عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2015-05-12, 11:08 PM
هدى وهداية
مشرفة سابقة
الصورة الرمزية هدى وهداية
رقم العضوية : 163352
تاريخ التسجيل : 1 - 1 - 2012
عدد المشاركات : 12,760

غير متواجد
 
افتراضي منظرنا أمام الآخرين!
منظرنا أمام الآخرين!


د. أنوار عبد الله أبو خالد

مصائب الناس النفسية في الوقت الحاضر مأتاها الحقيقي من الاهتمام بما يقوله الناس عنا مدحاً أو ذماً، وكيف ينظر إلينا الناس، وماذا يعجب الناس منا، ومالا يعجبهم منا!!.. تفكيرنا دائماً أن كيف يحسب الناس لنا حساباً، وكيف نرفع من قيمتنا عند الناس، وكيف يعلو ويفخر بعضنا على بعض، وربما كيف يقهر بعضنا بعضاً، وكأننا في حلبة للتنافس لا تنتهي جولاتها ولا صولاتها إلا لتبدأ من جديد، ويبقى دائماً سوط اسمه (الناس) يجري خلفنا، يضربنا على ظهورنا كلما هممنا بالراحة أو التوقف لحاجات النفس أو الروح أو قبل ذلك لأداء حق الله ومراقبته سبحانه في أفعالنا ونياتنا، بدلاً من التطلع إلى الناس أو السمعة والرياء لإرضاء الناس.
لقد تعبنا، وتعبت نفوسنا، وتبدلت نوايانا الحسنة ودواخلنا السهلة البسيطة، لأننا صرنا نحسب للناس حساباً أكثر مما نحسب لربنا أو حتى لنفوسنا أو حساب لمن هم من طرفنا من الأحباب والأهل والأصدقاء!!!! هذا التبدل في الموازين أو الانقلاب في المعايير عاد على نفوسنا بالألم والضغط، وتطورت الأمور حتى أصبحت عقداً نفسية وتشوهات في الأخلاق والتعاملات، وكل هذا بسبب الحسابات المضروبة للناس..!!
هل يكذب الناس ويغتاب بعضهم بعضاً وينم بعضهم على بعض إلا تحت ذريعة هذا الباب الذي يحسب الناس حسابه، أتذكر هنا كيف عاتب ربنا سبحانه وتعالى أفضل خلقه نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله (وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه).
فبالله كم أسرفنا وبذرنا وعصينا خشية الناس قبل الخشية من الله، لذلك جرب أن تسقط من حساباتك شيئاً اسمه خشية الناس، لأننا بالغنا في فهم العيب والتجمل حتى قتلنا البراءة والطهارة في نفوسنا، وعلى دروب الخير نلتقي.