للشيخ ابن باز رحمه الله
س: ح. أ. م. من أم درمان بالسودان يقول في سؤاله: بعض الناس يجعلون الورد (بسم الله الرحمن الرحيم) 786 مرة، ويقرأون الواقعة 42 مرة، وسورة الذاريات 60 مرة، وسورة يس 41 مرة، عند الميت وغيره، ويقرءون في الورد (يا لطيف) 16641 مرة، فهل هذا جائز أم ﻻ؟ أفيدونا أفادكم الله (1) .
ج: ﻻ أعلم لهذا العمل أصﻼ بهذا العدد المعين في الشرع المطهر، بل التعبير بذلك واعتقاد أنه سنة بدعة،
فتوى أخرى ...
يعمد بعض المعالجين بتخصيص قراءة آيات معينة في طريقة عﻼجه ، أو إيراد ذلك في بعض كتبه دون دليل أو مستند شرعي من الكتاب والسنة يؤكد ذلك ويدعمه ، ومعلوم شرعا أن تخصيص ما لم يرد به مخصص من المشرع بدعة منكرة ، وفعل يخالف الشرع والمنهج ، وﻻ بد من التحذير للوقوع في ذلك أو اعتقاده ، ومعلوم أن الرقية الشرعية أمر توقيفي تعبدي تتعلق بمسائل اعتقادية كما ذهب لذلك بعض أهل العلم ، وهذا ما أراه وأنتهجه ، وقد تم اﻹشارة إلى ذلك اﻷمر سابقا ، فيجب المحافظة على ما ورد به النص للرقية الشرعية من الكتاب والسنة ، دون التعويل على ما سواهما .
وقد ثبت الدليل في مواضع أخرى بتخصيص أذكار أو أوراد محددة العدد للنفع والفائدة المرجوة في الدنيا واﻵخرة ، كما ثبت من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه قال : قال رسول الله : ( من قال ﻻ إله إﻻ الله ، وحده ﻻ شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، في يوم مائة مرة ، كانت له عدل عشر رقاب ، وكتبت له مائة حسنة ، ومحيت عنه مائة سيئة ، وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إﻻ رجل عمل أكثر منه ) ( متفق عليه )
فالتخصيص الحاصل في الحديث آنف الذكر تخصيص من مبلغ عن مشرع ، وفعله يؤدي لبلوغ غايته ، ﻷنه إخبار من الصادق المصدوق ، الذي ينطق بوحي السماء ، ومخالفة ذلك يعتبر ابتداع في الشريعة والدين وقول بغير علم وقس على ذلك كثير ممن يخصص قراءة آيات معينة بعدد محدد لشفاء كثير من اﻷمراض ، وهم بذلك واهنون مبتدعون منقادون ﻷهوائهم وشهواتهم وإغواء الشيطان ودسائسه ، دون اﻻنقياد للشريعة السمحة
******
اللجنه الدائمه للافتاء
القرآن كﻼم الله تعالى، وفضل كﻼمه تعالى على كﻼم البشر كفضل الله على عباده، وفضل قراءة القرآن عظيم ﻻ يقدر قدره إﻻ الله سبحانه لكن ليس للقارئ أن يخص سورة أو آية بالتﻼوة في وقت معين أو لغرض معين إ ﻻ ما خصه الرسول صلى الله عليه وسلم كفاتحة الكتاب للرقية، أو في الصﻼة في كل ركعة، وكقراءة آية الكرسي عندما يأخذ مضجعه من فراشه للنوم رجاء أن يحفظه الله من الشيطان، وكقراءة المعوذات { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } و { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ } و { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ } للرقية. وكذلك ليس له أن يلتزم تكرار سورة أو آية مرات محدودة إﻻ إذا ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ﻷن ذلك عبادة فيراعى فيها التوقيف من الشرع. (4/122
)
ومن هذا يتبين أن تخصيص قراءة سورة الفاتحة بالليل بعد الوتر مرات بدعة، ولو لم يحدد العدد؛ ﻷنه لم يثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم وﻻ عن أحد من خلفائه الراشدين رضي الله عنهم فالخير في القراءة دون تقيد بالفاتحة و ﻻ تخصيص للقراءة بالليل بعد الوتر، بل يشرع اﻹكثار من قراءة القرآن الكريم للفاتحة وغيرها من غير تحديد لعدد معين أو وقت معين إﻻ ما جاء في الشرع المطهر كما سبق بيانه. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد ، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واﻹفتاء عضو
عضو نائب رئيس اللجنة الرئيس عبد الله بن قعود عبد الله بن غديان عبد الرزاق عفيفي عبد العزيز بن عبد الله بن باز (4/123)
وإلى لقاء في الفتاوى الأخرى بإذن الله
وراي العلماء بالقول الأخر بعد جمعها بحوله وقوته
التعديل الأخير تم بواسطة البارقه 2009 ; 2014-11-07 الساعة 9:13 PM.
توقيع البارقه 2009 |
(رب هب لي حكما والحقني بالصالحين
واجعل لي لسان صدق في الأخرين
واجعلني من ورثة جنة النعيم )
قال عبد الله بن مسعود : " لأِن أعض على جمرة حتى تبرد أحب إليّ من أن أقول لشيء قد قضاه الله ليته لم يكُن ! ".
💕 الرضى جوهر السعادة ، جملنا به يا الله 💕
[ اجعل لي يا الله اثراً طيباً اذكر بهِ بعد رحيلي فالذكر عمرُ آخر ]
اللهم اجعلنا ممن اذا حضر حضر واذا غاب بقي له أثر
اللهم اجعلنا من اهل النفوس الطاهرة و القلوب الشاكرة والوجوه المستبشرة وارزقناطيب المقام وحسن الختام .
|
|