عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2008-05-05, 7:34 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي في بيت المرايا !!
في بيت المرايا !!
قال الراوي :
أدخلته بيت المرايا ، فلما رأى نفسه فيها انفجر ضاحكاً ،
ثم عاد يقف أمام كل مرآة منها متأملاً ،
وكل منها يظهره بشكل مختلف وغريب عن الأخرى ،
تارة يبدو بديناً تكاد بطنه تسقط لثقلها ..!
وتارة يبدو نحيفاً طويلاً كأنه قلم رصاص !!
وتارة يبدو قزماً يكاد يلتصق بالأرض !!
وتارة يبدو برأس ضخم للغاية على جسد صغير !!
وتارة يبدو بصدر كبير ، وخصر نحيل ... وتارة وتارة وتارة ..
وكنا نضحك من حوله ، حتى دمع بعضنا ،
وناولني آلة التصوير ، وطلب مني تصويره من خلال المرآة ،
على هذه الأشكال العجيبة ، لتكون ذكرى يعود إليها !!
وبينما كنت أقوم بعملية التصوير ، كان زملاؤنا قد انسحبوا إلى المطعم القريب ،
وعند آخر مرآة بقي صاحبي متسمراً وهو يحدق فيها ،
فقربت منه لأنبهه ، فما راعني إلا أن رأيته يبكي !
فحاول إخفاء وجهه ، إلى الناحية الأخرى ،
فاستحلفته أن يخبرني عما به ، وما أصابه ، فقال :
.
استطيع أقول لك أنها دموع فرح ،
أو هي دموع حياء ، أو هي دموع خوف !
قلت : ما زدتني إلا غموضاً !! أفصح يرحم الله والديك !
قال : حين كنت أستعرض هذه الصور العجيبة ،
كان يدور في ذهني كيف لو أن الله سبحانه خلقني على مثل هذه الصور ،
أعني على مثل واحدة منها ،
فأصابتني رعدة ، فجعلت أحمد الله في سري ،
وكلما توالت الصور يزداد حمدي لله عز وجل ،
فهذا سر بكائي فرحاً ، فهو بكاء شكر ..
ثم تذكرت قصوري وتقصيري مع الله ، وتفريطي في جنب الله ،
وتكاسلي عن النهوض لما يريده مني سبحانه ،
مع أن من حقه أن أطيعه ولا أعصيه ، وأن أذكره ولا أنساه !!
فهذا بكاء الحياء من الله سبحانه ،
كيف يواصل إحسانه إلي ، وأنا لا أزال في شدة تقصيري معه !
ثم أتذكر قصة بعض السلف ،
حيث روي عنه أنه كلما استيقظ رأى وجهه في المرآة ،
ثم يشرع في حمد الله تعالى ، فلما سئل عن ذلك ، قال :
أخاف أن يمسخني وأنا نائم ..!!!
فكلما رأيت وجهي في المرآة على حاله ،
أحمد الله سبحانه أن حلم عني ، وأمهلني .!
ثم قال : وهذا سر طلبي منك أن تصويري أمام كل مرآة منها ،
لأجدد مثل هذه المعاني في نفسي ،
لعلي أحرك بها مشاعر ربانية سماوية في قلبي .!!
.
قال الراوي :
فلم أملك إلا أن أعانقه وأقبله ، وأنا أتمتم له بالدعاء ..!




كتبها بو عبدالرحمن