عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2008-05-17, 12:52 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي مختارات ( في ظلال القرآن ) كل شيء بقدر (رائع)
مختارات ( في ظلال القرآن ) كل شيء بقدر



أرجو منك قراءة هذه الكلمات المشرقة بعناية شديدة

وأحسب أنك ستجد مباشرة أنوار إيمان تنقدح في قلبك بوضوح..

- - -- - - - -- - -

)إنا كل شيء خلقناه بقدر(

كل شيء . . كل صغير وكل كبير . كل ناطق وكل صامت .

كل متحرك وكل ساكن . كل ماض وكل حاضر . كل معلوم وكل مجهول ..

كل شيء . . كل شيء خلقناه بقدر . .

قدر يحدد حقيقته . ويحدد صفته . ويحدد مقداره . ويحدد زمانه ..

ويحدد مكانه . ويحدد ارتباطه بسائر ما حوله من أشياء . وتأثيره في كيان هذا الوجود .

وإن هذا النص القرآني القصير اليسير ليشير إلى :

حقيقة ضخمة هائلة شاملة , مصداقها هذا الوجود كله .

حقيقة يدركها القلب جملة وهو يواجه هذا الوجود , ويتجاوب معه ,

ويتلقى عنه , ويحس أنه خليقة متناسقة تناسقا دقيقا ..

كل شيء فيه بقدر يحقق هذا التناسق المطلق الذي ينطبع ظله في القلب جملة وهو يواجه هذا الوجود .

ثم يبلغ البحث والرؤية والتجربة من إدراك هذه الحقيقة

القدر الذي تهيئه هذه الوسائل , ويطيقه العقل البشري , ويملك معرفته عن هذا الطريق ..

. ووراء هذا القدر يبقى دائما ما هو أعظم وأكمل ,

تدركه الفطرة وينطبع فيها بتأثير الإيقاع الكوني المتناسق فيها ,

وهي ذاتها بعض هذا الكون المتناسق المخلوق كل شيء فيه بقدر .

ولقد وصل العلم الحديث إلى أطراف من هذه الحقيقة , فيما يملك أن يدركه منها بوسائله المهيئة له . .

وصل في إدراك التناسق بين أبعاد النجوم والكواكب وأحجامها

وكتلها وجاذبيتها بعضها لبعض إلى حد أن يحدد العلماء

مواقع كواكب لم يروها بعد ; لأن التناسق يقتضي وجودها في المواضع

التي حددوها . فوجودها في هذه المواقع هو الذي يفسر ظواهر معينة

في حركة الكواكب التي رصدوها . . ثم يتحقق هذا الذي فرضوه .

ويدل تحقيقه على الدقة المتناهية في توزيع هذه الأجرام ,

في هذا الفضاء الهائل , بهذه النسب المقدرة , التي لا يتناولها خلل أو اضطراب !

ووصل في إدراك التناسق في وضع هذه الأرض التي نعيش عليها ,

لتكون صالحة لنوع الحياة التي قدر الله أن تكون فيها

إلى حد أن افتراض أي اختلال في أية نسبة من نسبها

يودي بهذه الحياة كلها , أو لا يسمح أصلا بقيامها .

فحجم هذه الأرض , وكتلتها , وبعدها عن الشمس . وكتلة هذه الشمس , ودرجة حرارتها .

وميل الأرض على محورها بهذا القدر , وسرعتها في دورتها

حول نفسها وحول الشمس . وبعد القمر عن الأرض . وحجمه وكتلته وتوزيع الماء واليابس في هذه الأرض . . .

إلى آلاف من هذه النسب المقدرة تقديرا , لو وقع الاختلال

في أي منها لتبدل كل شيء ; ولكانت هي النهاية المقدرة لعمر هذه الحياة على هذه الأرض !!

ووصل في إدراك التناسق بين عدد كبير من الضوابط

التي تضبط الحياة ; وتنسق بين الأحياء والظروف المحيطة بها ; وبين بعضها وبعض ..

إلى حد يعطي فكرة عن تلك الحقيقة العميقة الكبيرة

= = =