الوقفة السادسة:
يقول رب العزة والجلال: (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ). [سورة المؤمنون، الآية: 115].
ويقول عليه الصلاة والسلام منوّها لقضية الحفاظ على الوقت: " لا تزول قدم ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس: عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه، وماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وماذا عمل فيما علم". [رواه الترمذي].
وقال الشاعر:
دقات قلب المرء قائلة *** إن الحياة دقائق وثواني
من هذا يُعلم أهمية الوقت الذي ضيعته كثير من النساء هدراً في الغيبة والنميمة، والأحاديث السقيمة، ومطالعة المسلسلات، والذهاب إلى أماكن الفتن والمنكرات، فلا هي حفظت وقتها من الضياع فيما لا ينفع، ولا هي استغلته فيما ينفع، فلم تزد رصيدها لما بعد الموت، فما زادت صلواتها نفلاً، ولا صيامها تطوعاً، ولا التزمت ذكراً ولا قرآناً ولا تدبراً، ولا مطالعةً لكتاب نافع.
الوقفة السابعة:
الحذر ثم الحذر من الأسواق ومشاغل الخياطة، ذلك السم الزعاف، فكم من امرأة تجد متعتها في التجول في هذه الأماكن، وكأنه لا يوجد غيرها لقضاء الأوقات!..
راجعي نفسكِ، فما الداعي للتجول في هذه الأماكن بدون حاجة؟!.
فكم من قدم زلت في بلاط هذه الأماكن؟.!.
وكم من أموال صرفت في اقتناء ملابس ذات كتابات ورسومات حملت اسم قسيس، وأخرى اسم مغني، وثالثة حملت عبارة تسب الله ورسوله؟!.
وكم من قطعة زخرفت بهيئة فاحشة، أو صليب؟!.
وكم من امرأة تعلقت مجسماً يرمز إلى أمر عظمه الكفار، أو صورة رجل من القوم حارب الإسلام وأساء إلى المسلمين، وكل ذلك بحجة التجمّل، وكأن الجمال حصر فيها، أو بحجة التطور والحضارة، وكأن الإسلام لا يعنيها!.
وكم من امرأة دخلت مطعماً، وقد يكون صانع الطعام غير مسلم، ولا تدري بأي حال صنعه؟!.
وكم من امرأة طلبت أكلة لا تعرف معنى مسماها؟!.
فهلا سألت نفسها عن معنى تلك الأسماء، فالمسلم كيّس فطن، فإن لم تكوني تعلمي فهاك بيان بعضها، فهي أسماء ممثلين كفار وقسيسين، وبعضهم أحدث هذه الأسماء ضد المسلمين.
وقد تصل بهم الجرأة أن يسموا بأسماء حيواناتهم، وقد يسمون بما تعف الألسنة الطاهرة عن ذكره.
علاوة على ذلكم ورغم الحواجز فالمكان فيه اختلاط حيث الألوان الجذابة والنقوش الخلابة، التي تقول (هَيْتَ لَكَ) هذا بالإضافة إلى مقدم الطلب، ذاك الشاب الذي صرف على حسن مظهره ما تصرفه عروس ليلة زواجها، ليس لشيء إلا لجذب الزبائن.
أما الأسعار فحدث عنها ولا حرج، ولو صرفت تك الأموال في صدقة جارية لكان خيراً وأبقى.
وأما المشاغل فهي لا تقل خطورة عن سابقيها، فكم من امرأة دخلتها وخرجت غير التي دخلت، وقد غيرت وبدلت.
أفبعد هذا ستذهبين؟!.
نحن لسنا ضد التجمل، أو الأكل مما لذ وطاب، ولسنا ضد الترويح عن النفس وتسليتها، ولكن يجب أن يكون ذلك وفق ما جاء به شرعنا، ورضيه لنا ربنا، فهو القائل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ). [سورة البقرة، الآية: 172]. ْورسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول: "إنّ الله جميل يحب الجمال".
الوقفة الثامنة:
قال الله تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ). [سورة فصلت، الآية: 33].
وقال الرسول صلى الله عليه وسلّم: "بلغوا عني ولو أية".
لقد تهاونت كثيراتٌ من المسلمات في هذا الأمر، فالدعوة إلى الله مسؤولية كل مسلمة في بيتها ومدرستها ومع جيرانها ووسطها الذي تعيش فيه، وذلك بكل وسيلة، وبشتى الأساليب الحسنة، مبتدئة بالكلمة الطيبة، والقدوة الحسنة، والصبر شعاراً، مستخدمةً قلمها ولسانها وجوالها وكتابها وشريطها لخدمة هذا الدين، مستنيرة بهدى أمره صلى الله عليه وسلّم، عاملةً بما أمر، ومجتنبة ما نهى عنه وزجر.
الوقفة التاسعة:
تجديد توحيد الله:
فقد تهوي بالإنسان القدم في مزالق الردى، وقد يجمّل له الشيطان أمراً فيتبع هواه، وحينها فقد يشرك بالله، وهذا - للأسف الشديد - منتشر بين النساء، حيث تأمرها نفسها الأمارة بالسوء بزيارة كاهن أو عرّاف أو ساحر أو مشعوذ، تطلب منه خدمة، فلا يزال بها حتى تقع في شراك الشرك، ووحل الرجعية الأخلاقية، وحينها لا تملك سوى المبادرة بالتوبة وتجديد التوحيد. فالذهاب لمثل هؤلاء كفر، لقول الرسول صلى الله عليه وسلّم: "من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه فيما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم".
الوقفة العاشرة:
يا نساء المسلمين، لستن كأحد من نساء العالمين، فأنتن صاحبات رسالة، وبين أيديكن رجال الأمة، فأنتن على ثغرة، فهيهات هيهات أن يؤتى الإسلام من قبلكن، فالأعداء قد وجهوا لكنّ الأنظار، وكثفوا الجهود والأموال للسيطرة على الأمة عن طريقكن، وذلك بحرب باردة، غلفوا قنابلها بأرق العبارات، وأروع الكلمات، منادين بحرية المرأة واستقلالها، فالطعم الذي دسه الأعداء مسموم، يرمي لاستئصال كل معاني النبل والحياء.
معشر النساء المسلمات، الضوء أحمر، والطريق ملغوم، ورغم الاحتياطات فالخطب أعظم مما تصورنا، حيث تقول إحدى الكافرات الغربيات: "ما وجدنا أضعف عقولا من النساء المسلمات، فهن غالباً تابعات، لا متبوعات، وسنجتهد في إضلالهن، لأن دينهن قام بامرأة، وبها ننهيه".
فكوني موآزرة لمن قام بأمر هذا الدين، ولا تكوني معول هدم في يد العابثين.
إذاً ما عليك إلى أن تسيري إلى الأمام متحلية بحلية نساء خير الورى، شامخة أبية، بأخلاق إسلامية، وآداب شرعية، متحلية بحياء فاطمة وهي توصي علي: "ناشدتك الله أن تدفنني بليل". وهذا وهي في الموت، فكيف كانت في الحياة؟!.
كوني مستمدة قوة وثبات سمية بنت خياط، مدافعة عن الدين بقوة أم عمارة، فلا عجب لو سرتي إلى الوراء من أجل الإقتداء بكل عزة وإباء وشموخ وعلياء، فلا تكوني عالة على الإسلام، إمعة فيه، تفعلي ما يفعل غيرك.
كوني أنت، فقط بمنظار الدين والصلاح، وتذكري أن أمامك جنة عرضها السموات والأرض، فلا تبيعيها بزخرف دنيا فانية.
فبادئي من الآن جد ** واعزمي لبناء مجد.
العاتي بنت جديد العتيبي *