عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 2  ]
قديم 2008-05-09, 12:17 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي
الكون يصلي .. فلماذا لا تصلي ؟ ( 2)

تابـــــع ...

كلما نادى المنادي حي على الصلاة ..

تذكر هذه المعاني ، وقم بعملية تثوير لها في كل مرة ..

ثم انهض مشمرا ، حتى لا تتخلف عن ركب المسبحين الراكعين الساجدين ،

المتنافسين على بلوغ غاية السعادة ، وهم يستشعرون حقيقة عبوديتهم لله رب العالمين

وهم يشاركون هذا الكون كله صلاته وتسبيحه ..

كن على وفقا مع إيقاعات هذا الكون كله وهو يترنم بذكر الله ، وينشد بتنزيهه ، ويسجد بين يديه ..

في اليوم الذي تقرر أن تكون فيه على وفقا مع هذا الكون

في تحقيق العبودية لله ، يجعل الله هذا الكون معك ،

وعونا لك ، وخادما مسخرا بين يديك ،

من حيث تحتسب ومن حيث لا تحتسب ..

وفوق هذا ومع هذا ..

حين تكون منسجما مع هذا الكون ، لا تغرد خارج السرب ..

فإنك بالضرورة سوف تستشعر روعة ما أنت فيه ،

فكأنما أنت في مهرجان حافل بالحركة الموزونة ،

والأضواء السماوية الباهرة ، مهرجان من صنع الله تعالى ..

فتغدو لك في كل نظرة عبرة ..

وفي كل لفظة ذكر وتسبيح ..

وفي كل مشهد عامل دفع يشدك إلى الله تعالى ..

يذكرك بالله ، ويعاتبك على الغفلة عنه كلما غفلت ..!

فإذا وصلت إلى هذه الآفاق _ وهي قريبة منك غير مستحيلة عليك _

تكون بذلك قد خرجت فعلا من ضيق الدنيا ، إلى سعة الدنيا والآخرة

وتحررت من إطار المادة إلى ما وراءها مما لا يدركه مطموسو البصيرة ..

بداية الرحلة وزادها ومددها : الصلاة .. الصلاة .. الصلاة .

أما الفرائض فالمبادرة إليها ، والتشمير لها ..

وأما النوافل فالإكثار منها على قدر سعة وعائك ..

وتأمل الآن هذا الحديث لتعرف سر القصة كلها :

في الحديث القدسي فيما يرويه رسول الله عن رب العزة جل جلاله أنه قال ..

ما تقرّب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه ..

ولا زال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى ...... حتى أحبه ..

فإذا أحببته :

كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ،

ورجله التي يمشي بها .. ولئن سألني لأعطينه ، ولأن استعاذني لأعيذنه

..... أو كما قال عليه الصلاة والسلام ..

لو تأملت هذا الحديث جيدا ،

لأدركت أن القضية فوق ما كنا نصف ، وأكبر مما كنا نتحدث عنه ..

ولكننا نقرب المسائل ليس إلا ..

وبالله التوفيق .. ومنه المدد والعون .. نسأله سبحانه أن يقسم لنا من خشيته

ما يحول به بيننا وبين معاصيه .. ومن طاعته ما يبلغنا به جنته ،

ومن اليقين ما يهون به علينا مصائب الدنيا .. اللهم آمين .






كتبها بو عبدالرحمن