهاجمتها , والتغلب عليها , بأنياب قاطعة , وأسنان حادة ,

وأضراس صلبة !

ولما كانت في هجومها لا بد أن تستعمل عضلاتها ,

فلأرجلها عضلات قوية , سلحت بأظافر ومخالب حادة ,

وحوت معدتها الأحماض والأنزيمات الهاضمة للحوم والعظام .

فأما الحيوانات المجترة المستأنسة التي تعيش على المراعي ,

فهي تختلف فيما زودت به .

وقد صممت أجهزتها الهاضمة بما يتناسب مع البيئة ,

فأفواهها واسعة نسبيا ; وقد تجردت من الأنياب القوية

والأضراس الصلبة . وبدلا منها توجد الأسنان

التي تتميز بأنها قاصمة قاطعة ;

فهي تأكل الحشائش والنباتات بسرعة , وتبتلعها كذلك دفعة واحدة

حتى يمكنها أن تؤدي للإنسان ما خلقت لأجله من خدمات .

وقد أوجدت العناية الخالقة لهذا الصنف أعجب أجهزة للهضم ,

فالطعام الذي تأكله ينزل إلى الكرش , وهو مخزن له ,

فإذا ما انتهى عمل الحيوان اليومي وجلس للراحة , يذهب الطعام

إلى تجويف يسمى [ القلنسوة ] . ثم يرجع إلى الفم , فيمضغ ثانية

مضغا جيدا , حيث يذهب إلى تجويف ثالث يسمى [ أم التلافيف ] ,

ثم إلى رابع يسمى [ الإنفحة ] وكل هذه العملية الطويلة

أعدت لحماية الحيوان , إذ كثيرا ما يكون هدفا لهجوم حيوانات كاسرة

في المراعي , فوجب عليه أن يحصل على غذائه بسرعة ويختفي .

ويقول العلم إن عملية الاجترار ضرورية بل وحيوية

إذ أن العشب من النباتات العسرة الهضم ,

لما يحتويه من السليلوز الذي يغلف جميع الخلايا النباتية ,

ولهضمه يحتاج الحيوان إلى وقت طويل جدا , فلو لم يكن مجترا

وبمعدته مخزن خاص , لضاع وقت طويل في الرعي ,

يكاد يكون يوما بأكمله , دون أن يحصل الحيوان على كفايته من الغذاء ,

ولأجهد العضلات في عمليات التناول والمضغ . إنما سرعة الأكل ,

ثم تخزينه وإعادته بعد أن يصيب شيئا من التخمر ,

ليبدأ المضغ والطحن والبلع , تحقق كافة أغراض الحيوان

من عمل وغذاء وحسن هضم . فسبحان المدبر .

والطيور الجارحة كالبوم والحدأة ذات منقار مقوس حاد

على شكل خطاف لتمزيق اللحوم

. بينما للإوز والبط مناقير عريضة منبسطة مفلطحة كالمغرفة ,

توائم البحث عن الغذاء في الطين والماء . وعلى جانب المنقارزوائد صغيرة

كالأسنان لتساعد على قطع الحشائش .

أما الدجاج والحمام وباقي الطيور التي تلتقط الحب من الأرض

فمناقيرها قصيرة مدببة لتؤدي هذا الغرض .

بينما منقار البجعة مثلا طويل طولا ملحوظا ,

ويمتد من أسفله كيس يشبه الجراب ليكون كشبكة الصياد .

إذ أن السمك هو غذاء البجعة الأساسي .

ومنقار الهدهد وأبو قردان طويل مدبب ,

أعد بإتقان للبحث عن الحشرات والديدان , التي غالبا ما تكون

تحت سطح الأرض . ويقول العلم:

إنه يمكن للإنسان أن يعرف غذاء أي طير من النظرة العابرة إلى منقاره .

أما باقي الجهاز الهضمي للطير فهو غريب عجيب .

فلما لم يعط أسنانا فقد خلقت له حوصلة وقانصة تهضم الطعام .

ويلتقط الطير مواد صلبة وحصى لتساعد القانصة على هضم الطعام

***