عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 23  ]
قديم 2008-05-11, 3:12 AM
المرابطة
عضو متميز بالمنتدى
رقم العضوية : 51462
تاريخ التسجيل : 1 - 5 - 2008
عدد المشاركات : 1,619

غير متواجد
 
افتراضي
موضوعك ذو شجون

هذا وزير الواثق والمعتصم محمد بن عبد الملك يقول أبياتاً في رثاء زوجته يصور فيها حال ولده وقد تركته طفلاً صغيراً، ويبين كيف يواري حزنه بدموعه، وهي من أروع ما رثيت به الزوجات فيقول:
ألا من رأى الطفل المفارق أمه

بعيد الكرى عيناه تبتدران

رأى كل أم وابنها غير أمه

يبيتان تحت الليل ينتجيان

وبات وحيداً في الفراش تحثه

بلابل قلب دائم الخفقان

فلا تلحياني إن بكيت فإنما

أداوي بهذا الدمع ما تريان

وإن مكاناً في الثرى حظ لحده

لمن كان في قلبي بكل مكان

أحق مكان بالزيارة والهوى

فهل أنتما إن عجت منتظران

ترى في هذه الأبيات لوعة حقيقية، لوعة الزوج الوامق العاشق الذي يكاد يموت حسرة وأسى على زوجته، وعظم الحزن والشجن في نفسه فيحن إليها ويحن إلى جسدها وروحها، وما يزال يختلف إلى قبرها ولكن ماذا بوسعه أن يفعل، إنها ذهبت إلى الأبدولم يعد له منها إلا الدموع الغزيرة يسكبها إلاذكراها، والآلام والأشجان.


توقيع المرابطة
من وجد الله فماذا فقد
ومن فقد الله فماذا وجد