الموضوع: أريد أن اتغير
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 8  ]
قديم 2015-05-09, 3:32 PM
البركة سليمان
مشرفة سابقة منتدى الشؤون الأسرية والمشكلات النفسية والاجتماعية
رقم العضوية : 188581
تاريخ التسجيل : 30 - 1 - 2014
عدد المشاركات : 6,154

غير متواجد
 
افتراضي

أختي حبيبة أمها....

ما فهمته من حديثك أن تصرفات الأهل ساهمت في زعزعت ثقتك بنفسك، ولهذا تعانين من الخجل.
وإذا كان كذلك فأنت بحاجة لتقوية ثقتك بنفسك قبل البدء بأي خطوة أخرى..

أولا من الضروري أن تنظري لإيجابياتك، تنظري للأشياء الجميلة التي تتمتعين بها، وما وهبك الله من " خصال، ملامح، التزام، حب الخير، ذكاء...الخ"، و أحرصي خلال هذه الفترة على النظر لكل ما هو جميل، فنعم الله كثيرة وكما يُقال ( اصنع من الليمون شرابا حلوا )، وتذكري قوله تعالى (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم )، ولا تنشدي عن الخير الآن، بل ستتعرفين عليه لاحقا إن شاء الله دون جهد، لذا الآن حاولي تحبي نفسك أكثر، حاولي تكبري الإيجابيات واشكري الله عليها.

( إذا اردتي التغيير )، فلابد من العزم،والصبر، خاصة وان التغيير قد يحصل معه مقاومة من النفس التي اعتادت الكسل، واعتادت التذرع بالمشاكل وبمن حولها من الناس كي تخفي ضعف شخصيتها، أو فشلها وعدم قدرتها على النهوض لتتغير.
أختي حبيبة أمها، لا أحد يملك عصى سحرية كي يدفع الإنسان ليتغير، لابد من اصرار الشخص ذاته على التغيير، وكل إنسان لديه مشاكله الخاصة، ولكن ليس كل إنسان يسمح للمشاكل بأن تقهره وتهزمه، والتغيير يتطلب عمل، مجهود نبذله، ولن يحصل بمجرد الإحساس أننا نرغب بتغيير أنفسنا، حتى ديننا الإسلامي أمرنا بالسعي مع الدعاء، فالأمر يتطلب همة، ونفض الكسل، وعدم مقاومة النصائح التي نسمعها ممن يرشدنا لحل مشكلتنا، وعدم التذرع بشاكلنا، ولا استحضار المشاكل أثناء العزم على التغيير، بل علينا أن نخلص النية، ونطلب العون من الله، ونبدأ بالوسائل المتاحة وإذا أُغلق باب فتحت أبواب أخرى، وقد قال تعالى: ( وإذا عزمت فتوكل على الله )، فتوكلي على الله وتفائلي، ومما قرأت: " أن فرنسا سجنت قبل ثورتها العارمة شاعرين مجيدين متفائلا ومتشائما، فأخرجا رأسيهما من نافذة السجن، فأما المتفائل فنظر نظرة في النجوم فضحك، وأا المتشائم فنظر إلى الطين في الشارع المجاور فبكى.... فانظر إلى الوجه الآخر للمأساة، لأن الشر المحض ليس موجودا، بل هناك خير ومكسب وفتح وأجر" – من كلام د. عائض القرني.

أجمل ما جاء في رسالتك:
رسالتك يا حبيبة أمها حملت نقطة بداية رائعة، وهذه النقطة هي أول بدايات التغيير، هل تعلمين ما هي؟
كل الخبراء يقولون أن أول خطوة للتغيير هي الشعور بأن هناك مشكلة أو هناك وضع غير مستقيم، ولابد من تغييره، وأنت ولله الحمد وضعتي قدمك على الخطوة الأولى نحو التغيير عندما قررتي حل المشكلة التي حالت دون تقدمك نحو تحقيق رغباتك، ولا تظني أنني أخفف عنك، فبعض الناس لا يعترفون بأن هناك خطأ ما، أو مشكلة تعيق تقدمهم، وربما هم يظنون أن هذا الإعتراف نوع من الضعف ويدل على شخصية هشة وغير ذلك، ولهذا يبقى وضعهم على ما هو عليه، أما أنت فقد توفقتي ولله الحمد وتجاوزتي مرحلة إخفاء ما تعانينه، وعبرتي عن رغبتك بالتغيير، والآن ، ما هي الخطوة الثانية؟

أخيتي، بعد قراء هذه الرسالة أنظري للنعم التي بين يديك، وسأعطيك أمثلة:
لديك أنترنت، ومعنى ذلك أنت قادرة على التواصل مع الكثيرين، وقادرة على البحث والتعلم، وسؤال من لديه علم.... الخ.
أنت غير معاقة، تتمتعين بالسمع والبصر والعقل والصحة.

أنت لديك منزل وتملكين مأكلك ومشربك، بينما نظرة واحدة لقناة أخبارية في التلفاز ستعرفك بحقيقة معنى الأمن والآمان، وحتى على المستوى النفسي فما نعانيه لا يمكن مقارنته بالحالة النفسية التي يعانيها رجال ونساء في وضع كأوضاع الحروب.... وما أكثر النعم التي غفلنا عنها.

ما الذي تريده حبيبة أمها من الدنيا...

كما جاء في رسالتك أختي الفاضلة، فإنك لا تريدين غير ( حفظ القرآن، وصلة الرحم ).
بالنسبة لصلة الرحم فأنت تعرفين قبل أي شيء أنك بحاجة لمن يأخذك لزيارتهم، وبالتالي كإثم فأنت لا شيء عليك، أما الأجر والثواب فقد حصلتي عليه بنيتك الخالصة، ولكن في الوقت ذاته يمكنك الإستعانة بوسائل التواصل الغير مرئية فهي أيضا تمنحك أجر صلة الرحم إلى أن يشاء الله وتلتقي بمن تحبين. وعليه سجلي أرقام أقاربك وتواصلي معهم من خلال الرسائل النصية والبريد الألكتروني، المكالمات الهاتفية، وربما تتعرفين على فتايات من أقاربك وفي عمرك ويتعاونا معك في الخير، وتفتحي صفحة علاقات جديدة، وقد يسخرهم الله لك ويأتون لزيارتك حين يعلمون أنك عاجزة عن ذلك، وعندها يتحقق لك جزء مما حلمتي به....

فكري جيدا وستجدي أن هذه الوسيلة مناسبة لك، وقدر الإمكان لا تسمحي لعقلك بمفاومة هذه الأفكار الجديدة، كلما حضرت فكرة تعيق تقدمك تعوذي بالله من الشيطان الرجيم وافعلي عكسها تماما.

أما حفظ القرآن، فلا أدري ما الذي يمنعك من الحفط؟
هل خجلك فقط هو الذي يمنعك من الذهاب لمراكز التحفيظ، أم أن أهلك يمنعوا خروجك؟

فإن كان السبب منعك من الخروج، فيمكنك تعلم التجويد من خلال الأنترنت، هناك تسيجلات كثيرة على اليوتيوب، وهناك مواقع كثيرة تجدين فيها دروس مكتوبة وتسجيلات وخطط وجداول للحفظ، وفي اليوتيوب هناك دروس تابعها الكثير ممن أعرف، وهي دروس خاصة بالشيخ ايمن سويد، وستجدين كل ما يسرك من الحلقة رقم واحد وما فوق..... حاولي وتعلمي حسب الطرق المتاحة لك، وعندما تتعلمين بعض المهارات ستشعرين بثقة أكبر، وهذه الثقة ستزيل بعض الخجل عندما تلتحقين بمراكز التحفيظ إن شاء الله.

أختي الفاضلة، تذكري كم من الوقت ضاع وأنت تفكرين في حفظ القرآن ولم تفعلي، كم مضى من عمرك وأنت فقط تحلمين، فكري كيف قضيتي وقتك بلا هدف ولا تخطيط للبدء بالحفظ ولو جزء من القرآن، فأحيانا عندما نفكر بهذه الطريقة نشعر بكراهية ذلك الوضع، فنعاهد أنفسنا على المضي قدما لعمل شيء إيجابي.

أخيتي......
من المهم تعداد نعم الله عليك كي تشعري بالامتنان للخالق، واشكريه عليها، ثم قرري أن تكوني شخصية متفائلة، وقرري أيضا بدء التغيير من خلال الموارد المتاحة إلى أن يفتح الله عليك أبواب جديدة.

سننتظر منك رسالة أخرى فيها خطة مصغرة لما تنوين فعله في مجال التواصل مع أقاربك، وحفظ القرآن، وإن شاء الله سنعمل معا لنصل إلى ما نصبوا إليه، فأنا وغيري مازال لدينا أحلام كثيرة ومازلنا نعمل ونخطط ونغير ونبدل كي ننجح في تحقيقها، وقد نفشل، ولكن ننهض ونغير في الوسائل حتى نحصل على المراد، وطبعا خير سلاح لنا هو الدعاء وطلب التوفيق من الله.

واعلمي أن أمنياتك عظيمة، ولهذا قد يعمل الشيطان عمله بطرق مختلفه كي يمنعك من السعي لتحقيقها، وقد يكون سببا في رفع مستوى خجلك والشعور به، وهدفه منعك من الأجر والثواب.

الآن وليس غدا، احضري ورقة وقلم، وعودي لما كتبته وخططي للتنفيذ، ومتى ما أردتي مساعدة، فنحن معك بإذن الله.

أتمنى لك التوفيق.


توقيع البركة سليمان
شكــــــــــــــــــــــــرا لك وقفة محاكاة على التصميم والكلمات المعبره، وربنا يعافيك ويعافي من تحبين من كل شر.
https://www.youtube.com/embed/gOht2y7fZWA?ecver=2

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها