عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 2  ]
قديم 2015-01-13, 4:55 AM
ام اسامة حجازي
عضو نشط
رقم العضوية : 192532
تاريخ التسجيل : 15 - 12 - 2014
عدد المشاركات : 228

غير متواجد
 
افتراضي
ولهذا كان في كلام الشيوخ: الناس يطلبون العزَّ بأبواب الملوك ولا يجدونه إلا في طاعة الله، وكان الحسن البصري يقول: وإن هملجت بِهم البراذين، وطقطقت بهم ذُلل البغال، فإنّ ذلّ المعصية في رقابهم، أبى الله إلا أن يذلَّ من عصاه. ومن أطاع الله فقد والاه فيما أطاعه فيه، ومن عصاه ففيه قِسط من فعل من عاداه بمعاصيه، وفى دعاء القنوت أنّه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت"[7]. 5- تخليص القلب من ألم الحسرة:
قال ابنُ القيم: "فأضرُّ شيءٍ على القلبِ إرسال البصر، فإنّه يريه ما يشتدّ طلبه، ولا صبر له عنه، ولا وصول له إليه، وذلك غاية ألمه وعذابه"[8].
قال الأصمعيُّ: رأيتُ في الطواف جاريةً كأنّها مهاة، فجعلتُ أنظر إليها، وأملأ عيني من محاسنها، فقالت لي: يا هذا ما شأنك؟ قلت: وما عليكِ من النظر؟ فأنشأت تقول:
وكنتَ متى أرسلتَ طرفك رائدًا لقلبك يومًـا أتعبتـك المناظـرُ
رأيتَ الذي لا كلَّـه أنت قادرٌ عليـه، ولا عن بعضه أنت صابرُ[9]
6- يفتح له طرق العلم وأبوابه:
قال ابن القيّم: "وذلك بسبب نور القلب، فإنّه إذا استنار ظهرت فيه حقائقُ المعلومات، وانكشفت له بسرعة، ونفذ من بعضها إلى بعض"[10].
7- يقوّي العقل ويزيده ويثبته:
قال ابن القيّم: "فإنّ إطلاق البصر وإرساله لا يحصلُ إلاّ من خفّة العقل وطيشه وعدم ملاحظته للعواقب، فإنّ العقل ملاحظة العواقب"[11].
8- يخلّص القلب من سكر الشهوة ورقدة الغفلة:
قال ابن القيم: "فإنّ إطلاق البصر يوجب استحكام الغفلة عن الله والدار الآخرة، ويوقع في سكرة العشق، كما قال الله تعالى عن عُشّاقَ الصور: {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِى سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ} [الحجر:72]. فالنظرة كأس من خمر، والعشق هو سكر ذلك الشراب، وسكر العشق أعظم من سكر الخمر، فإنّ سكران الخمر يفيق، وسكران العشق قلما يفيق"[12].

[1] أخرجه الحاكم (4/313-314)، وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه"، وقد قال الذهبي: "فيه إسحاق بن عبد الواحد القرشي، وهو واهٍ، وعبد الرحمن الواسطي ضعفوه"، قال سعد الحميد بعد أن ساق طرق الحديث ورواياته في تحقيقه لمختصر استدراك الحافظ الذهبي على المستدرك (6/2991): "وعليه فالحديث حسن لغيره بمجموع الطرق الصالحة للاعتبار مما تقدم، والله أعلم".

[2] مجموع الفتاوى (15/420).

[3] أخرج مسلم نحوه في كتاب النكاح (1403) من حديث جابر رضي الله عنه.

[4] مجموع الفتاوى (32/5-7).

[5] روضة المحبين (ص 118).

[6] روضة المحبين (ص 118).

[7] مجموع الفتاوى (15/426).

[8] روضة المحبين (ص 113).

[9] الجواب الكافي (ص164).

[10] روضة المحبين (ص 118).

[11] روضة المحبين (ص 120).

[12] روضة المحبين (ص 120).