عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 4  ]
قديم 2008-04-13, 7:00 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي
ثالثاً : مؤازرة مسلمي الجن لإخوانهم المؤمنين :
الجن خلق من خلق الله تعالى خلقهم الله تعالى قبل خلق آدم عليه السلام فكانوا أول من سكن الأرض كما قال عز وجل : }وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ ، وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ{ (37) ، وقد وهبهم الله تعالى من القدرات العظيمة التي لا يعلمها إلا الله وقد بين عز وجلفي كتابه شيئاً من ذلك كما في قصة سليمان عليه السلام حينما طلب إحضار عرش ملكة اليمن ( بالقيس ) من اليمن إلى بيت المقدس ، فقال عفريت من الجن أنا أتيك به في مدة لا تتجاوز قيام الرجل من مجلسه كما في قوله عز وجل: }قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ{ (38). ويدل على ما أوتوا من القدرات الهائلة قدرتهم على اختراق الفضاء ووصولهم إلى السماء كما قال عز وجلعنهم:} وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً{ (39).
ومما لاشك فيه أن فيهم الصالحون اللذين تعلقت قلوبهم بحب الله كما قال عز وجل : }وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَداً{ (40)
ففي صحيح البخاري (باب إسلام عمر رضي الله عنه ) عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه قال : «ما سمعتُ عمرَ يقول لشيء قطُّ إني لأظنُّهُ كذا إلا كان كما يَظنّ. بينما عمرُ جالسٌ إذ مرَّ بهِ رجلٌ جميلٌ فقال عمرُ: لقد أخطأَ ظني، أو إنَّ هذا على دِينهِ في الجاهلية، أو لقد كان كاهِنَهم، عليَّ الرَّجُلَ. فدُعي لهُ، فقال لهُ ذلك. فقال: ما رأيتُ كاليوم استُقبِلَ بهِ رجلٌ مسلم. قال: فإِني أعزِمُ عليكَ إلاّ ما أخبرتَني. قال: كنتُ كاهِنَهم في الجاهلية. قال: فما أعجبُ ما جاءتكَ به جِنِّيَّتُك؟ قال: بَينما أنا يوماً في السوقِ، جاءَتني أعرِفُ فيها الفَزَع فقالت: ألم ترَ الجنَّ وإبْلاسَها، ويأسَها من بعدِ إنكاسِها، ولحوقَها بالقلاصِ وأحلاسها. قال عمر: صدق، بينما أنا نائمٌ عندَ آلهتِهم، إذ جاء رجلٌ بعِجلٍ فذبحَهُ، فصرَخَ به صارِخٌ لم أسمَعْ صارِخاً قطُّ أشدَّ صوتاً منه يقول: يا جَليحْ، أمرٌ نَجيح، رجُل فَصيح، يقول: لا إلهَ إلاّ أنت. فَوثبَ القومُ. قلتُ: لا أبرَحُ حتى أعلمَ ما وراءَ هذا. ثم نادَى: يا جَليحْ، أمرٌ نَجيح، رجُل فصيح، يقول: لا إلهَ إلاّ الله. فقمتُ، فما نَشِبْنا أن قيلَ: هذا نبيّ». البخاري رقم3866
وقد ساق ابن كثير في تفسيره بسنده إلى الأعمش انه قال:تروح إلينا جني فقلت له:ما أحب الطعام إليكم قال: الأرز ،قال: فأتيناه به فجعلت أرى اللقم ترفع ولا أرى أحد،فقلت فيكم من هذه الأهواء التي فينا ؟قال :نعم،قلت:فما الرافضة فيكم؟قال شرنا. (41)
[ومما ينصر الله به عباده المؤمنين أن يكون في صفوفهم إخوان لهم من صالحي الجن يقاتلون معهم أعداء الله تعالى ، فيكونون من جملة جنود الله تعالى الذين يجعلهم الله تعالى سبباً لنصرة أوليائه كما قالعز وجل: } ولله جنود السماوات والأرض { ](42) وقال عز وجل : } وما يعلم جنود ربك إلا هو {. (43)
قال الرازي في تفسيره : وفي جنود السماوات والأرض وجوه :
أحدها : ملائكة السماوات والأرض .
ثانيها : من في السماوات من الملائكة ومن في الأرض من الحيوانات والجن .
ثالثاً : الأسباب السماوية والأرضية ... حتى يكون سقوط كسف من السماء والخسف من جنوده .(44)
وقال السمرقندي في تفسيره ( بحر العلوم ) } ولله جنود السماوات والأرض { فجنود السماوات الملائكة وجنود الأرض المؤمنون من الجن والأنس . (45)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية أن عمر رضي الله عنه لما نادى يا سارية الجبل قال : أن لله جنوداً يبلّغون صوتي . وجنود الله هم من الملائكة ومن صالحي الجن . فجنود الله بلّغوا صوت عمر إلى سارية ، وهو أنهم نادوه بمثل صوت عمر . (46) .
وقال شيخ الإسلام أيضا : وكان عمر مرة قد أرسل جيشاً فجاء شخص وأخبر أهل المدينة بانتصار الجيش وشاع الخبر فقال عمر : من أين لكم هذا ؟ قالوا شخص صفته كيت وكيت فأخبرنا ، فقال عمر : ذاك أبو الهيثم بريد الجن ، وسيجيء بريد الإنس بعد ذلك بأيام . (47)