عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 2  ]
قديم 2008-04-21, 10:28 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي
تضمنت السورة جملة من القضايا منها:
خلق آدم عليه الصلاة والسلام أبو البشر وما ذكر الله جل وعلا فيها من قصته مع إبليس، ثم بعد ذلك خاطب الله جل وعلا بني آدم بصفة أن آدم أبوهم خاطبهم جل وعلا وناداهم بأربع نداءات :
{يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا}{يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ}{يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ}{يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي } إلى آخر الآية، ذكرهم الله جل وعلا بأربع نداءات ثم إنه جل وعلا فصل ما أجمله في الأنعام لكن هذا التفصيل ليس بترتيب النزول بل بترتيب المصحف، وإلا الأعراف سورة مكية والأنعام سورة مدنية فعلى هذا سورة الأعراف جاء فيها ما أجمله الله في الأنعام.

الله في الأنعام ذكر الرسل جملة :
{وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاء إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ*وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ*وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ*وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلاًّ فضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ} هؤلاء ذكرهم الله جملة ثم جاء في الأعراف بحسب ترتيب المصحف بدأ يفصل فلم يذكر في الأنعام قصة نوح ولا موسى ولا غيرهما ثم بدأ يفصل بدأ بالأعراف ففصل فيها قصة نوح وقصة هود إلى عاد وقصة صالح إلى ثمود وقصة لوط إلى أهل سدوم وقصة شعيب إلى أهل مدين وقصة موسى إلى فرعون وبني إسرائيل، فهؤلاء ستة من الأنبياء ذكر الله جل وعلا خبرهم تفصيلا فيصبح ترتيب المصحف أنه أجمل في سورة الأنعام وفصل في سورة الأعراف، ثم ذكر الله جل وعلا في السورة بعضا من آياته الدالة على عظيم خلقه وأعاد فيها أن أحدا لا يملك نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله تأكيدا للتوحيد هذا كله عن سورة الأعراف جملة، بعد هذا التصور الكامل عن السورة ننتقل إلى اختيار بعض الآيات المتعلقة بتفسيرها.

على أنه ينبغي أن تعلم أن :
العلم لا يظهر بجلاء إلا إذا اجتمع بعضه إلى بعض، إذا اجتمع بعضه إلى بعض يظهر العلم فإذا جمعت أشتات العلم واكتمل لديك مع الإلحاح والكتابة والتدوين والحفظ وسؤال الله التوفيق يكونه العلم لديك، تراه في أول أمره صعبا كالبحر لكنه يسير على من يسره الله جل وعلا إليه، كالبناء عندما يريد أن يبنيه صاحبه يراه متوسع الأطراف بعيدا، لا يرى إلا حديده وما أشبه ذلك حتى إذا اكتمل بعضه إلى بعض قام بنيانا، كذلك العلم يجب على من تصدر للتدريس أن يعين من يطلب العلم على يديه في فقه العلم وإنه يعطي أشتات العلم حتى يجتمع شيئا فشيئا، وهذا كله أعاننا الله و إياكم بتوفيق من الله وفضل والأمر كله مبدأ ومنتهى وأوسط فضل من الله تبارك وتعالى يهبه جل وعلا لمن يشاء.

قال الله جل وعلا: بسم الله الرحمن الرحيم {المص*كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ}، هذا أول السورة وأنا لا أبدأ تفسيرا قبل أن أفسر أول آية في السورة نفسها لأنها مفتاح قد نتجاوز بعض الآيات نعم لكن أول آية في السورة لا بد من تفسيرها لأنها مدخل.

{المص}:هذه من الحروف المتقطعة وقد مرت معنا في دروس سابقة وأنا أتكلم إجمالا باعتبار التدريس العام،مرت أنها من الذي اختص الله جل وعلا بعلمه هذا قول جمهور العلماء وهو الأظهر.

{كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} معنى الآية :

هذا كتاب فحذف المبتدأ لدلالة الخبر عليه على قول الكسائي ومن تبعه والمعنى أن هذا الكتاب المقصود به القرآن . وقد نكرت هنا كتاب لدلالة التعظيم، أي أن هذا الكتاب أعظم من أن يعرف فإذا عرف في آية أخرى فباعتبار علميته واشتهاره هذا كتاب أنزل إليك، والمخاطب في المقام الأول هنا النبي صلى الله عليه وسلم {فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ} .