عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 3  ]
قديم 2014-11-28, 2:34 AM
أسطنبوليه
عضو متميز بالمنتدى
رقم العضوية : 190618
تاريخ التسجيل : 12 - 7 - 2014
عدد المشاركات : 720

غير متواجد
 
افتراضي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لطالما تكلمنا وتكلمت جميع وسائل الإعلام عن الخادمه ، البعض من الأُسر أستغنى عنهن بالبدائل وبتنظيم الأمور ، والبعض الأخر لاأذن تسمع ولا عين ترى !
رغم تكريس أعلامنا بالسنوات الأخيره على تسليط الضوء عليهن وعلى سلبياتهن وأيجابياتهن .

طبعاً الغالبيه ( وأنا كتبت الغالبيه ) بدول الخليج ( وفيما ندر ) من الدول العربية لايستغنون عن الخادمه ، بل أن بعض الأُسر لاتحتاج إلى خادمة ، إنما يجلبونها بداعي ( الفشخره والتفاخر والبرستيج ) أمام القبيله وأمام الناس
حتى وأن كانت حالتهم الماديه غير جيده !!!

أما من يقول أن الفتاة الخليجية ( العاملة وغير العاملة ) لا يمكنها الإستغناء عن الخادمة
أقول له ليس جميعهن سواء
فهاأنا خليجيه وعامله من الصباح حتى الظهر ، ومنظمه أموري وماشيه على جدول معين ومرتاحه عليه ولله الحمد
بالأول قد يكون ذلك شاق قليلاً مع وجود الأطفال ، ولكن مع التعويد تصبح الأمور روتينيه وسهلة وسلسه وأعتدت عليها ولله الحمد
وقد تعلمت ذلك من والدتي حفظها الله ، فأنا تربيت بمنزل كبير وفسيح ويدخله الكثير من الضيوف ، ورغم هذا لم أسمع أمي تتذمر أو تشتكي أو تريد خادمة
كانت منظمه أمورها ومخصصه وقتاً معين لكل عمل .
وأعرف الكثير من بنات العائله مثلي ، وأعرف بنات أخريات مسؤولات عن منزل مكون من 13 فرداً دون وجود خادمه .
نعم .. قد تكون أغلب بيوتنا الخليجيه فيها خدم ، لكن ليس جميعها .
البعض يقولون أن العمل مع ترتيب المنزل والأولاد يجلب المرض والمشقه ، المسأله مسأله تنظيم وقت وتنظيم جدول وتنظيم الأعمال ، والمرأه الذكيه تستطيع أدارة منزلها وتنظيم أمورها وتعويد أبنائها على نظام وجدول معين وتوزيع المهام عليهم
ورويداً رويداً يكون هذا أسلوب حياتهم ويتعودون عليه ولايحتاجون لخادمه أبداً .
لكن هل حاولنا ذلك ؟
هل حاولنا ذلك وأجتهدنا بترتيب أمورنا وجدولنا بدل الإتكال على الخادمة
الأمر يحتاج إلى عزيمة أوصرار فقط حتى يكون هذا أسلوب حياتنا المرتاحين عليه راحه نفسيه
فما الفائده بوجود خادمه لاأشعر معها براحه نفسيه ولا بخصوصيه بمنزلي !!!
أنا أرى العذاب النفسي الذي أعايشه مع وجود خادمة بمنزلي يفوق مشقة وتعب الدوام والتنظيف أو أعداد الطعام
فتعب ومشقة العمل بالدوام وبالمنزل تزول مع التنظيم وترتيب الأمور ، لكن التعب النفسي لايزول وأنا لا أرتاح ولاأتهنئ بنومي ولا بخصوصيتي مع زوجي ولا بخوفي الداخلي من جرائم الخدم .

*بالمناسبه أنا أتابع برنامج تلفزيوني واقعي أسمه ( Kate Plus 8 )
وهو يدور حول أم أنجبت 6 توائم دفعه واحده
وعندها بنتين توأم من حمل سابق
أي أن عدد أطفالها 8 أطفال
ماشدني هو شدة تنظيم هذه الأم ، أتعلمون ما الذي أثار أعجابي أيضاً ؟
عدم وجود خادمه واحده بمنزلها
وأنها كانت تحرص أشد الحرص على تعويد أطفالها على جدول معين
كانت ماشيه هي وأطفالها على جدول أعدته بنفسها لتهتم بأولادها الصغار وتنظمهم وترعى شؤونهم ، وكانت تستعين بجارتها أو أبنة الجاره عندما تذهب للسوق لتشتري أغراض المنزل أو عندما تذهب للمستشفى
وعندما تعود تتولى مسؤوليتها مره أخرى تجاه أطفالها وبيتها
كم أعجبتني ياكيت ( كيت هو أسم أم الأطفال الثمانيه )
فوجود 8 أطفال أعمارهم دون الخامسه شيئ مرهق وكأنها حضانه مصغره
ولكنها أستطاعت بعزيمتها وترتيبها لأمورها أن ترعاهم وتدبر أمورها.


وإن كان لابد من وجود خادمة لظرف طارئ أو مرض أو غيره فالأفضل جلب خادمة بالأجر اليومي ، التي تعمل لساعه معينه ثم تذهب .

أنا مع وجود الخادمة في حالات معينه ومحصوره مثل:
1_ مرض الزوجه أو طعنها بالسن ولايوجد لديها من يعينها .
2_ بعض كبار السن يحتاجون لعنايه خاصه ومكثفه ولابد من وجود خادمه تساعد ربة المنزل على رعايتهم ، خاصه إذا لم يوجد بنات كبار عند ربة المنزل .

أما غير ذلك تستطيع الأُسر تنظيم جدولها وترتيب أمورها وتوزيع المهام بحيث يستغنون عن وجود الخدم .
كانت أمهاتنا وجداتنا بالماضي يخبزن الخبر بأيديهن وينظفن بالمكنسه اليدويه ويرعن الأغنام ويحممن أولادهن ويعدون لهم الطعام ، وبيتوتهن عامره بضيوف داخله وضيوف خارجه من الصباح حتى المساء
ولم يكن يعرف الخدم وكلهن صحه ونشاط .
وفي حياتنا المرفهه تعود الأم بعد عملها للمنزل ظهراً وتتغدى وتنام وتستيقظ المغرب وربما بعد المغرب ، والأولاد كلن بيده التاب والأيباد والبلاي ستيشن ، والبنات اللي على الأنستقرام والتويتر والخادمه هنا وهناك تركض وتغسل وتعد الطعام ، والناس لاتتزاور وقد يمر أسبوع أو أكثر ولايوجد ضيف واحد يدخل المنزل !!!
أين تحمل المسؤوليه وتربية البنات والأولاد على العمل ؟!!!
طبعاً البعض من الأمهات وليس جميعهن حتى لاأعمم ( هناك الموظفه اللي نفتخر فيها وتهتم ببيتها وترعى أولادها حتى لو عندها خادمه )
لكن أنا ذكرت الغالبيه للأسف ، وهذا الشي رأيته بأم عينّي .

والبدائل عن الخادمة كثيره فقط تحتاج لعزيمة منها:
1_مثلما كتبت سابقاً تنظيم الأمور وتوزيع المهام والمشي على جدول معين بتنظيم وتوزيع الأعمال والمهام
2_ تعويد ربة المنزل لبناتها وأولادها منذ الصغر على تحمل المسؤوليه تجاه الأعمال المنزليه
3_ مثلما تعلمون أغلب النساء بمجتمعنا معلمات ، والكثير من المدارس توفر روضة أطفال لأستقبال أطفال المعلمات ، وهذه خطوه رائعه بدل من وجود الطفل لوحده عند الخادمة
4_ المرأه العامله إذا كانت لديها جاره لاتعمل ، وهي تثق بجارتها وبأخلاقها فالأفضل تكلمها لتستقبل أطفالها لديها مقابل مبلغ مادي مثلاً
أنا أعرف أحدى الجارات مسؤوله عن حضانة أطفال الحي اللي أمهاتهم عاملات ، تقوم برعايتهم وملاعبتهم لحد مايوصولوا أمهاتهم من العمل ويأخذونهم
فتشغل الجاره وقتها وبنفس الوقت تكسب قوت رزقها ، وأرى أنه مشروع جميل وآمن للأسره العامله .

أما بخصوص على عاتق من تقوم مسؤولية الأوضاع المؤلمة التي وصلت إليها بعض المجتمعات بسبب الخدم؟
البعض على عائق بعض العوائل التي تنشغل عن أولادها وعن الخادمه ، فيرخون الحبل للخادمة ويسلمون أطفالهم للخادمة بلا مراقبة وبدون أدنى مسؤوليه
والبعض قد يقع على عادات وتقاليد الخادمه نفسها ، فبعضهن ولدن وعاشن في بيئه تنتشر فيها الخرافات والخزعبلات ، وهذا لوحظ بكثره لدى الخادمات الأثيوبيات
فالكثير من الخادمات الأثيوبيات يعملن لدى عائلات تخاف الله فيهن وتعاملهن معامله حسنه ولكن عادات وتقاليد وبيئة هؤلاء الخادمات تغلب عليهن فتظهر الجرائم التي يكون ضحيتها الأطفال للأسف.
فليحرص رب الأسره على جلب خادمة مسلمة ، وإذا تمكن من الحصول على رقم الأسره السابقه التي كانت تعمل لديهم الخادمة يُحبذ أن يتواصل مع الأسره التي كانت الخادمة تعمل لديهم ليسأل عنها وعن بعض الأمور الأخرى ليحتاط .
وكذلك تقع المسؤوليه على بعض مكاتب العمل التي لاتخاف الله وهمها الربح المادي.

وبالنهاية أقول لكل عائلة لديها خادمة أو أضطرت لجلب خادمه لكل فعل ردة فعل
فما تعملوه للخادمه سوف ترونه ، فعليكم أن تراوعوا الله فيها وأن تعاملوها معامله حسنه ،
وأن تسألوها عن حاجياتها ورغبتها للذهاب للسوق مثلاً ، وأن لاتتركوا الأطفال وكبار السن لديها دائماً، وأن تذكروها بالأسلام وتهدوها هديه تعبر عن أمتنانكم لخدمتها لكم ولبيتكم.

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .


توقيع أسطنبوليه




"
اللَّهُمَّ أعِنَّا عَلَى ذِكْرِكَ، وَشُكْرِكَ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ "