الموضوع: لماذا الحزن؟
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 2  ]
قديم 2015-04-18, 5:20 PM
سيريانا
عضو مشارك
رقم العضوية : 131375
تاريخ التسجيل : 17 - 10 - 2010
عدد المشاركات : 185

غير متواجد
 
افتراضي
" الحزن هو من مبتغيات الشيطان "
إحزانك هو أعظم ما يفرح به الشيطان يقظة ومناماً ، لماذا يحب الشيطان أن يحزن ابن آدم ؟
لأنه يعرف أنه متى ما وقع الحزن في قلبه ضعف عن طاعة الله ، ليس حالنا كحال النبي صلى الله عليه وسلم كما عند أبي داود :
( إذا حزبه أمر قال أرحنا بها يا بلال )
لا ، بل كثير منا إذا أتته مصيبة يتعب ويحزن فتضعف عبادته ، ولذلك يحب الشيطان الحزن ، قال تعالى :
{إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئاً إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ }المجادلة10 .
بل إنه لا يتركك حتى في المنام ، النبي صلى الله عليه وسلم قال كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال :
( الرؤيا ثلاث ) يعني ما يراه ابن آدم ثلاث ، ذكر منها :
( تحزين الشيطان )
يعني يأتي إليك في منامك ببعض ما يحزنك ، هنا لا تستسلم ، ولذلك لما أتى رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم كما عند مسلم :"
( قال يا رسول الله إني رأيت في المنام أن رأسي قد قطع وأنه يتدهده وأنا أتبعه ، فقال صلى الله عليه وسلم لا تخبر بتلاعب الشيطان بك )

" الحزن كان يستعيذ منه النبي صلى الله عليه وسلم "
كما في الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه أنه قال : وانتبه معي إلى جمل هذه التعويذات
( كثيرا ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وغلبة الدين وقهر الرجال )
من كان حزينا مهموما أيكون نشطا ؟ لا ، يكون كسلانا عاجزا .
من كان مهموما محزونا أيكون شجاعا مقداما ؟ لا .
من كان مهموما محزونا أيكون منفقا باذلا متصدقا ؟ لا .
من كان مهموما محزونا أيكون قويا يتغلب على ما يأتيه إما بطريق الحق أو بطريق غير حق ؟ لا .
فـ ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من الهم والحزن ) ثم ذكر النتائج السلبية لهذا الحزن:
(والعجز والكسل والبخل والجبن وغلبة الدين وقهر الرجال)
" الحزن إذا استسلمت له فاتك أجر الله "
ولاسيما إذا كان تسخطا على أقدار الله عز وجل ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه :
( ما يصيب المسلم من نصب ولا هم ولا غم ولا أذى ولا حزن حتى الشوكة يشاكها إلا كفَّر الله بها من خطاياه )
ولذلك لماذا يستسلم الإنسان إلى الحزن وكل شيء مقدر
{ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ }الرحمن29
تفسيرها " أنه جل وعلا في كل يوم يفرِّج همَّاً ، ينفِّس كرباً ، يغني فقيرا ، يشفي مريضا "
عسى فرج يأتي به الله إنه .... له كلَّ يوم في خليقته أمر
" الحزن إذا أردت أن يذهب عنك فكن قريبا من الله "
يقول ابن القيم رحمه الله كما في زاد المعاد :
" من أعظم أسباب ضيق الصدر الإعراض عن ذكر الله ، وتعلق القلب بغير الله ، والغفلة عن ذكره ، ومحبة سواه ، فمن أحب شيئا غير الله عُذِّب به ،وسجن قلبه في محبة ذلك الغير ، فما في الأرض أشقى منه ولا أكسف بالا ، لا أنكد عيشا ، ولا أتعس قلبا ، ومحبة غير الله هي عذاب الروح ، وسجن القلب ، وضيق الصدر ، وهي سبب الألم والنكد والعناء "
" الحزن إذا أردت أن يذهب عنك فكن منفقا باذلا "
يقول ابن القيم رحمه الله كما في زاد المعاد :
" البخيل الذي ليس منه إحسان هو أضيق الناس صدرا ، وأنكدهم عيشا ، وأعظم همَّا وغمَّا ، وقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثلا للبخيل وللمتصدق كرجلين عليهما جُنَّتان )
الجٌنَّة : هي ما يلبس اتقاء ضربات السيوف .
( كرجلين عليهما جُنَّتان من ثدييهما إلى تراقيهما )
والترقوة : هي العظم الذي هو أعلى الصدر .
فيقول ابن القيم رحمه الله شارحا حديثه صلى الله عليه وسلم :
" فكلما همّ المتصدق بصدقة اتسعت عليه وانبسطت حتى يجر ثوبه " يعني حتى تغطي بدنه " وكلما همَّ البخيل بالصدقة لزقت كل حلقة مكانها فلا تتسع "
قال فهذا مثل انشراح صدر المتصدق وانفساح قلبه ، ومثل ضيق صدر البخيل وانحصار قلبه .
وقد قال رحمه الله في زاد المعاد :
" حال الصدر في القلب كحال العبد في القبر ، عذابا وسجنا وانطلاقا وحبسا "


الخطبة الثانية

إذا كنت محزونا حزينا فإن عليك كما سبق بذكر الله والإقبال عليه ، لكن مع هذا كله عليك " بالطعام البغيض النافع " هناك طعام هو بغيض نافع للمحزون ، تقول عائشة رضي الله عنها كما في الصحيحين :
( كان النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يأمر بالتلبينة ) وفي رواية البخاري : ( بالتلبين )
ما هي التلبينة ؟
" هي حساء دقيق أو من نخالة يوضع عليها ماء وتغلى ويوضع عليها بعض العسل وبعض اللبن ،ولذلك سميت تلبينة مأخوذة من اللبن لرقته وبياضه .
فتقول رضي الله عنها :
( كان صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يأمر بالتلبينة فيقول إنها تَجُمُّ فؤاد المريض وتذهب ببعض الحزن )
( تَجُمُّ ) ويصح ( تُجِمُّ ) ما معناها ؟
من الاستجمام ، حينما يستجم الإنسان ، فتكون له كذلك ، لأن المحزون تيبس أعضاؤه الداخلية فيأتي هذا الطعام ( البغيض النافع ) كما سمته عائشة رضي الله عنها في رواية البخاري ، لا يحبه المريض ولا يشتهيه ، لكنه نافع ، فإذا أتى هذا الطعام ليَّن ما يبس من أعضائه من الداخل ، ولذلك في رواية ( تَخُمُّ فؤاد المريض )
خممتُ البيت : يعني كنسته ، لأن المحزون فيه من الأوساخ والشوائب الداخلية ما يحتاج إلى أن ينظف ، فقال صلى الله عليه وسلم :
( إنها تَجُمُّ فؤاد المريض وتذهب ببعض الحزن )
( فكانت عائشة رضي الله عنها تأمر بها لكل مريض وكل محزون على الهالك )
يعني على الميت
وفي الرواية الأخرى : ( مجمَّة لفؤاد المريض )
وعند البخاري : ( كانت عائشة رضي الله عنها إذا مات ميت من أقربائها وأتى النساء اللواتي أصبن ، كانت تأتي بهذه التلبينة وتسقي هؤلاء النسوة اللواتي أصبن بفقد هذا الميت المحبوب لديهم ، كانت تسقيهم من هذه التلبينة )
وما ورد من حديث في المسند :
( إذا اشتكى أحد من أهله صلى الله عليه وسلم فإن البرمة لا تزال توقد في بيته )
يعني حتى يطعم منها
( حتى يوافي أو يلقى أحد طرفيه إما أن يبرأ وإما أن يموت )
فهذا الحديث فيه ما فيه من الضعف .
وكذلك الحديث الآخر أيضا في المسند من حديث عائشة :
( والذي نفسي بيده إنها لتغسل بطن أحدكم كما يغسل أحدكم وجهه بالماء من الوسخ )
أيضا هذا فيه ضعف .
سمعت ما سمعتم عن الحزن ، ولا أحد يسلم ، فهذه الكلمات النيرات مما قاله الله عز وجل وقاله النبي صلى الله عليه وسلم ، وقاله العلماء يستفيد الإنسان منها في حياته لاسيما في هذا الزمن ، سبحان الله – يفترض عقلا أنه كلما كان المجتمع في مدنية وكلما كان تحصيل الشيء من مطعوم أو مشروب أو ملبوس لديهم سهلا ، يفترض أن يكونوا أحسن الناس فؤاداً وأهنأهم عيشا ، لكن سبحان الله –بعض الناس يقول والله إني مهموم ، يعني حال الناس – وكل يسأل نفسه – وأنتم أعلم مني بأنفسكم ، وأنا أعلم منكم بنفسي – هل قبل عشر أو عشرين سنة حال الناس من حيث الراحة والسعادة كحالهم الآن ؟ الجواب : لا ، ما السبب ؟ السبب هو البعد عن ذكر الله جل وعلا ، مع أن الأمور تيسرت ، الآن معظم الشباب هداهم الله ومعظم الفتيات يجلسون ليل نهار ، صباح مساء على هذه الأجهزة ، وكل شيء متوفر ، جالس على سريره بهذا اللاب توب والجوال ، والأكل بين رجليه وبين فخذيه ولا صلاة ولا ذكر ولا قراءة قرآن –سبحان الله – وتصفح في برامج ومنتديات وفي مقاطع تغضب الله عز وجل ، فمن أين تأتيك السعادة ، والله لو ذهبت يمنة ويسرة ، والله لن تجد السعادة إلا في طاعة الله ، قرْ عينا ، والله لو سكنت القصور وعندك من العقارات ومن الاستراحات وسافرت في السنة عشر مرات لدول أوروبية أو لدول أخرى ، والله إذا لم يكن القلب مليئا بطاعة الله وذكر الله فوالله لن يسعد ، فنسأل الله أن يهدي شبابنا .[/CENTER][/LEFT][/CENTER][/COLOR][/SIZE]

منقول للأمانة


توقيع سيريانا