لـيـلـة سـاخـنـة
ترددت كثيرا قبل الخروج . . كان الخوف يمنعها ولكن صراخ أمها من شدة الألم لم يدع لها مفرا من الخروج . . فانتعلت حذائها الأسود ذو الكعب العالي وخرجت مرتدية فستانها الأزرق القصير . . كانت عقارب الساعة تشير إلى العاشرة والنصف ليلا . . كل ما حولها في الطريق يثير الرعب . . وعيون الذئاب البشرية المتربصة هناك كانت تنهش جسدها الشبة عاري . .
تسارعت خطواتها وزاد انهمار الدموع من عينيها راحت تجري بسرعة
لم تعهدها من قبل لعلها تدرك الصيدلية قبل الإغلاق وعلى وقع خطواتها
اختل توازنها وسقطت على الأرض قبيل وصولها . . وقبل أن تستند على
يديها للنهوض كانت أيادي الوحوش البشرية تعيث فسادا في أنحاء جسدها
ولم يبعدهم عنها غير صوت قوي أجش جاء من خلفهم وإذا به لشيخ كبير
في السن كان بصحبة ابنته المحتشمة في لباسها والتي كان يزينها حجاب
ارتدته . . أخذ بيدها وهي تصرخ ثم وقفت على قدميها ونفضت الغبار
عن فستانها
.. . لم يدعها الشيخ وحيدة في هذا الليل الموحش بل سار معها وابتاع لها
الدواء . . وبعد أن أوصلها للدار وقف ناصحا لها بكلمات منها " بنيتي
لا تدعي لمثل هؤلاء سبيل إليك لا بكلمة ولا بحركة تصدر منك ولا برداء
تلبسيه . . بنيتي أنظري لجسدك بتمعن قبل أن ينظر إليه غيرك .. بنيتي
لا تخرجي لوحدك . . " وسار مبتعدا عنها ونظرات عينيها تراقب جمال
ما ترتدي ابنته . . وقبل بزوغ فجر جديد رمت كل ما تملك من لباس
غير محتشم . . ورأت نور الشمس في ذاك الصباح وهي متزينة بحجاب
لم يفارقها العمر أكمله . .
كتبها زيد الشمري