وبتذكرك أسماء الله وصفاته وأفعاله دائماً وبالليل والنهار
ينشأ نور الإيمان في قلبك ،
يريك ذلك النور أنك واقف بين يدي ربك عز وجل ،
فتستحي منه في خلواتك وجلواتك ،
وترزق عند ذلك دوام المراقبة للرقيب ،
ودوام التطلع إلى حضرة العلي العظيم ،
حتى كأنك تراه وتشاهده من فوق سماواته ،
مستوياً على عرشه ، ناظراً إلى خلقه ،
سامعاً لأصواتهم ، مشاهداً لبواطنهم ،
فإذا استولى عليك هذا الشاهد
أزال عنك هموم الدنيا كلها ،
وتعلقت بربك واتخذته وحده وكيلا ،
ودخلت جنته في هذه الدنيا
قبل جنته التي في الآخرة .
فأنت بين يدي ربك ناظراً إليه بقلبك ،
والناس في حجاب الدنيا .
فتأمل وتفكر واقرأ !!
فتأمل وتفكر واقرأ هذا الكلام
لتشاهد ربك في الدنيا بعيني قلبك ،
وسوف تراه يوم القيامة ببصرك ،
فإنه
" إذا دخل أهل الجنة الجنة ،
يقول الله تبارك وتعالى :
تريدون شيئاً أزيدكم ؟
فيقولون : ألم تبيض وجوهنا ؟
ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار ؟
فيكشف سبحانه وتعالى الحجاب ،
فما أعطوا شيئاً أحب إليهم
من النظر إلى ربهم عز وجل "
( مسلم )
وأما
{ وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى
فَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا } .
{ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ
وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ } .
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷
والحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
تأليف : د . صالح بن عبد الله الصياح