الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله . وبعد
فإنه في حال دخولك لمكتبة بقصد شراء كتاب ما ستجد من ضمن
المعروض ولعله مما يجد إقبالاً من المثقفين وطلبة العلم كُتباً تعنى بحوار الحضارات لُكتاب من الذين يعنون بقضايا الإسلام وإهتمامات
المسلمين وهذه الكُتب جاءت على إثر ماطُبع في الغرب من كتب يؤمن أصحابها بصراع الحضارات وأن البقاء للأصلح وهو طبعاً
في نظرهم الجنس الغربي أما الأجناس الأخرى فهم مخلوقون ليقوموا بخدمتهم كعبيد لهم وإذا لم يصلحوا لهذه المهمة فللجنس الحضاري المزعوم والذي يستحق في نظرهم التكريم وحده
كما أن خيرات الأرض خلقت له وحده أقول لهذا الجنس أن يقضي على الأجناس الأخرى لأنهم لا يستحقون الحياة فالغربيون وحدهم من يفهم الحضارة ويستطيع التعامل معها وفي الحقيقة فإن هذه الأفكار العنصرية لم تكن وليدة اليوم بل إن كثيراً من الغزاة في التاريخ قادوا جيوشهم ليقتلوا ويُبيدو تحت هذه الدعاوى
وإذا قارنا ماصدر منهم بحقائق هي من أساسيات ماورد لدى المسلمين ففي القرآن الكريم (ولقد كرمنا بني آدم )
وورد أيضاً أن بعض المؤمنين أخذ يدعو على أناس لعدم
إيمانهم
فقال لهم الله (دعوهم لو خلقتموهم لرحمتموهم )
كما ورد أن إبراهيم أبا الأنبياء جاءه غير مؤمن يطلبُ طعاماً فطرده
فقال له ربه إن هذا يعصيني منذُ أربعين سنه وأنا أطعمه وأنت لم تطعمه مرة واحدة فلحق إبراهيم بالرجل وقال له ماحدث له من ربه فآمن الرجل وقال إنني أومن برب يعاتب نبيه من أجل كافر به
والأديان والرسل والكتب المنزلة والفكر البشري الصادر من الفطرة السليمة والعقل المستنير كلها جاءت رحمة للعالمين جميعاً دون تمايز
وصلى الله على محمد وآله وصحبه اجمعين