جـلال رهيب ،، وجمـال عجيب !!
في سكون الليل ، وفي لحظة التنزل الإلهي
_ كما ورد بذلك الحديث الشريف _
في لحظة روحية شفيفة .. في ساعة ربانية مملوءة بالنور ..
يجلس المؤمن مختلياً بربه يدير فكره في أعاجيب صنع الله تعالى ،
وآياته ، وأسمائه وصفاته ، ونحو هذه المعاني المشرقة ..
فإذا بقلبه يهتز ، وروحه تنتشي ..
فيبادر إلى الركوع والسجود بين يدي الله جل جلاله
ويجد لذته العظمى في لحظة السجود ، لأنه يستشعر قرب الرب سبحانه
ففي الحديث الشريف :
" أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ."
يا لها من لحظة روحية سماوية خالصة ،
ينسى فيها الإنسان نفسه ودنياه وهو بين يدي مولاه جل جلاله ..
قيل لبعض العارفين : أيسجد القلب ؟
قال نعم . سجدة لا يقوم منها أبداً ..!
تعالوا نعيش لحظات شفيفة محلقة مع هذه النجوى
نجوى شاعر تهز المشاعر
كلما أمعنَ الدجى وتحالكْ *** شمتُ في غورهِ الرهيبِ جلالكْ
وتراءتْ لعين قلبي برايا *** من جمـالٍ آنستُ فيها جمــالكْ
وترامى لمسمع الروح همسٌ *** من شفاهِ النجومِ يتلو الثنا لكْ
واعتراني تولّهٌ وخشوعٌ *** واحتواني الشعورُ أني حـيالكْ
ما تمالكتُ أن يخرّ كياني *** ساجداً واجداً ، ومن يتمالكْ !؟
نسأل الله أن يذيق قلوبنا حلاوة مناجاته ، والأنس به
لاسيما في جوف الليالي حين يكون أكثر الخلق في هذا العالم
بين يدي الشياطين تتلاعب بهم ذات اليمين وذات الشمال..!!
* * *
الأبيات للشاعر المبدع : عمر بهاء الدين الأميري
وأسوق من ديوانه الرائع هذه الأبيات المؤثرة أيضاً :
**
ترقدُ الدنيا ويحويها الظلامْ ....... فينــامُ الحسُ في الناسِ النيامْ
وعيـونُ الحسنِ تبقى أبداً ….... في خــلايا الكـونِ يقظى لا تنامْ
لا تراها غيرُ نفـسٍ أرقــتْ ...... من لظى الوجــدِ وتبريحِ الغرامْ
سرَحَتْ تلتمـسُ الطِبّ وفي ...... بهجـةِ الحسـنِ شفاءٌ وســـــلامْ
.....كـلّ ما في الكونِ من حُسنٍ صدى ….. لجمـالِ اللـه ، يا طيبَ الهيـامْ !
كتبها بو عبدالرحمن