الموضوع: أصناف الناس
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2008-05-05, 5:44 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي أصناف الناس
أصناف الناس
= = = = =
ثمة أناس عاشوا منذ الابتداء في أجواء الطاعة ، وحب الخير ،
هؤلاء أقرب إلى الانفعال مع النصيحة والموعظة ،
وهؤلاء من جهة ، أسرع الناس عودة إلى الله حين تزل بأحدهم قدمه ،
بسبب رعونات نفس ، أو ضغط هوى ،
غير أن الأصل عند هؤلاء أن أفراح السماء لا تزال تتراقص في قلوبهم ..!
.
وثمة أناس عاشوا زمناً في إعراض عن هدي الله سبحانه ،
ومضوا يركبون أهواءهم ،
ثم بسبب ما ، يقررون الاصطلاح مع الله عز وجل ،
فإذا هم يشمرون للحاق بالقافلة المسافرة إلى الفردوس ،
وتكون عزيمتهم ماضية ، وهمتهم كبيرة ، وحرقتهم شديدة ،
وإخلاصهم في الإقبال على الله عظيم ،
هؤلاء في كثير من الحالات قد يسبقون الصنف الأول ،
لأنهم قرروا تعويض ما فاتهم ، فشمروا لعمل كبير ،
ووطنوا أنفسهم على تعب كثير ، وقد قيل :
ليس الطريق لمن سبق ، إنما الطريق لمن صدق ..!
.
وفريق ثالث لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ..!!
عين على الطاعة ، وأخرى على المعصية ،
ساعة مع الله ، وساعات مع الهوى والشيطان ،
خلطوا عملاً صالحا ، بأعمال سيئة ..
وكثير من هؤلاء لأنه يرى الصنف الرابع يملأ الدنيا من حوله ،
فيقيس نفسه عليه ، ومن ثم يرى نفسه على خير ،
ويحسب أن ما هو فيه ، هو مطلوب الله منه ،
فقنع بهذا التذبذب ، ويعيش عليه ..!
.
أما الفريق الرابع فقوم ألغوا عقولهم بالكلية ، وركبوا خيول الهوى الجامحة ،
تمضي بهم في أوحال الشهوات ، لا رغبة عندهم في إتيان أبواب الطاعات ،
آثروا أن يعيشوا مع نزواتهم فحسب ،
لا يحبون الناصحين ، ولا يرغبون حتى في رؤيتهم ،
ويحسبون أنهم على شيء ، وأي شيء !!
.
والله عز وجل يخاطب هؤلاء جميعا بأصنافهم المتنوعة ،
ويرسم لهم المعالم ، ويضع لهم الحروف واضحة ،
ويدلهم على صفات أحبابه وأوليائه ، ليتحلوا بها فيحبهم ويرضى عنهم ،
ويذيق قلوبهم السعادة الحقيقية ،
ويحدثهم عن صفات أعدائه ممن سخط عليهم ، حتى ينفروا منها ،
ولا يقربوا من حماها ، ويوالي عليهم قصص مصارع الغابرين ،
من الطغاة والجبابرة والمعرضين عنه ، ليعتبروا ،
فإن الأيام دول ، والأمم السابقة كانوا اشد قوة ، وأكثر باسا ،
وأعظم جندا ، ولكن ذلك كله لم يغن عنهم شيئا ، أمام انتقام الله منهم ،
فطوتهم يد القدرة ، وأصبحوا نسيا منسيا ،
وما جاء على أولئك سيأتي على هؤلاء ، اليوم أوغدا ،
وإن غدا لناظره قريب ، فكل آتٍ فهو قريب ، أقرب مما يتصورون ..!
.
وحدثهم عن قصر عمر الحياة الدنيا ، وكيف أنها ستطوى ،
وسيجدون أنفسهم في ساحة الحساب ، يحاسبهم على مثاقيل الذر !!
فكان الأصل أن يفكر هؤلاء بهذا كله ، فيتعظوا ويعتبروا ،
ويصطلحوا مع ربهم ، قبل أن يأتي يوم :
لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ .
لقد قال العارفون ، وكرروا ما قالوا :
إن المصر على المعصية مجنون !!
فكيف بمن أصر على معاداة دين الله سبحانه ، ومحاربة أهله ، والتنكر لقيمه !؟!

يوشك أن يأخذه الله أخذا شديداً ، فيُمسي عبرة مثيرة ،
لكل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ،
فلا هو بقي في دنياه مستمتعا ،
ولا هو حصّل الآخرة ، فيسعد فيها سعادة لا شقاء معها أبداً ..!!
محروم ورب الكعبة ، وإن توهم أنه أسعد الخلق أجمعين ..!





كتبها بو عبدالرحمن