أظن والله أعلم أن زوجة الأخ قد تمر بتغيرات نفسية تصاحب فترة الحمل فتجعلها تميل للبُعد و التواري عن الناس وحتى أخت زوجها برغم المودة والمحبة بينهما وشخصيتها التي تدخل السرور عليها وبعد الوضع والولادة تعود لطبيعتها وتفتح لها قلبها كما سبق وتتبادلان الأسرار فيما بينهما وربما فيها نقاش متعلق بالنكاح والوظيفة وقد يتزامن حدوث هذا مع بداية فصل الربيع , والله أعلم .
التعليل :
زوجة أخي جالسة على طرف سريري : حدوث بُعد وفجوة بينهما رغم شخصيتها التي تدخل السرور على أخت الزوج " الطرف : البُعد -الشخص السرير : الذي يسُر من حوله ويبرهم - الطارف من المال : المستحدث - وطرفته : أعطيته شيئاً لم يملك مثله فأعجبه - والسرير : النعمة - و سرير العيش : دعته وهو قرين الوظيفة - كما تقول العرب للنكاح سراً لأنه يُكتم .
و أنا أعاتبها : العتاب اللوم للأخ او الصديق وهو دليل المحبة والمودة
أعاتب ذا المودة من صديق ****** إذا ما نابني منه إجتناب
إذا ذهب العتاب فليس ود ****** ويبقى الود ما بقي العتاب
ليش حملت وجابت بنت : تدل على البُعد والإجتناب , قال تعالى : {فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَاناً قَصِيّاً }
22مريم ونلاحظ إقتران الحمل بالتباعد .
وقال تعالى : {وَيَجْعَلُونَ لِلّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُم مَّا يَشْتَهُونَ{57} وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ{58} يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ{59} النحل وهنا نجد أنه ومع البشارة بالبنت تكون المواراة والبُعد عن الناس والتخفي عنهم .
ولا قالت لنا : كتمانها و أخفارها وبعدها عنهم .
وبعدين قامت : وضعت حملها .
فتحت دولابي : عادت تفاتحها في مواضيعها و أسرارها و أمورها الخاصة و تناقشها فيها .
وكان فيه ملابس واجد : قال تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ{26} الأعراف , فهو نعمة دليل الستر والزينة وقد ترمز للنكاح وسعة الرزق والوظيفة .
بينهم بلوزة لونها وردي : البلوزة من الملابس وتدل على الستر وزينة المرأة وكذا اللون الوردي وقد يرمز اللون الوردي أيضاً لزمن وقوع الرؤيا وهو وقت إزهار النبات وموسم الربيع .
وجلابية طاؤوس : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }الأحزاب59أي مزينة وفيها حُسن وهي قرينة الزواج , وجلابية كالغطاء من الورود لأن العرب تقول طاؤوس للأرض المخضرة التي عليها كل ضرب من الورد أيام الربيع وهي هنا دلت على زمن حدوث و وقوع الرؤيا أي فصل الربيع , والله أعلم .