الموضوع: في تزكية النفس
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2008-05-10, 3:22 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي في تزكية النفس
في تزكية النفس


لن تصل إلى تحقيق المقامات الراقية
إلا ببذل جهد ، ومجاهدة لنفسك الأمارة ،
أما مجرد الأماني الجميلة ، فلن توصلك إلا إلى الندامة ولو بعد حين ..!
.
قل لنفسك موبخاً :
تريدينَ إحرازَ المعالي رخيصةً ** ولابدَ دون الشهدِ من إبرِ النحلِ !
واهمس في أذنها أيضا :
بَصُرتُ بالراحة الكبرى فلم أرها *** تُنال إلاعلى جسر من التعبِ
.
بل خير من ذلك ذكّرها وأعد عليها التذكير بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم
" والمجاهد من جاهد نفسه في ذات الله ."
فأفضل ألوان الجهاد :
أن تلزم نفسك لتسير على الجادة ، كأنما تسير على حد السيف !
.
ومن هنا نقول لك .. كما أقول لنفسي مراراً :
ألا تستطيع أن تمارس على نفسك عمليات متتابعة من :
الضبط والربط ، والتوجيه ، والإرشاد ،
فتكون أنت القائد لها فعلاً ..
وبذلك تخرج من أسر قيادتها لك ، وتسخيرها إياك فيما تهوى ،
ولا تملك أنت إلا مسايرتها ..!!
.
وطن نفسك على أن تملأ فراغها بما يشغلها بخير ،
ولا تزل تنقلها من دائرة خير إلى دائرة خير ، علت أو قلت ،
المهم أن تبقيها دائرة في دوائر الطاعة ..
.
فإن من عجيب أمر هذه النفس :
أنها إذا لم تشغلها ( أنت ) بالحق ، شغلتك ( هي ) بالباطل ولابد .. !
وإن لم تملأ عليها زواياها بالخير ، ملأتها هي بألوان من الشر لا محالة !
ولا تكن في عجلة من أمرك !!
.
لا تحاول القفز فوق السلم ، لتصل إلى القمة بقفزة أو قفزتين ،
فقد تنكسر رقبتك !
ولكن عليك ابتداءً أن تنوي نية حسنة يعلمها الله صادقة من قلبك ..
.
ثم أن توطن نفسك ، على مجاهدة نفسك
في عمليات الضبط والربط والتوجيه شيئا فشيئا ،
وخطوة في إثر خطوة ، وابدأ بالأهم ثم المهم ،
.
وثق أنك إذا خرجت مهاجراً إلى الله بنية صادقة صافية ،
وشرعت في هذه الرحلة ، ثم مت في الطريق ،
قبل أن تصل ، فقد وقع أجرك على الله ..!
.
أما إذا فسح الله لك في العمر ، ثم دمت على هذا الطريق ،
فيوشك أن ترى ألواناً من العجب في طريق رحلتك هذه ..
.
ويكفي أن تتذكر قول الله سبحانه ،
وهو يقرر هذه القاعدة ، ويعطي هذا الوعد :
( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) ..
فاستعن بالله ولا تعجز .



كتبها بو عبدالرحمن