حـــــــوار
قال : جعلت شعاري : ( منذ عرفته ما جفوته ) .
_
قلت : فيكف عرفته ؟
قال : أقبلت عليه صادقاً ، فأقبل علي بألوان من الكرم والإحسان .
-
قلت : فكيف أقبلت عليه ؟
قال : رأيت آثاره في كل شيء من حولي تدعونني إليه ،
كذلك عرفته من توالي نعمه عليّ ،
وإحسانه إليّ ، ولطفه بي ، وستره عليّ ..
فتأملت هذا كله ، حتى أحببته حباً شغف قلبي ،
فما عدت أقدر أن أفقده أو أغفل عنه ..
-
قلت : ولكنك لا تزال بشراً ، من لحم ودم ، والغفلة من طبيعة الآدمي !
قال :
أحسنت ، كلامي عن الأصل ، أما الغفلة العارضة ، فهي طارئة ،
وفيها من الحكم ما يزدني شدا إلى الله ، وقوة إقبال عليه .
-
قلت : سبحان الله ، كيف هذا ؟
قال :
نعم حين أتأملها ، أجدها نعمة من الله ، وإن كانت تتضمن مرارة
يجدها القلب ، حين يفيق منها .. فإذا استأنف السير على ضوئها
تكشفت عن نعمة كبيرة ، حيث تتجلى لي فيها حكم كثيرة ، لابد لي منها ....!
-
قلت : سبحانك ربي .. هذا فضل الله يؤتيه من يشاء ..
قال : صدقت ، ولكن على العبد أن يسلك الطريق الموصل صادقا ،
وسيعينه الله وييسر له ، ويوصله إلى رضاه ..
فاستعن بالله ولا تعجز ..
كتبها بو عبدالرحمن