عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 8  ]
قديم 2008-04-13, 7:15 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي

خامساً :الرعب
وهو أن يقذف الله عز وجل في نفوس أعدائه المهابة والخوف الشديد الذي تخور معه قواهم وتضطرب أفكاره وتتوتر أعصابهم .
وهو من اعظم الأسباب نصرة لأنبيائه وأوليائه فان القوة الحقيقية هي قوة الفوائد وثبات الجأش وقد جعله الله من خصائص هذه الأمة المباركة .
ففي صحيح البخاري عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أعطيت خمس لم يعطها أحد قبلي نصرت بالرعب مسيرة شهر وجعلت الأرض لي مسجد وطهورا فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي وأعطيت الشفاعة وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة. (97)
والحديث واضح الدلالة في أن هذه الخاصية هي له صلى الله عليه وسلم ولمن كان على هديه من أمته وقد ورد الحديث عند الدارمي بلفظ (ويرعب منا عدونا مسيرة شهر… ) (98)
وقال السندي في حاشيته على سنن النسائي :وقد بقي أثر هذه الخاصة في خلفاء أمته ماداموا على حاله . (99)
وقد قال الله عز وجل }إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ{ (100) وقال الله عز وجل }وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزا ` وأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً`وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَمْ تَطَأُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً{ (101) وقالعز وجل }هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَار{(102) وفي المقابل فان الله عز وجل يربط على قلوب المؤمنين وينزل عليهم السكينة حتى يصل بهم الحال إلى النعاس لما يجدونه في قلوبهم من الطمأنينة والسكينة ، كما قال الله عز وجل }إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ{ (103) وقد ثبت في صحيح البخاري وغيره أن أبا طلحة قال كنت فيمن تغشاه النعاس يوم أحد حتى سقط سيفي من يدي مرارا، يسقط فآخذه . (104)

سادسا :التكبير
وهو أن يهتف أولياء الله وأحبائه من المؤمنين بلا إله إلا الله والله أكبر فيكون لها من الأثر الحسي والمعنوي في أعداء الله ما لا تثبت أمامه قوى الأرض بل تتلاشى وتضمحل أمام تكبيرات أهل الأيمان الصادقين المخلصين الذين نصروا الله في أنفسهم فانتصروا قال الله عز وجل }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ{(105)
ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(سمعتم بمدينه جانب منهما في البر وجانب منها في البحر ؟ قالوا نعم يا رسول الله قال:لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألف من بني إسحاق فإذا جاءوها نزلوا فلم يقاتلوا بسلاح ولم يرموا بسهم قالوا لا اله إلا الله والله اكبر فيسقط أحد جانبيها الذي في البحر ثم يقولون الثانية: لا اله إلا الله والله اكبر فيسقط جانبها الآخر ثم يقولون الثالثة : لا اله إلا الله والله اكبر فيفرج لهم، فيدخلونها فيغنمون، فبينما هم يقتسمون الغنائم إذ جاءهم الصريخ فقال إن الدجال قد خرج فيتركون كل شي ويرجعون ) (106) فقال النووي في شرحه( المدينة التي بعضها في البر وبعضها في البحر القسطنطينية وقوله صلى الله عليه وسلم :يغزوها سبعون ألف من بني إسحاق ) قال القاضي :هو كذا في جميع أصول صحيح مسلم من بني إسحاق والمعروف المحفوظ من بني إسماعيل وهو الذي يدل عليه الحديث وسياقه، لأنه إنما أراد العرب (107)
وفي يوم القادسية قال سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه لجيشه:(ألزموا مواقفكم لا تحركوا شيئا حتى تصلّوا الظهر فإذا صليتم الظهر فإني مكبر تكبيرة فكبروا واستعدوا، واعلموا أن التكبير لم يعطه أحد قبلكم واعلموا إنما أعطيتموه تأيدا لكم، ثم إذا سمعتم فكبروا ولتستتم عدتكم، ثم إذا كبرت الثالثة فكبروا ولينشط فرسانكم الناس ليبرزوا وليطاردوا فإذا كبرت الرابعة فازحفوا جميعا حتى تخالطوا عدوكم وقولوا لا حول ولا قوة إلا بالله) (108)
ولاشك أن التكبير من جملة الذكر الذي أمر الله تعالى به عند ملاقاة العدو كما قال عز وجل : } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ{ (109)
ولكن له ميزة خاصة كما تقدم0

سابعاً : التقوي بإقامة الصلاة وحسن الاتصال برب العزة سبحانه
الصلاة هي الصلة بقيوم السماوات والأرض فإذا أتصل العبد بالملك القدوس السلام المؤمن المهيمن الجبار المتكبر سبحانه وتعالى وكان حسن الاتصال بربه فإنه يفوز بكل ما يصبوا إليه ، فإن دعا أستجيب له وإن استنصر نصر ، ومن هنا فقد كان صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة وكيف لا يكون والله جل وعلا يقول:( واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين ) (110) ولهذا قال علي رضي الله عنه :( لقد رأيتنا يوم بدر وما منا إلا نائم ، إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه كان يصلي إلى شجرة ويدعوا حتى أصبح ..) (111)

ثامناً : الاستغفار والتسبيح والتوبة
كما قال تعالى على لسان هود عليه السلام وهو يدعوا قومه ويبين لهم سبباً عظيماً من أسباب القوة فقال: ((يا قوم لا أسألكم عليه أجراً أن اجري إلا على الذي فطرني أفلا تعقلون ، ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدراراً ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين )) (112)
ولا شك أن الاستغفار والتسبيح والذكر من أسباب القوة ولذلك في الصحيح أن فاطمة رضي الله عنها حينما كانت تجد ما تجد من العناء والتعب في عمل البيت فشكت لعلي رضي الله عنه وطلبت منه خادم فقال النبي صلى الله عليه وسلم :(ألا أدلكما على خير مما سألتماه؟ إذا أخذتما مضاجعكما فكبرا الله أربعاً ثلاثين ، واحمدا الله ثلاثاً وثلاثين ، وسبحا الله ثلاثاً وثلاثين فأن ذلك خيرٌ لكما من خادم قال علي رضي الله عنه فما تركتها بعد ، قيل ولا ليلة صفين ؟ قال : ولا ليلة صفين) (113) فكان ذلك سبباً في أن وجدت فاطمة رضي الله عنها القوة والنشاط كما ذكرت ذلك في بعض طرق الحديث.

تاسعاً: الدعاء
وهو طلب النصر والغلبة على الأعداء من الله الواحد الأحد جل في علاه وقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يفزع إلى ربه جل وعلا في غزواته ويلح عليه بالدعاء .
ففي غزوة بدر بات رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو ربه ويقول (اللهم إن تهلك هذه الفئة لا تعبد)(114)
[وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر استقبل القبلة ثم مد يديه فجعل يهتف بربه اللهم أنجز لي ما وعدتني اللهم آتِ ما وعتني اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض فما زال يهتف بربه ماداً يديه مستقبل القبلة حتى سقط رداءه عن منكبيه فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه ثم ألتزمه من ورائه وقال يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك فأنه سينجز لك ما وعدك فأنزل اللهعز وجل:}إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ{ (115) ](116)
ولاشك أن الدعاء سلاح لا يقاوم كما قال الشاعر :

أتهزأ بالدعاء وتزدريــــــــــــه *** وما تدري بما صنع الدعاء
ســـــــهام الليل لا تخطي ولكن *** لها أمد وللأمد انقضـــــــاء

وقد كان السلف الصالح يعدون الدعاء من الأسلحة التي لاغنا لهم عنها في حروبهم وغزواتهم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : (وكان الحرب إذا اشتد على المسلمين في الجهاد يقولون : يا براء ( أي البراء بن مالك) أقسم على ربك فيقول :يا رب أقسمت عليك لما منحتنى أكتافهم ،فيهزم العدو ، فلما كان يوم ألقادسية قال:أقسمت عليك يرب لما منحتنا أكتافهم وجعلتني أول شهيد، فمنحوا أكتافهم وقتل البراء شهيداً)(117)
وكان سعد بن أبي وقاص مستجاب الدعوة ، ما دعى قط إلاّ استجيب له وهو الذي هزم جنود كســرى وفتح العراق0 (118)
وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء :قال الأصمعي :لما صاف قتيبة بن مسلم للترك وهاله أمرهم ،سأل عن محمد بن واسع ..فقيل :هو ذاك في الميمنة جامح على قوسه يبصبص بإصبعه نحو السماء ،قال : تلك الإصبع احب إلي من ألف سيف شهير وشاب طرير . (119)