وتنهض شخصية المسلم على أساس العمل بإتقانه له، أخروياً كان أو دنيويا. ثم يأتي الجهاد كأساس أخير لشخصية المسلم فهو شجاع لا يعرف الجبن إلى قلبه سبيلا. يتوجه بعقيدة راسخة يرى من خلالها أن الأجل واحد، لذا فهو يدافع عن الدين وعن النفس والعرض والأرض والمال وفي قلبه يقين لا يتزعزع. من ملامح شخصية المسلم، العزة من غير تكبر فهو لا يذل ولا يستكين لأحد، وعزته هذه تتنافى مع الغرور والاستعلاء. كما يتميز المسلم باستقلال الشخصية فهو يعتنق الحق ويسير على ضوئه ويعمل في دائرته دون أن يكون هناك أي تأثير خارجي عليه ، وقد حرص الإسلام على تحرير الشخصية لئلا تستبد بها الآفات أو تحتلها الأباطيل والنزعات، فليس لأحد أن يخضع إلا لله، ودعا إلى تحرير الشخصية من العادات السيئة والتقاليد المرفوضة، وحث المسلم إلى تحرير شخصيته من الخوف والقلق. ومن ملامح شخصية المسلم أيضاً، الثبات في العسر وفي اليسر، فهو شاكر في السراء، صابر في الضراء . وللمسلم شخصيته المعتدلة نحو المال الذي استودعه الله إياه فهو يتصرف فيه بالطرق المشروعة من غير إسراف أو تقتير ، سائرا على المنهج القرآني الذي رسمه الله تعالى في قوله: وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا الفرقان: 67.
ولشخصية المسلم سمة من أرفع السمات التي تميزه عن غيره، أنها القوة الدافعة قوة الإيمان التي تستحثه لارتياد مسالك الخير وتجعل منه إنساناً قوياً لا يخشى في الحق لومة لائم ، وهو ثابت الشخصية لا تزلزله عواصف الحياة، انه يستمد ثباته من عقيدته الثابتة التي تمنحه القوة والرسوخ ولذا نرى الإنسان المسلم صاحب العقيدة الراسخة، ثابتاً في كل أحواله وإعماله وأفعاله، يتحلى بالأخلاق والقيم النابضة. ومن ابرز صفات المسلم، الشجاعة الأدبية فهي إحدى قيم الإسلام الهامة، والشجاعة الأدبية تحتاجها مواقف الحياة الفاضلة، كجهاد أهل الباطل والزيغ والجهر بكلمة الحق، فالمسلم الذي يعتمد على ربه لا يخاف من مخلوق وإنما يخاف ربه وحده القادر على كل شيء . ويعمل الإسلام على إلا يتعرض المسلم إلى الأذى بأية صورة ، ووجوب المحبة والمودة لأخيه المسلم وان يؤثر أخاه على نفسه وعندئذ ترتقي شخصيته الإيمانية ويستشعر عظمة الإسلام في كل كيانه. ولشخصية المسلم مظهر معين يتسم بالهدوء، فهو لا يقوم إلا على ما يطمئن إليه، كما يتميز بصفاء القلب ونقاء سريرته، فبصفاء القلب وصلاحه تستقيم الجوارح ويتهذب السلوك، وهو قادر على ضبط النفس، فالإنسان القائم على نفسه، الحاكم لرغباتها الكابح لجماحها، إنسان قوي الشخصية. والمسلم غني النفس راض بما في يده، قانع بما عنده لا يتطلع إلى غيره. وهناك عوائق تعترض النفس البشرية وتعوق أمنها وراحتها فإذا ما اهتدى بهدى الله ويمم وجهه شطر الإيمان وجد العقيدة الإسلامية، عاصمة له يقول عز وجل: الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ الأنعام: 82. ويعنى الإسلام ببناء الشخصية على الصدق منذ فجر الصبا ويدعو الآباء والأمهات إلى تنشئة الأبناء عليه منذ صغرهم. ومن سمات شخصية المسلم الحياء وهو شعبة من الإيمان وتتسم شخصية المسلم بأعلى أنواع الحياء وهو الحياء من الله تعالى كما تتميز شخصية المسلم بالأمانة حيث يقول الرسول (صلى الله عليه وسلم) : " لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له " ولعظمة الأمانة وضخامتها وما تشتمل عليه من أحكام الدين الشرعية فأن ضعاف الشخصية لا يستطيعون حملها. كما تتميز شخصية المسلم بالتعاون والعفة نظرا لحرصه على حفظ دينه وعرضه وكرامته وشرفه، والمبادرة بالعمل الصالح والوفاء والشكر والبر وقدرته على توثيق العلاقات الإنسانية والاجتماعية والعفو عند المقدرة والصبر وغير ذلك من السمات.
منقول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,