عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 2  ]
قديم 2008-05-02, 9:14 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي
ما يجب على الخطيب تجنبه



قال صاحب "البيان والتبيين": قال بعض الربانيين من الأدباء وأهل المعرفة من البلغاء ممن يكره التشادق والتعمق ويبغض الإغراق في القول والتكلف والاجتلاب ويعرف أكثر أدواء الكلام ودوائه وما يعتري المتكلم من الفتنة بحسن ما يقول وما يعرض.



فلا عجب ولا اغترار ولا ترفع على المتلقي بل تواضع ووقار ولا تشدق ولا تنطع ولا تفيهق.



أهم مميزات الخطابة

نستعرض بعض مميزات الخطبة في الإسلام والتي يجب على الخطيب أو مَن يشرع في سلوك طريق الخطابة أن يلم بها وأن يكون على درايةٍ بها، ومنها توسط الخطبة فلا هي بالقصيرة التي لا تضيف شيئًا ولا هي بالطويلة التي تدفع المستمع إلى الملل.



1- تقسيم الخطبة إلى مقدمة وعرض للموضوع وخاتمة

2- اشتمال الخطبة على آياتٍ وأحاديث وآثار السلف



مراحل إعداد الخطبة وتكوينها

1- مرحلة اختيار الموضوع

2- مرحلة إيجاد العناصر وتركيبها

3- مرحلة اختيار الأدلة

4- مرحلة التعبير الخطابي







* مرحلة اختيار الموضوع:

هذا الموضوع لا بد أن يتناسب مع المناسبة ويتناسب مع عقلية المخاطبين فليس من المناسب أن يتحدث الخطيب عن الطلاق في حفل عرسٍ والعكس، ولاختيار الموضوع لا بد من اعتبارات ثلاث:



1- عقلية المخاطبين وتنوعها، فإن لكل مقامٍ مقال

فالناس ثلاثة أقسام:

أ- العلماء أصحاب العقول الصحيحة: قال تعالى:?ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ? (النحل: من الآية 125) ودعوتهم تكون بالدلائل القطعية.

ب- عوام الناس: وهم ذوي النفوس الكدرة ليس بها من العلم إلا اللمم، هؤلاء تكون مخاطبتهم بالموعظة الحسنة؛ لأنه لا عتادَ عندهم وكثيرًا ما تُستمال قلوبهم وعواطفهم.

ج- أصحاب جدلٍ وخصام ومعاندة: هؤلاء رسخ في عقولهم الباطل فدعوتهم تكون بالجدل بالتي هي أحسن المأمور به في الشرع.. قال تعالى: ?وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ? (النحل: من الآية 125).



· المناسبة:

خطبة النكاح لا تنفع أن تلقى في الجمعة ولا المناسبة الوطنية ولا التأبين، فلا بد أن يُراعي الخطيب المناسبة التي سوف يُلقي فيها خطبته، فما ينفع لخطبة العيد لا ينفع في النكاح أو المناسبات الوطنية أو العزاء فلكل مقامٍ مقال.



· مراعاة نفسية المخاطبين:

حيث مستمع المدينة غير مستمع القرية وعوام الناس غير المثقفين؛ لذا فالخطيب الماهر هو الذي يدرس هذه المستويات ويوجد ما يناسبها من خلال معايشة أفراد هذه المجتمعات والمشاركة في مناسباتها بحزنها وفرحها فيقف على نفسية وطبيعة تلك المجتمعات التي تختلف طبائعها ونفسياتها؛ حيث يجب على الخطيب أن يُراعي مَن يخاطب، وأن يُحدِّث الناس ويخاطبهم على قدرِ عقولهم لغويًّا وفكريًّا فلكل فئةٍ أو طائفة من البشر ثقافات وعادات جامعة تجمع فئةً ما من البشر على الخطيب أن يراعي أنه يخاطب ألوانًا من البشر منهم المثقف ومنهم العامي والجاهل، ومنهم مَن هو متوسط الثقافة فعليه أن يخاطب أهل الحضر بما يناسب أهل الحضر، وأن يخاطب أهل القرى بما يناسب أهل القرى لغويًّا وفكريًّا فما يصلح أن يخاطب به أهل القرى قد لا يصلح أن يخاطب به أهل المدن والحضر والعكس.





· إيجاد العناصر وتركيبها:

وهي تنظيم الموضوع ووضعه في عناصر وتركيبها بحيث يراعي التسلسل المنطقي للعناصر.

مثال:

موضوع الأمانة

الأمانة في ضوء قوله تعالى: ?إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا? (النساء: من الآية 58).

تكون عناصر الموضوع كالتالي:

أمانة الإنسان مع الله- أمانة الإنسان مع نفسه- مع أهله- مع الناس



فتكون النتيجة "الأمانة وأثرها في المجتمع"