عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2008-05-10, 3:18 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي كرامة يغفل عنها أكثر الخلق !!
كرامة يغفل عنها أكثر الخلق !!


الصلاة في هدأة الليل ، متلبساً بظلمة هذه الليلة ،
والدنيا قد آوت إلى كنفها ، والكون قد سكن ،
والعالم قد هجع في فراشه ،
وكلٌ قد أنس إلى محبوباً لقلبه ، ينفرد به ، ويحلو السمر معه ..!!
.
ذلك الجو الساكن الخاشع ، كفيل بأن يجعل القلب والعقل والنفس والروح ،
كلها مجتمعة ، تصغي ملياً لما تتلو عليها ،
بل تشاركك كلها في الركوع والسجود والدعاء ..!!
.
ومن ثم يجد المرء حلاوة الصلاة في تلك الساعة ، بشكل واضح لا لبس فيه ،
ويلتذ بالمناجاة التذاذاً عجيباً ، ويطيب له وقته ،
وتحلو في قلبه المعاني الربانية ، التي تتوارد عليه في تلك اللحظات ..!
.
ربما سر هذا كله .. :
أن هذه عبادة خالصة ، لا يدري عنها سوى صاحبها والله سبحانه ،
وعيون الملائكة ،
.
ومن أجل هذا الإخلاص المتجلي فيها ،
تنهل عليه بركات السماء مباشرة ، بلا تأخير !
فهي كرامة خاصة من الكريم الذي تعمل له ، وتقبل عليه ، وتقوم بين يديه !
.
وشيء آخر من روائع ما تثمره لك هذه الساعة :
أنك لو دمت على ذلك ، واستمرت لديك هذه الهمة ،
لأثمر لك ذلك تحصيل محبة الله سبحانه لك ..!
فيجعلك من أحبابه وخاصته وأوليائه الذين هم أولياؤه .!
.
وتذكر ما قاله بعض العارفين لعله يشحذ همتك :
ليس الشأن أن تحب الله [ فتلك دعوى ] ، لكن الشأن أن يحبك هو !!
.
وأيضاً لقد قيل قديماً :
من ترك شيئا لله ، عوضه الله خيرا منه !!
ولقد تركت أنت فراشك الوثير ، ونزعت نفسك عن مرقدك ،
لتصف قدميك بين يدي مولاك سبحانه ، تركع وتسجد وتناجي ،
.
فهل تظن أنه يضيّعها عليك ، ولا يكرمك بها ..!
لقد أسأت الظن إذن بربك ولم تعرفه !
.
ودع عنك ما يهرف به السذج من الناس وهم يحدثونك عن
طيب سهراتهم ، وما كانوا فيها من ومن ومن ، مما قد يسخط الله عليهم ..!
دعك عنك هؤلاء وإن طنطنوا طويلاً ، وزخرفوا وبالغوا ..
.
فوالله الذي لا إله إلا هو ،
لن يجد قلب سعادته الحقيقية إلا بين يدي ربه سبحانه ..
.
ومن لم يطب وقته مع ربه ، فلا قرت عينه ، ولا سكنت بلابل قلبه !
ويوشك أن يقيض الله له شيطاناً ، يمرغ وجه قلبه على كل مزبلة !
والعجب أنه مع هذه المهانة ، يحسب أنه يحسن صنعا ... !!!
.
لقد تجلى الطريق إلى السماء لكل ذي عينين يبصر ..
ولكن العيون المصابة بالرمد ، لا ترى .. فإلى الله المشتكى ... !
نسأل الله سبحانه أن يكرمنا بما أكرم به ألياءه وأحبابه .. اللهم آمين





كتبها بو عبدالرحمن