عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 4  ]
قديم 2015-03-25, 10:30 PM
البركة سليمان
مشرفة سابقة منتدى الشؤون الأسرية والمشكلات النفسية والاجتماعية
رقم العضوية : 188581
تاريخ التسجيل : 30 - 1 - 2014
عدد المشاركات : 6,154

غير متواجد
 
افتراضي



خلق الإيثار:


من أخلاق المسلم التي اكتسبها من تعاليم دينه، ومحاسن إسلامه، الإيثار على النفس، وحب الغير، فالمسلم متى رأى محلاً للإيثار آثر غيره على نفسه، وفضله عليها، فقد يجوع ليشبع غيره، ويعطش ليروى سواه، بل قد يموت في سبيل حياة آخرين، وما ذلك ببعيد ولا غريب على مسلم تشبعت روحه بمعاني الكمال، وانطبعت نفسه بطابع الخير وحب الفضيلة والجميل. تلك هي صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة؟ والمسلم في إيثاره وحبه للخير ناهج نهج الصالحين السابقين، وضارب في درب الأولين الفائزين الذين قال الله تعالى فيهم في ثنائه عليهم: "وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" سورة الحشر:9. (منهاج المسلم لأبي بكر الجزائري الفصل الخامس صـ 144).

معنـى الإيثـار:
الإيثار هو أن يقدم الإنسان حاجة غيره من الناس على حاجته، برغم احتياجه لما يبذله، فقد يجوع ليشبع غيره، ويعطش ليروي سواه.


نماذج رائعة:
عندما هاجر المسلمون من مكة إلى المدينة، كانوا لا يحملون من متاع الحياة سوى ثيابهم البالية، وأجسادهم المنهكة، وثقتهم بموعود الله، فوقف الرسول صلى الله عليه وسلم محدثاً الأنصار قائلاً لهم: "إخوانكم تركوا الأموال والأولاد، وجاؤوكم لا يعرفون الزراعة؛ فهلا قاسمتموهم؟ "قالوا: نعم، يا رسول الله! نقسم الأموال بيننا وبينهم بالسوية، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: "أوَ غير ذلك؟ قالوا: وما غير ذلك يا رسول الله؟ قال: "تقاسموهم الثمر، قالوا: نعم يا رسول الله،بم؟ قال: "بأن لكم الجنة"، وفيهم نزل قول الله تعالى: "وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" سورة الحشر:9.، راجع تفسير الإمام الطبري لسورة الحشر، وصحيح الجامع للألباني.
و لو لم يكن من فضائله إلا أنه دليل كمال الإيمان، وحسن الإسلام ورفعة الأخلاق لكفى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يُؤمِنُ أحدُكم حتى يُحِبَّ لأخيه ما يُحِبُّ لنَفْسِه" متفق عليه، وفي صحيح مسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه (أو قال لجاره) ما يحب لنفسه" وفي رواية: "لا يؤمن عبد حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه من الخير"(راجع صحيح الجامع للألباني).
ومن جميل ما يروى في الإيثار عن سلفنا الصالح، عن أبي الحسن الأنطاكي أنه اجتمع عنده نيف وثلاثون رجلاً لهم أرغفة معدودة لا تكفيهم شبعاً، فكسروها وأطفأوا السراج، وجلسوا للأكل، فلما رفعت السفرة؛ فإذا الأرغفة محلها لم ينقص منها شيء، لأن أحداً منهم لم ياكل إيثاراً للآخرين على نفسه حتى يأكلوا جميعاً! .(منهاج المسلم لأبي بكر الجزائري الفصل الخامس صـ 146).




الإسلام الحق ( شكرا لك وبارك الله فيك )



توقيع البركة سليمان
شكــــــــــــــــــــــــرا لك وقفة محاكاة على التصميم والكلمات المعبره، وربنا يعافيك ويعافي من تحبين من كل شر.
https://www.youtube.com/embed/gOht2y7fZWA?ecver=2

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها