تائبة ..!!
= = = = = = = =
قد جئتكَ ربي نادمـةً *** أحمـلُ خوفي ورجائي
عن بابكَ أعرضتُ طويلاً ** جرفتني موجةُ أهوائي
وظنـنتُ بأني مترعـةٌ ** حبـاً ، يسـري بدمائي
ومضى قاربُ عمري يجري ** تصغرُ عندي أخطائي
وجهدتُ لكي أبدو نجمـاً ** يبسـمُ بيـنَ الأنـواءِ
أنكرتُ على نفسي ضيقي ** ضنكي ، ضعفي وبكائي
حاولتُ كثيـراً أن أحيـا ** نجمـاً يعلـو بسمـائي
بقيـتْ روحي حائـرةً ** وطفقـتُ ألملمُ أشـلائي
أدركـتُ بأني عـابثةٌ ** سكرى ، من خمرِ الأهواءِ
وسألتُ القلبَ على وجلٍ ** هل تدركُ سراً لعنائي ؟
فأجـابَ كسيراً يتلظى ** يشكو من مرٍ ، وبـلاءِ
ما قيمةُ عمـرٍ نقطعُهُ ** في بُعدٍ ، تعسٍ وشقاءِ ؟!
وإلـهُ الكـونِ ينادينـا ** لـن أقطعَ عنـكم آلائي
مَـنْ آبَ إليّ أمنحـهُ ** فيـضَ عطاءٍ ورجـاءِ
أغمـرهُ حبـاً وحناناً ** أمنحهُ نـوري وولائـي
فيعيشُ العمرَ على نورٍ ** وسعيداً بيـن الأحيـاءِ
مَـنْ أعرضَ عني أُهملهُ ** فيغوصُ بوحلِ الأهواءِ
يُسقى خمـراً من وحلٍ ** يهوي في جُبّ الأنواءِ
أيظنُ النارَ جنى وردٍ ؟ ** يزدادُ عنـاءً بشقاءٍ !؟
أمهلهُ عسى يأتي يوماً ** فيشـبُ ضياءً بولائي
قد جئتكَ ربي نادمـةً ** أحملُ خوفي ورجـائي
أبدلني أيا ربي عمراً ** أملأهُ بدمعي وبكائي !
كتبها بو عبدالرحمن